"عودة السوريين"... رئيس بلدية يتحدث عن "نوايا خبيثة" ويدعو للحذر!
إلى المرحلة الرئاسية التالية درّ
لم يكن السجال الناشئ بين رئيس حركة "أمل" نبيه بري من جهة، ورئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض من جهة أخرى، إلا حرق أوراق لا يتوقف عند الأخير، بل يشمل مرشح الأول ومعه الطرف الآخر للثنائي "حزب الله"، أي النائب السابق سليمان فرنجية.
ذلك أن "الاستخفاف" بمرشح المعارضة على هذا النحو، ولّد نقمة إضافية على فرنجية، بات معه صعباً أيّ قبول مسيحي به، إذ تحوّل من مرشح ربما يمكن البحث فيه ومعه، الى مرشح تحدٍّ يعمل "الثنائي" على فرضه من دون إرادة المسيحيين وكل نواب المعارضة الى أيّ طائفة انتموا، ويمكن اعتبار الخطوة كأنها تعميق للهوّة التي يقف فيها فرنجية، إذ إن الاعلان عن ترشيحه من حضن "الثنائي"، يسلبه رأيه وحريته في التوقيت. أما الطريقة الاستفزازية، فلا تخدمه على الاطلاق، بل تزيد من محاولات عزله.
ويحلو للبعض اعتبار الخطوة مقصودة، تمهيداً للاعتذار من فرنجية لاحقاً عن عدم المضيّ به، بعدما باءت كل المحاولات بالفشل، وبالتالي الانطلاق، ولو بعد حين، الى مرحلة جديدة، تطفو فيها أسماء جديدة، وتقفل صفحة المرشحين الثلاثة ميشال معوض وسليمان فرنجية وجوزف عون.
هل هذه القراءة واقعية؟ يرى كثيرون ان الرئيس بري، وهو سيد الكلام، والسياسي المحنك، لا يقع في خطأ مماثل، خصوصا انه لم ينفِ ما نُقل عنه صباح الخميس، بل تعمّد ترك الأمر يتفاعل لدى معوض الذي ردّ بعنف متوقّع، ليقابله بري بالواسطة، بطريقة أكثر حدة، وبالتالي فتح المعركة الرئاسية على مصراعيها، وتحريك الجمود القاتل الذي يلفّها، ولكن باتجاه سلبي.
في الوضع الحالي، استنفد النائب ميشال معوض محاولات إيصاله الى قصر بعبدا، وخصوصاً بعد "الواقعة" السجالية مع بري.
ولا يجد رئيس "تيار المردة" النائب السابق فرنجية الطريق سالكة أيضاً، لذا يحاذر إعلان ترشحه، وسط معارضات، بعضها داخلي، وبعضها الآخر خارجي، تعوّق هدفه.
أما قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي لم يعلن أحدٌ ترشحه بعد، إلا ماكينات إعلامية منظمة تضخّ الأخبار، فهو يواجه معارضة حادة واسعة، لا تظهر كل تفاصيلها الى العلن، لكن ما يطفو منها هو استحالة توافر الظروف لتعديل دستوري يحتاجه لتجاوز المطبات، إضافة الى رسائل سياسية واتهامية، تصله بالواسطة من الطرف الأقوى، أي "حزب الله" الذي أعلن مراراً أن علاقة جيدة تربطه به، لكن موضوع الرئاسة شأن آخر. ويلتقي مع هذا الرفض "فيتو" "التيار الوطني الحر". اضف ان اكثر من طرف بات حذراً من تكريس واقع العسكر في السلطة، وقد تجرّع مرارتها تكرارا.
يبقى أن الظروف لم تنضج بعد للانتقال الى مرحلة جديدة، تُطرح فيها أسماء جديدة، وربما يكون حراك بكركي مدخلاً داخلياً اليها، إذا أرادت البطريركية المارونية فتح حوار جدي مع المؤثّرين، من غير المسيحيين أيضاً، بعد تعثّر دعوات الحوار، للوصول الى نقاط مشتركة تحملها الى الكرسي الرسولي في الفاتيكان حيث دوائره مهتمة بالشأن اللبناني وتريد الدفع قدماً بما يتفق عليه اللبنانيون، ولمصلحة لبنان، فتعمل على إقناع واشنطن به، وربما دول فاعلة في المنطقة، خصوصاً السعودية التي دخلت قبل مدة في مفاوضات مع الفاتيكان، لإرساء علاقات ديبلوماسية بين البلدين.
المرحلة الرئاسية التالية باتت قاب قوسين أو أدنى، وتنتظر، الى التفاهمات الداخلية في حدها الأدنى، بعض التطورات الخارجية التي يتوقع متابعون أن تظهر نتائجها قريباً.
"النهار"- غسان حجار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|