الصحافة

"تقدُّم" ونجاة صليبا: تنوّع وتباين أفكار ولا افتراق

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قيل الكثير من "النظريّات" المتناقلة خلال الأيام الماضية عن واقع العلاقة بين النائبين التغييريين نجاة عون صليبا ومارك ضوّ. بعض الاعلام تحدّث عن "طلاق" بالحدّ الأقصى، والبعض الآخر عن "تباعُد" بالحدّ الأدنى. واقعياً، لا ترتبط حكاية مارك ونجاة بتكتل "قوى التغيير" فحسب.

إنهما نائبان عن حزب "تقدّم" الناشئ من مخاض انتفاضة 17 تشرين. خاضا الانتخابات على اللائحة الانتخابية نفسها في دائرة "جبل لبنان الرابعة" (الشوف وعاليه). "فوتوغرافياً" أيضاً برزا على لافتات واحدة خلال حملتهما الانتخابية. وهناك مقولة مُزدانة بالجمالية، وصداها لا يزال يتردّد آتياً من أرجاء مرحلة الانتخابات: "ما يميّز نجاة ومارك أنهما فازا بأصوات متنوعة طائفياً". وما بعد النجاح الانتخابي، لوحظ أن مارك ونجاة تموضعا معاً عندما كان تكتّلهم يشهد على تفرّعات. حتى في الأصوات الرئاسية، كتبا العبارة أو اسم المرشح نفسه خلال الجلسات. وأصدرا بيانات "تقدّم" السياسية. هل صحيح أن "ساعة الافتراق" دقّت؟ وأي معطيات دقيقة تفسّر كواليس قرار "الوقفة النيابية"؟

بحسب مقاربة النائبة صليبا، فإن "حديث بعض الاعلام عن تباعد مع النائب ضوّ وحزب "تقدّم" يوضع في إطار التلفيق ومحاولة اختلاق مشاكل، مع التأكيد على العلاقة المستتبة مع أعضاء "تقدّم" والنائب ضو". وتروي صليبا لـ"النهار"، ردّاً على سؤال حول اتخاذها قرار الوقفة البرلمانية، أنّ "خطوة المكوث داخل المجلس النيابي لم أنسّقها مع زميلي ضوّ أو "تقدّم" بل نسّقتها مع النائب ملحم خلف بمفرده، وأعطيت "تقدّم" علماً وخبراً بالخطوة التي سأتخذها. وكانت ردّة الفعل متفاجئة بادئ ذي بدء لأنني أعلمتهم قراري مباشرةً ولم ننسقها أو ندرسها مسبقاً... بل درستها مع النائب خلف". وفي تأكيد صليبا، أن "قرار الوقفة للإبقاء على جلسات انتخابات الرئاسة مفتوحة، هو القرار الأهم الذي اتخذته في حياتي البرلمانية القصيرة وأسمى عمل أقوم به للإشارة إلى أهمية احترام الدستور والمؤسسات العامة التي أنتمي إليها. وبعد ثلاث سنوات، قد لا أكون نائبة مرّة جديدة، لكنني بذلك أطمَئن لقيامي بواجباتي على أكمل وجه". وبالنسبة إلى صليبا، فإن "الأساس يتمثل في قضية انتخاب رئيس للجمهورية وما أقوله إن ما من شيء بيني وبين أعضاء "تقدّم" الذين يُعتَبرون رفاق الدرب. وقد عملنا معاً فترة طويلة ولن يحصل ما يجعلنا نتشاجر خصوصاً أنهم رفاقنا منذ سنوات... ولا بدّ من عدم "تكبير القصة" التي ليست حكاية مارك ونجاة بل قضية بلد يعاني المراوحة والأزمات المعيشية؛ ومن هنا حضوري داخل البرلمان".

الأجواء المعبّر داخل حزب "تقدّم" تؤكّد على احترام خطوة صليبا ودعمها لها، لكنها في المقابل ترسم تساؤلات حول الجدوى من استمرارها وكيفية انعكاسها لحظة تعقد جلسة الانتخاب. وهناك من يقرأ أن خطوة المكوث البرلماني مُنهِكة وبلا نتائج إذا طالت. ووفق الإضاءات التي يشير إليها عضو المكتب السياسي في حزب "تقدّم" وأحد مؤسسيه حسام العيد لـ"النهار"، فإنّه "عندما اتُّخذت خطوة الوقفة البرلمانية التي قرّرها النائبان خلف وصليبا، لم تكن قد طُرحَت الفكرة في وقت سابق داخل "تقدّم" للبحث بها؛ وكان خلف اقترح المكوث في المجلس النيابي للتأكيد على مطلب إبقاء الجلسات الانتخابية مفتوحة فلاقته صليبا تلقائياً رغم أنّ المسألة لم يتم اتخاذ قرار مسبق حولها داخل حزب "تقدّم". لكن، لا يلغي ذلك دعم ذلك الخيار والمطالبة بما يطالب به النائبان خلف وصليبا والتمنيات بالوصول إلى النتيجة الصحيحة، مع التأكيد بأننا لسنا بحزب شموليّ أو توتاليتاريّ فيما يُعتبر التباين في الآراء مسألة صحيّة. وإذ مضى أكثر من شهر على الخطوة من دون بروز بوادر للوصول إلى نتائج، يستمرّ النقاش داخل "تقدّم" للخروج من الجمود القائم، علماً أن الجميع متعاطف مع المسعى، لكن لا حركة قائمة حول كيفية تطوير المبادرة والمشاركة في انتخاب رئيس يشكّل نموذجاً.

وانطلاقاً مما يكشف العيد، فإنّ "هناك أفكارا ستناقش حول كيفية تطوير خطوة خلف وصليبا فيما الهدف الاساسي عدم وصول رئيس للجمهورية تابع للتركيبة الحاكمة. وإذا كان التعاطف قائماً مع الوقفة البرلمانية لكن المسألة معقّدة أكثر من مجرد البقاء داخل البرلمان، والمشكلة الأساسية سياسية. ولذلك لا ينتخب رئيس للجمهورية ويجري تعطيل للانتخابات. ولم نصل إلى بحث مسألة تأمين النصاب من عدمه بحسب المرشحين، في وقت تبدو التباينات قائمة بين نواب المعارضة حيال هذا الموضوع ويعتبر الواقع معقّداً ولا مواقف موحّدة من 45 نائباً. ولا بدّ من استكمال المرحلة المقبلة بخطوات حقيقية توصل إلى نتائج تتوخّى مصلحة الشعب بدلاً من الاتيان برئيس من داخل المنظومة". وعن الواقع الداخلي الذي يشهده حزب "تقدّم" وما إذا كان لا يزال متماسكاً أو يشهد ملامح تفكّك، ينفي العيد "وجود استقالات أو تراجع داخل "تقدّم" والاقبال على الاجتماع الماضي الذي دعا اليه النائب ضو خير دليل، لكننا في النهاية جزء لا يتجزأ من واقع البلد. ونلاحظ زيادة الاهتمام بحزب "تقدّم" من خارج المناطق التي ترشحنا فيها للانتخابات. وهناك بعض المؤسسين لـ"تقدّم" الذين يتواجدون خارج البلاد في المرحلة الراهنة لارتباطهم بأعمال كالمؤسِّسة لوري هايتيان، لذلك تبتعد عن الساحة الاعلامية مع التأكيد على دورها واستمرارها ضمن "تقدّم" كإحدى المؤسِّسات".

 "النهار"- مجد بو مجاهد

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا