استهداف مُفتَعَل ودون أصداء خارجية
لم تكن العبارة التي وردت في الكلمة الأخيرة لقائد الجيش العماد جوزيف عون، والتي جاء فيها: "أعان الله جيشاً يحارب الغباء والغلاء والوباء وقلة الحياء وقلة الوفاء"، إلا الردّ المباشر، على كل الحملات التي استهدفته والمؤسسة في الآونة الأخيرة، والتي اتّهمته بخرق القانون والفساد، ولو من دون أن يسمّي الجهات المسؤولة عن هذه الحملات. وعلى الرغم من أن العنوان الظاهر هو الخلاف ما بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش، فإن الصراع الحقيقي، تحت ستار الإتهامات بالفساد، ليس أكثر من عملية تصفية حسابات سياسية ما بين قائد الجيش ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وأصبحت تحت الأضواء وأنظار المجتمعَين الداخلي والخارجي، حيث نبّهت أوساط سياسية مطلعة، من خطورة التصويب على الجيش في لحظةٍ داخلية بالغة الدقة، خصوصاً في الوقت الذي يبدو فيه أن المؤسسة العسكرية، هي الوحيدة التي قاومت الإنهيار و"الإنفجار" من الداخل.
وتؤكد الأوساط المطلعة ، أن خلفيات موقف قائد الجيش، واضحة، وهي الردّ المباشر على "التيار الوطني الحر"، والذي استشعر رئيسه باكراً احتمال دعم بكركي أولاً، وعواصم القرار الغربية والعربية ثانياً لخيار ترشيح العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، فكان القرار بقطع الطريق عليه للوصول إلى قصر بعبدا.
ووفق هذه الأوساط، فإن الأزمة التي يواجهها قائد الجيش، تعود بنسبةٍ كبيرة منها إلى معادلة النفوذ على الساحة المسيحية.
وفي حين تعتبر هذه الأوساط، أن رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، ليس هو الخصم أو المنافس لرئيس "التيار الوطني"، بل إنه قائد الجيش، وذلك، في البعد التمثيلي الشعبي، وبالتالي، فهو يشكل خطراً مستقبلياً على نفوذه، إذ بإمكانه تكوين تيار شعبي داعم له، لا سيما في الساحة المسيحية، نظراً للتأييد الشعبي من جهة، وعلاقاته مع الخارج من جهةٍ أخرى.
وبعيداً عن كل التأويلات والتفسيرات التي بدأت تظهر أخيراً حول أبعاد وانعكاسات هذا الصراع الذي احتدم أخيراً، فإن الأوساط نفسها، تكشف عن أن تواصل الحملات على قائد الجيش، قد باتت تستوقف سفراء غربيين وعرب في بيروت، وإن كانوا على دراية تامة بالأسباب الفعلية الكامنة وراء استهداف قائد الجيش وافتعال الأزمات معه، وبالتالي، فإن الإتهامات بقيت من دون أصداء، وربما يحصل تدخل على هذا الصعيد من مرجعيات داخلية وخارجية، للتأكيد على دعم المؤسّسة العسكرية وتعزيز دورها في زمن الإنهيار.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|