أكلاف باهظة تصاعدية بعد الترشيح "الثنائي"
يسأل البعض ما هي مصلحة "حزب الله" واكثر الثنائي الشيعي في ان يأتي برئيس الجمهورية الذي يريده ما دام يدرك جيدا ان البلد لن يقلع ويرجح ان يتدهور اكثر ليس ربطا بشخص رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه بل بما يمثله سياسيا لا سيما في ضوء دعم ترشيحه من الثنائي الشيعي فحسب فضلا عن احتمال تكرار عهد ميشال عون في حال نجح في تأمين انتخاب فرنجيه بعيدا من تفاهم او موافقة غالبية القوى السياسية ؟
وهل ينتظر الثنائي ان يستمر الموقف منذ بدء الشغور الرئاسي هو انتظار ان ييأس الخارج قبل الداخل من تبعات الشغور وانعكاساته فيرغم الخارج القوى السياسية على التسليم بما يريده لا سيما في ضوء تكرار رئيس مجلس النواب نبيه بري في الاونة الاخيرة ان البلد لا يحتمل شهورا بل اسابيع ؟ وهؤلاء انتقدوا بري من زاوية تناقضه مع ما اعلنه في ذكرى الامام موسى الصدر حين اعلن اننا "سنقترع للشخصية التي تجمع ولا تقسم، وللشخصية التي توحد ولا تفرق، وللشخصية المؤمنة بالثوابت القومية والوطنية، وتعتقد اعتقادًا راسخًا أن إسرائيل تمثل تهديدًا لوجود لبنان". فيما لا يغيب عنه ان فرنجيه لم ينجح في ما تجسيد هذه المواصفات لجهة "شخصية تجمع ولا تفرق" في الاشهر القليلة الماضية ولا في المدى القريب . ويضيف البعض في معرض هذه التساؤلات هل لدى الحزب مصلحة في ان يترك البلد ينهار ولديه فيه اسهم كثيرة ؟ وهل ان خطابه موجه الى الداخل فعلا او هو موجه الى الخارج في ظل ما يسوقه قريبون منه انه لو توافرت الموافقة السعودية فان ذلك يذلل العقبات الداخلية باعتبار ان المعارضة الموزعة او المشرذمة لن تستطيع مواجهة القدرة على تأمين ما يلزم لانتخاب فرنجيه وتاليا يعرض المساومة مع الخارج في الدرجة الاولى ؟
يجيب البعض الاخر ان المقاربة التي تتركز على واقع " حزب الله" والتأزم السياسي تبعا لتطورات اقليمية او اخرى محلية غالبا ما تنطلق من نقطة خطأ تتصل بمحاولة التفكير او الاعتقاد بمعرفة ما هي مصلحة الحزب من حيث المبدأ . فالانطلاق من التفكير بما هي مصلحة الحزب ازاء بيئته او حفاظا على مصالحه مختلف عن تفكيره وفق ما يقول هؤلاء لانه غالبا ما يسعى او يفكر بمصلحة غير منظورة ولا يراها الاخرون وهو مرتبط بها لاعتبارات سياسية او ايديولوجية او ربما هو اسيرها ايضا . ففي نهاية الامر ، لم تتوقف الالية نفسها لا في العراق ولا في سوريا ولا في اليمن فلماذا قد تتوقف في لبنان ؟
الانتقال الى مرحلة دعم ترشيح فرنجيه علنا يعود الى فشل كل المحاولات التي عزي تسويقها الى بري لدى سفراء غربيين وعربا فيما يردد كثر المعلومات عن فيتو سعودي على وصول مرشح للحزب . ويعزو سياسيون الموقف السعودي المتداول الى ان من لدغته الافعى يخشى من الحبل . وهو ما يعني ان الافعى عندما تلدغ أحدهم لا يكون الوضع بعد ذلك عاديا، بل يتسبب في الخوف منه وفي كل ما شابهه حتى الحبل الممدود يظن بأنه افعى. وتجربة ميشال عون في السلطة كانت نموذجا فاضحا على ذلك فيما لم تفلح كل الضمانات التي كان قدمها الرئيس سعد الحريري على هذا الصعيد . واذ ينقل عن فرنجيه اقراره بعدم حصوله على دعم من المملكة السعودية ولكنه يستمر في الامل بان تغير رأيها وقوله انه لا يستطيع ان يقلع من دونها، فان كثرا يرون ان ترشيحه بات في وضع صعب جدا او بالاحرى في مأزق.
هؤلاء يعتقدون ان الكباش سيكون قويا في المرحلة المقبلة من اجل تأمين انتخاب فرنجيه في ظل ضغوط نفسية او حرب اعلامية يتم من خلالها تسريب او تداول سيناريوات في هذا الاطار تؤمن ذلك مع تغييرات تلحظ موقف التيار العوني لقاء اثمان كبيرة . عدم امكان حصول ذلك وفق ما رأى هؤلاء في دعم ترشيح فرنجيه من الفريق الشيعي من دون اي رد فعل مسيحي داهم او مؤيد يدفع في اتجاه تصعيد المواقف من اجل الحصول على اثمان كبيرة جدا . ومع ان البعض من هؤلاء يهزأ من طبيعة الاثمان التي يمكن ان يطالب بها الثنائي لا سيما في ظل ما يعتبر سيطرة من الحزب على مقدرات الدولة وعلى قراراتها ، فان اي مرشح محتمل يمكن ان يحصل تفاوض على اسمه يرجح ان يستنسخ من خلاله ميشال عون ولو بدرجة اقل بعض الشيء او اميل لحود كذلك نسبة الى اولى خطابات الامين العام للحزب عن رغبته في نموذج ميشال عون او اميل لحود فقط . ويقول هؤلاء ان عهد اميل لحود الكارثي استلزم فترة استدراك قادت الى الاتفاق على انتخاب ميشال سليمان بعد اجتياح بيروت في 7 ايار 2008 فيما كان ميشال عون طامحا بقوة الى شغل الموقع الرئاسي الاول وكان ضامنا له حين ذهب الى الدوحة . اذ لم يكن امكان تمرير هذا الاخير الا بعد عهد رئاسي كامل بالاضافة الى عامين ونصف من التعطيل .
ولذلك يعتقد ان استدراك مرحلة الانهيار المدمر التي تميز بها عهد ميشال عون لا يمكن حصولها الا برئيس يريح البلد بعض الشيء ويسمح لها بالتنفس ما يضعف فرص فرنجيه الذي دخل في حيز الكباش ربحا او خسارة مع ترجيح للنقطة الاخيرة علما ان الكلفة للتخلي عنه ستكون باهظة ومكلفة جدا وفق ما يرى كثر . ومع ذلك ليست هناك أوهام في ان نقل الصراع الرئاسي من مرحلة الى أخرى تبعا لحسابات فريق تعني ان موعد العبور الى المخارج قد اقترب بل العكس هو الصحيح وفق كل المعطيات الجدية .
"النهار"- روزانا بومنصف
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|