محليات

"مدارس" لبنانيّة تعلّم كيفيّة البحث عن الطعام بين النّفايات... النهاية اقتربت!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

"مدارس" جديدة في العمل السياسي والاقتصادي، أسّستها السلطة في لبنان، وهي تعلّم كيفيّة مُحاصَرَة الشعب من الداخل، وتفقيره، وإفقاده كل وسائل العَيْش، بموازاة الصُّراخ والقول إن "الحقّ عا الحصار الخارجي".

ففي العادة، تمارس الدول سياسات الحصار بحقّ دول أخرى وشعوبها، وليس ضمن حدودها الداخلية، وبما ينعكس على شعوبها هي. وأما السلطة في لبنان، فهي تُكمِل ما عجزت السلطنة العثمانية عن إتمامه في بلادنا، خلال الحرب العالمية الأولى.

ففي ذلك الوقت، أقفل العثمانيون البحر، وتسبّبوا بتجويع الناس، الى درجة أن راح اللبنانيون يبحثون عن حبّة القمح وعن القليل من الطعام بين التراب. وها نحن اليوم نقترب من تلك الحالة، ومن الانعزال عن كل فرصة موجودة في هذا العالم، بواسطة حصار داخلي، أي بما لا يحتاج الى أساطيل حربية، ولا الى حروب خارجية.

وأمام هذا الواقع، لا بدّ من إعادة النّظر بمستقبل لبنان السياسي، إذ ما عاد يستحقّ صفة دولة مستقلّة.

فلا دولة مستقلّة إذا كانت لم تَعُد صالحة للعيش فيها، إلا لمن يمتلكون العملات الصّعبة. ولا دولة مستقلّة إذا كانت تنهب شعبها بالضرائب والرسوم... ولا دولة مستقلّة إذا كان كل فاسد فيها قادراً على "تفجير" البلد، وعلى زيادة الفقر والأزمات المعيشية فيه، في كل مرّة يتحرّك فيها القضاء ضدّه.

وبالتالي، لا بدّ من "سَحْب استقلال" هذه الدولة، التي لم يَعُد لديها هويّة سوى السرقات المُنظَّمَة، والعصابات "الشرعيّة". فهذه ليست دولة، وقد حان وقت البحث عن إطار جديد وصالح لعيش الناس، في هذه الرّقعة الجغرافيّة.

أشار مصدر سياسي الى أن "لبنان الأرض باقٍ. ونسبة الشعب التي ستصمد فيه رغم استفحال الأزمة، وزيادة موجات الهجرة، ستكون قادرة على إعادة تأسيسه وفق نظام جديد. وأما لبنان الذي عرفناه كصِلَة وصل بين الغرب والشرق في الماضي، فهو انتهى، بعدما ذاب ككيان في الكيانات السياسية والحزبية والطائفيّة الموجودة فيه، وسط صعوبة شديدة بالتعايُش في ما بينها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "النّظام اللبناني الجديد هو تحت المجهر حالياً. فكيف سيكون؟ وهل يحصل التوافق عليه بسلاسة أم بتوتير أمني؟ ولكن الأجوبة تتعلّق بقرارات خارجية لا داخلية. فقرار السّلم والحرب في لبنان بيد الخارج منذ عام 1943، وهذا ليس جديداً".

وختم:"منذ نَيْل لبنان استقلاله خلال الأربعينيات، وحتى اليوم، لم يُحسن أي طرف لبناني حكم البلد، ولا العمل مع كل فئات الشعب اللبناني. وأما قصص الحرية والسيادة والاستقلال والديموقراطية اللبنانية، فهي خياليّة كلّها، لأننا لم نعرف الحرية الحقيقيّة في أي يوم من الأيام، وذلك الى أن وصلنا لما نحن فيه حالياً. ولا مجال للخروج من الأزمة من دون تغيير على مستوى النّظام اللبناني، يمهّد لإطار جديد. فترميم الصّيغة الحاليّة قد لا ينفع إلا في مدى بسيط. وبالتالي، لا مجال للهرب من تغيير لبناني كبير".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا