محليات

لبنان في ذيل الأولويات.. هل تشتعل المواجهة الأميركية الصينية؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مرحلة جديدة تنتظر الإقليم بعد إعلان التقارب السعودي – الإيراني، ستكون أقل توتراً من العقد الذي مضى، في حال تم الإلتزام ببنود الاتفاق الثلاثي الذي صدر بمسعى من الصين، في حين من المرتقب أن تشهد المنطقة إشارات جديدة في الأيام والأسابيع المقبلة، ليتأكّد الطرفان من حُسن النوايا، سيكون أولها من اليمن، الساحة التي شهدت ذروة الاشتباك الإيراني – السعودي، بالإضافة إلى دول المنطقة الثلاث، سوريا، لبنان، والعراق بدرجة أقل.

إلّا أن فرط التفاؤل قد يؤدي إلى استنتاجات غير واقعية، ومن الضروري انتظار التزام الدولتين بالاتفاق الذي جرى، خصوصاً لجهة إيران، لأنها الطرف الذي يهدد أمن السعودية والخليج العربي، تارةً بالصواريخ الباليستية، وطوراً بالمخدرات، في حين ثمّة مخاوف من أن تكون الخطوة الإيرانية شراءً للوقت واستفزازاً للولايات المتحدة، أكثر منها رغبةً في تحسين العلاقات مع السعودية والتخفيف من حدّة التوتر.

لبنان لن يكون بمنأى عن نتائج المستجد الدولي، في حال نجاحه أو فشله، نسبةً للتأثير الكبير للدولتين في مجرياته، لكن ثمّة جهة أخرى من الضروري الالتفات إليها، وهي الجهة الأميركية، التي لم تُظهر ترحيباً حقيقياً بالتقارب الذي حصل، رغم التعليق المقتضب الذي صدر عن البيت الأبيض، دون أن ننسى أن علاقة الدولتين، السعودية وإيران، كانت متوترة مع الولايات المتحدة في الأونة الأخيرة، على إثر رفض الرياض زيادة انتاج النفط منجهة، وفشل محادثات طهران النووية من جهة أخرى.

لذا، فإن الهدوء ليس أكيداً، في حال قرّرت واشنطن مواجهة هذا التقارب، خصوصاً وأنّه جرى من خلال الصين، وقد تسعى لإفشاله بالتعاون مع إسرائيل غير المتحمّسة لتعويم إيران، خوفاً من دور صيني متصاعد في المنطقة بالتعاون مع كل من السعودية وإيران، وفي هذا الحال، فإن لبنان سيكون ساحة مواجهة بين معسكرين، وبدلاً من تخفيف التوترات، فإن تعقيداً قد تشهده الساحة اللبنانية.

أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللنبانية خالد العزّي أشار إلى أن "التقارب لا يتوقف على فتح السفارات، بل إن البيان الثلاثي تطرّق إلى بنود مهمة، كعدم تدخّل أي دولة بشؤون الأخرى، وفي هذا السياق، على إيران وقف تهديد أمن السعودية والخليج بالصواريخ والمخدرات، وعدم التدخّل بشؤون السعودية الداخلية، علماً أن الرياض لا تهدّد أمن إيران، ولا تدعم المعارضة الإيرانية بوجه نظامها".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفت إلى أن "السعودية لم تكن لتذهب إلى التقارب مع إيران لولا ضمانات قدّمتها الصين، حول اليمن وصواريخ الحوثيين الباليستية، وحول العراق، سوريا ولبنان، وعودة هذه الدول إلى حضنها العربي، بالإضافة إلى وقف تصدير المخدّرات التي تهدّد الشباب السعودي، من هذه الدول المذكورة سلفاً".

أما وبالنسبة للولايات المتحدة، فقد ذكر العزّي أن "واشنطن تمارس ضغوطاً كثيرة على إيران، إلى جانب دول أوروبية، وتجفّف منابع إيران المالية وتفرض العقوبات، الأمر الذي دفع بإيران إلى البحث عن مخارج أخرى، فيما الرياض قرّرت التعامل مع واشنطن على قاعدة أن السعودية لا تحتاح إلى العون، بل هي الطرف الذي يقدّم العون، ولا يُمكن بيعها لإيران في صفقة، وبالتالي لا ثقة للطرفين بالولايات المتحدة".

لكن العزّي في الوقت نفسه تخوّف من أن تكون الخطوة الإيرانية مجرّد شراء للوقت إلى أن يستجد تطور على صعيد الاتفاق النووي الإيراني، وكأن طهران توجّه الرسائل إلى كل من يعنيه الأمر، إن لديها أصدقاء يمكنها الانفتاح عليهم، واحتمالات أن تنقضّ إيران على الاتفاق بعد حين موجودة، ومن الواجب مراقبة تعاملها مع البيان الثلاثي في المرحلة المقبلة".

وعن لبنان وكيفية تأثّره بالتقارب، رأى العزّي أن "لبنان يتذّيل سلّم أولويات السعودية، لكن في الوقت نفسه، إيران غير قادرة على تمويل لبنان في ظل ضيقتها المالية، والرياض لن تدفع للبنان إلّا في حال تم الاتفاق على سلّة، تتضمّن رئيساً للجمهورية لا يشكّل تحدياً لها، وسلّة من الإصلاحات، كما تُريد ضمان مصالحها، وهي لن تُقدّم دون مقابل".

وشدّد العزّي على أن "من المفترض أن تُفرج إيران عن الرئاسة اللبنانية بشكل سريع وفوري، كخطوة حُسن نيّة، وتوعز لحلفائها تفعيل المؤسسات، عقد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ضبط الحدود ومنع تصدير المخدرات، أما سلاح حزب الله، فلا علاقة له بالموضوع، وليس المطلوب نزعه في المرحلة الحالي".

في الختام، فإن لا شك للتقارب الجدّي مفاعيل إيجابية على المنطقة، من شانها أن تخفف من حدّة التوتر، على أن ينسحب هذا الأمر على الاتفاق مع باقي الدول، ومن المفترض أن تُلاحظ انعكاسات هذا التقارب في المدى المنظور، فهل يؤسّس لمرحلة هادئة تُعيد بناء المنطقة التي دمّرتها الحروب، أو تكون خطوة نحو انفجار المنطقة بين معسكرين، الصيني بمواجهة الأميركي؟ 

جاد فياض - الانباء

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا