دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
الأسد في موسكو قبل اللقاء الرباعي... تطبيع مع تركيا فالعرب
قبل يوم من اجتماع رباعي يضم نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا وإيران في موسكو، وقبل محادثات مقررة بين وزراء خارجية الدول الأربع لاحقا، حطّ الرئيس السوري بشار الأسد في موسكو حيث يجري مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وتتزامن الزيارة مع المبادرة الصينية التي أفضت إلى الاتفاق السعودي الإيراني وما يحمله من انعكاسات على عمليات فض الاشتباك في العديد من ملفات المنطقة. فما أهمية الزيارة في هذا التوقيت بالذات؟
المحلل السياسي الدكتور خالد العزي يؤكد لـ"المركزية" ان "الزيارة تأتي في سياق التحضير للقاء محتمل بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والأسد لإدارة المرحلة القادمة في سوريا من الجانب التركي. وتتخللها نقطتان: الاولى، التسوية في الداخل السوري وما يتعلق بالوحدات الكردية التي يصرّ إردوغان على الدخول نحو 30 كلم الى العمق السوري لإبعاد التهديد الكردي عن الامن الوطني التركي. والثانية، تتعلق بالعلاقة التركية - السورية وما ستشهد من لقاءات بين الأجهزة الامنية ووزير الدفاع برعاية روسية".
ويشير العزي الى ان "لقاء الاسد اردوغان في حال تمّ، سيتمحور حتما حول إدارة العلاقات السياسية، خاصة وان الرئيس التركي يحاول شراء اوراق رابحة في المسألة الكردية، وسحب ملف المزايدة من يد المعارضة التركية بخصوص النازحين وتطبيع العلاقات مع النظام السوري، وهذا على أبواب الانتخابات الرئاسية في أيار المقبل". ويستطرد الى القول: "إلا ان الاتراك لن يذهبوا الى سوريا للمفاوضة على المعارضة أو على وجودهم أو على كيفية تعويم دور الأسد، لأنهم يعتبرون ان الأسباب التي أدّت الى انقطاع العلاقة بين الطرفين لا تزال قائمة وتحتاج الى تسويات جديدة".
ويضيف: "من جهته، يرفض الاسد أي تطبيع مع تركيا قبل سحب قواتها من بلاده، ولا يريد اعطاء اردوغان ورقة رابحة حاليا، ظنّا منه أنه لاعب إقليمي ويمكنه ان يلعب دورا في المنطقة ويقرر سياسات، في حين ان دولته محتلة ومقسمة الى خمس مناطق ويخضع لقانون قيصر. من هنا، يحاول الأسد استخدام هاتين النقطتين، من خلال رفض تطبيع العلاقات مع اردوغان لأنه يعتبر ان بإمكانه استغلال هذه الورقة لاحقا بعد الانتخابات، وبأن ورقة التطبيع تخدم اردوغان لا الأسد، خاصة في حال حصول تغيرات قادمة على مستوى الرئاسة او سيطرة المعارضة، لذلك يحاول استغلال نفوذ أكبر ويطلب من اردوغان مساومات أكثر".
ويؤكد العزي ان "من يعطّل تطبيع العلاقات التركية - السورية هم الايرانيون، وبالتالي الجميع يتساءل: كيف تتحكم ايران بالاسد وتعطل كل المبادرات التي من الممكن ان تعوّم سوريا وتعيدها للعب دور في محيطها من خلال التطبيع مع الاكراد وحل المشكلة الكردية سلميا بتولي هذه المؤسسات دورها، والتنسيق مع الاتراك لإبعاد العنصر التركي عن الحدود ومنع المتطرفين من استخدام هذه الورقة"، لافتا الى ان "موسكو تسعى لإنجاز تسوية برعاية روسية تهدف الى جمع الرئيسين الاسد واردوغان، حتى لو لم يكن الرئيس السوري يرغب في ذلك، لأن روسيا اليوم بحاجة جدا لتركيا لأنها منفذها وممرها ورسائلها نحو الغرب، وبالتالي عندما تصبح مشكلة روسيا أكبر من سوريا، على الاسد ان يخضع لشروط موسكو وقوانينها، كردّ للجميل لأنها حمته من السقوط وليس ايران. وبالتالي على الاسد التطبيع مع تركيا ولكن ليس على الطريقة الايرانية".
ويتابع: "التقى الروس الاسد من أجل التحضير لقمة رباعية لأنهم يعتبرون ان جمع تركيا والاسد وايران برعاية روسية تساعد الروس على تحرير القيود الايرانية، باعتبار ان مصالحها مع ايران يحفظها الاسد في ظل هذا التوافق الجديد. لكن ما مدى نجاح روسيا في عملية الضغط واستجابة الأسد لهذا القرار؟ الأمر يتوقف على الاسد تحديدا وعلى الدور الذي يفرضه عليه الحرس الثوري من خلال التمسك بالورقة السورية ووضعها في خدمة السياسة الايرانية في المواجهة الدولية، ووضع سوريا ولبنان واليمن في خدمة التوازنات السياسية الداخلية الايرانية خاصة بعد الاتفاق بين اليمن والسعودية برعاية صينية، وهنا علينا ان نراقب هذا الاتفاق مدة شهرين لنرى مدى تنفيذه وهل هو موجود بيد الدولة الايرانية ام بيد الدويلة الايرانية ومن سيتغلب على تطبيع هذه الملفات وتطبيقها في المستقبل، خاصة واننا نرى مدى اتساع الخلاف، ام سيحصل انقضاض على هذه الاتفاقات وتمترس وراء الصراع والمواقف الحادة، وهذا يُعرّض ايران ومؤسساتها لمشاكل هي اليوم بغنى عنها".
ويؤكد العزي ان التطبيع السوري -التركي يخدم روسيا بالدرجة الاولى ويحل مشاكل الاسد ويذهب به الى تسوية تحافظ على مصالح روسيا وتركيا، لأن موسكو ترى ان العرب وتحديدا الخليج العربي متوجه نحو سوريا رغماً عن الروس، وبالتالي هناك توافق مع الاتراك بعد تصفير المشاكل. كما ان روسيا بحاجة الى الاتراك والعرب، خاصة ان السعودية ذاهبة باتجاه احتضان النظام السوري من خلال هذه الشروط التي ستضعها لإنهاء مشكلة سوريا وفقا لاتفاق جنيف واخراج الوجود الايراني المسلح فيها ما سيؤدي لاحقا الى تغيير في تركيبة هذا النظام. الاسد يعرف ذلك وايران وروسيا كذلك، ولكن عليهم ان يعوا انه لا يمكن المحافظة على مصالحهم في سوريا عبر بقاء هذا النظام، حتى ولو مرحلياً، لأن التغيير قادم بكل الطرق، والموقف العربي اليوم مختلف. كما ان روسيا هي من أبعدت الخليج العربي والمواقف العربية عن سوريا من خلال الاتفاق في استانة من دون انتاج حل سياسي يعيد اعمار سوريا دون العرب".
ويختم العزي " المصالح العربية التركية اليوم مميزة وهناك اتفاق وقعه الايرانيون مع العرب. اذاً عاد العرب الى الواجهة للعب دور وللحفاظ على المصالح العربية، ولهذا السبب نرى روسيا مصممة، وهذا سر زيارة الاسد ، لتوسيع هذه الطاولة كي تجمع اربعة اطراف روسيا وسوريا وتركيا وايران، الهدف منها حماية مصالح ايران وسوريا كخطوة اولى من خلال تطبيع الاسد مع تركيا وربما الخطوة التالية في التطبيع مع العرب لاحقا، خاصة وان المملكة العربية السعودية اليوم تقود السياسة الخارجية للجامعة العربية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|