خلوة حريصا: ألف صوم وصلا

سيكون مشهد النوّاب المؤمنين طريفاً بعض الشيء هذا إن اكتمل"النصاب المسيحي" في بيت عنيا ـ حريصا تلبية لدعوة البطريرك الماروني. الغاية من الدعوة المحددة في منتصف أسبوع الآلام، بحسب التقويم الغربي، جديّة وسامية ومقدّرة. وفي جدول الأعمال؛ اختلاء روحي وصوم وصلاة وسماع لكلام الله وتوبة". لنفترض أن الحضور 64 على 64. فلنتخيل مشهدية وصول مواكب النواب إلى حريصا.

النائبة بوليت سيراكان يعقوبيان طالعة بالتلفريك، مع 3 مصورين ونازلة بالتلفريك مع 6.

رئيس تكتل لبنان القوي، بغياب الطاشناق، سيضطر لاستدعاء إحتياطييه؛ حكمت ديب وإدي معلوف وروجيه عازار كي يُظهِر للقاصي وللداني بأنه رئيس أكبر تكتل مسيحي عرفه التاريخ البرلماني المعاصر.

الطاشناق سيعفو عن جورج بوشيكيان ويعيده إلى تكتل نواب الأرمن ليوم واحد ثم يفصله مجدداً. لا يقبل هاغوب أن تكون كتلته بحجم كتلة زميله نعمت أفرام.

الياس جراده سيفاجئ إخوانه التغييريين المسيحيين بحضوره حليق الرأس كأي راهب بوذي.

نواب "القوات" سيتجمعون في ساحل المتن ويصعدون إلى حريصا سيراً على الأقدام، في مسيرة صلاة يبدأونها ليل الثلاثاء ويصلون فجر الأربعاء إلى حريصا وحناجرهم تصدح بـ"يا رب القوات كن معنا".

النائب ميشال المر سيصل إلى بكركي محمولاً على الأكتاف.

حسناً ها قد وصلوا جميعهم وبدأت طقوس التوبة.

فعلامَ يتوب من "طبعه أرقّ من طبع النسيم" وأعني به الدكتور ميشال موسى؟ لم يقل موسى كلمة مسيئة لأحد على مدى ثلاثة عقود.

وماذا اقترف المسكين جميل عبّود في 10 اشهر كي يركع تائباً؟

وأي خطأ ارتكبته سعادة النائبة سينتيا زرازير عدا اقتحامها أحد المصارف كي ترفع الى الباري توبة صادقة؟

وهل سينصرف طوني فرنجيه إلى الصلاة والتوبة والتأمل في مصير الكون أو سينشغل باحتساب "مين مع بيي ومين مع ميشال ومين مش عارف الله وين حاطو".

من أشار على البطريرك الماروني، أن يوم صلاة وصوم سيطهّر بعض النواب من خطاياهم؟ هؤلاء يحتاجون إلى نقع طويل الأمد بخليط من المعقمات والمطهرات بالديتول والسيبتول والـEzol والإيثانول والأيزوبروبانول "ألف صوم وصلا" لن يزحزحهم قيد أنملة عن عنادهم·

سيكون مشهد النواب المسيحيين الأتقياء أقرب ما يكون إلى "تلاميذ الداخلي" يضاعفون منسوب الإنخطاف الروحي متى أيقنوا أنهم في دائرة التصوير.

اسئلة ومشهديات لن تكتمل من دون قصف مسائي من مربض المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان لجبهة بكركي/حريصا وهو يرى في مثل هذه الملتقيات الروحية تعزيزاً للإصطفافات الطائفية في وقت نحن أحوج ما نكون إلى الإلتفاف حول خيارات الرئيس بري وتعزيز اللحمة الداخلية ودعم المقاومة في مواجهة تهديدات العدو المتربص بنا شرّاً...