"عودة السوريين"... رئيس بلدية يتحدث عن "نوايا خبيثة" ويدعو للحذر!
في عيد "ست الحبايب" الوردة بـ300 ألف.. "أنتو هديتي"
يأتي عيد الام هذا العام محملا بهموم ومتاعب وانشغالات ثقيلة تسرق فرحة "ست الحبايب"، فوجع كل أم لبنانية يكبر سنة بعد سنة على وقع الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيش، وخصوصا انّ الأمل بغد أفضل أصبح بالنسبة الى بعضهن مجرد "كليشيه"، و"العيشة" أصعب بكثير من أن تُحتمل.
ولكنه عيد العطاء لمن أعطت الحياة بلا مقابل، ونذرت عمرها فداء لأبنائها وعائلتها. وكما مخاض الولادة صعبا لتخلق بعده الحياة، لعل ما نعيشه اليوم هو المخاض الأصعب، ومن يعلم متى يحين موعد الراحة فتستريح هؤلاء الأمهات المتعبات، على فرح يشبه فرحة صبي صغير قادم من مدرسته اليوم وهو يركض نحو أمه بسعادة مطلقة حاملا بيده ورقة كُتب عليها: "أحبك امي".
صلابة الام اللبنانية
وكم لهذه السيدة اللبنانية أن تتحمل، وما لقوتها هذه تُرفع لها القبعة على صلابة ومتانة، وتحديات إضافية تعيشها اليوم على مستوى تفاصيل الحياة اليومية من تأمين الطعام وأبسط متطلبات الحياة المنزلية. حتى بات الدخول الى السوبرماركت متاهة تضيع فيها وهي تبحث عن الأفضل والارخص، وكم من سيدة غادرت من المحال التجارية دون أن تشتري حاجتها الكاملة. وكم من أم وفرّت حبة الدواء عند شعورها بالألم، لتتركها لعائلتها، وكم من أم استيقظت فجرا تتسابق مع ساعة كهرباء واحدة من "الدولة" لكي تقوم بالغسيل والكوي، بدلاً من القيام بها على "عداد" الموتور فالفاتورة تكوي الجيبة والاسعار تجن يوما بعد يوم مع جنون دولار السوق الموازية.
وكم من أم شجعت أولادها على السفر متحملة حرقة الفراق على البقاء في بلد، لا مكان فيه لطاقات شبابية كثيرة، وإن عمل في لبنان فقد لا يكفيه الراتب اللبناني المسحوق بمحدلة الدولار لأكله وشربه. وهذا غيض من فيض الواقع، والامثلة على معاناة الأم اللبنانية كثيرة، تحتاج الى كل يوم عيد أم لنرويها في سطور تختصر الوجع الكبير في قلب امهاتنا.
دراما الدولار
وبعد الدراما المعنوية، نصل الى دراما الدولار، و"بعيدك يا ماما" صارت الوردة بـ300 الف ليرة، وأصبح الهم لشرائها كبيرا، كما بقية الهدايا التي يُصعب على البعض شرائها بسبب غلاء الأسعار والتسعير بالدولار او على حساب صرف السوق الموازية الذي قد يتغير ارتفاعا بين ساعة وأخرى.
وأضعف الايمان أن يسعى الأبناء لتقديم وردة لأمهاتهن عربون شكر ووفاء، وهذا ما ليس باستطاعتهم، وقد يكون من الأفضل الاستغناء عن الوردة وقالب الحلوى لشراء حاجيات المنزل من خضار ولحوم ودجاج. فقد تفرح بها "ست البيت" أكثر من الورود. أمّا قوالب الحلوى فتتراوح أسعارها اليوم في محلات الحلوى المصنفة متوسطة الأسعار ما بين 8 الى 12 دولار أميركي، أي أن سعر قالب "كاتو" لعائلة من 4 الى 6 افراد بأصغر حجم سيتخطى المليون و500 الف ليرة لبنانية.
شراء الذهب
أمّا عادة شراء الذهب في عيد الام، فعلى الأرجح أنها أصبحت عادة من الزمن الجميل، ورفاهية لا يستطيع اليها الا أصحاب الرواتب الكبيرة او المغتربين، على الرغم من انّ عددا كبيرا من الأمهات قمن خلال الازمة وبحسب تجارب كثيرة سمعنا عنها، ببيع كل ما يمتلكن من ذهب لتعويض النقص المالي. ويبدأ سعر غرام الذهب من 45 دولار للذهب عيار 18 ويصل الى 52 دولار للغرام من عيار 21. وعالميا قفزت أسعار الذهب 1% مسجلة أعلى مستوياتها منذ آذار من العام الماضي.
"انتو هديتي"
لذلك تبقى العبارات التي يرددهن الأمهات في عيد الام "انتو هديتي"، ولعلها العبارة الاصدق والأقرب الى الواقع.
ويبقى عيدك عيد الأعياد، وتبقين الام الصبورة المعطاءة، فلكل الأمهات ألف تحية في عيدهن ولمن غادرن هذه الأرض الى علياء الرب الأعلى لروحكن كل الرحمة والسلام.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|