المستثمرون الأجانب في لبنان... إما فقدوا عقولهم أو فقدوها أو... فقدوها!
بوقاحة لا حدود لها. هكذا يواجه المسؤول في الدولة اللبنانية الأزمات اليومية، بين اجتماعات مع مسؤولين ووفود دولية، وبين بعض الاستقبالات الداخلية التافهة، وبين المثابرة والصّمود على الكراسي، والتسابُق على إطلاق مواقف "النقّ" من جراء الوضع، أو مواقف التفهُّم للناس، في أفضل الأحوال.
استثمارات
وأمام هذه الوقاحة، نسأل عن "كيف إلو عَيْن" المسؤول اللبناني أن يتحدّث عن اجتذاب استثمارات أجنبيّة، أو عن مفاوضات مع وفد "صندوق النّقد الدولي"، ولأي هدف؟
فالدول التي تجتذب استثمارات خارجيّة، أو التي تفاوض من أجل الحصول على برامج من "صندوق النّقد"، هي تلك التي تعرف أين هي، والى أين تريد أن تصل. ولكن "كيف إلو عَيْن" المسؤول في لبنان أن يتحدّث عن كل ما سبق ذكره، فيما لا أحد في الداخل اللبناني "عارف شي من شي".
فأي مُستثمر أجنبي لن يقبل الاستثمار في دولة من هذا النّوع، إلا إذا كان ذاك الذي فَقَدَ عقله ربما، أو الذي حصل على ضمانات بأن الدولة اللبنانية بكل من وما فيها ستكون له، أي ملكه، في ما لو فشِلَ استثماره، أو تعثّر، خصوصاً أن أسباب الفشل والتعثُّر في مثل هذا النّوع من الدول، هو إمكانيّة دائمة.
وقت قريب؟
وجّه مصدر مُتابِع للشؤون الحياتية دعوة الى اللبنانيّين، ناصحاً إياهم فيها بأن ينسوا إمكانيّة اجتذاب أي استثمار جدّي الى لبنان، في المدى المنظور على الأقلّ.
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "أساليب الجذب الجديدة للأموال من الخارج، ستكون عبر وقف الشتائم تجاه بعض الدول العربية، على بعض المنصّات الإعلامية والمنابر السياسية، وهو ما كان ليشكّل قاعدة انطلاق جديدة بالفعل، لولا أن لبنان أصبح في مكان مختلف عن ذاك الذي كان به في الماضي. فقليلون هم أولئك الذين ينتبهون الى متغيّر أساسي اليوم، وهو أن لا أحد في الخارج ينظر الى الدولة اللبنانية منذ عام 2019، سوى على قاعدة أنها الدولة التي تضيع فيها الأموال والمدّخرات والودائع، وأنها دولة فساد. وهذه حالة مختلفة تماماً عن السابق، وهي تصعّب استعادة الثّقة الخارجية بلبنان خلال وقت قريب".
فلتان وتفلُّت
وشدّد المصدر على أنه "إذا لم يتوقّف الفلتان المالي اليومي، فلا مجال لانتظار شيء من أي مكان. فمجموع ما يحصل يومياً، الى جانب الفلتان القضائي، وغياب الأمن والأمان، لا يشجّع أي مُستثمر على دخول بلد مثل لبنان".
وأضاف:"عندما يعترف المسؤول بالفلتان الموجود في بلده مرّة، ومن ثم 10 مرات، و50 مرة، و500 مرة، وألف مرة... خلال سنوات وسنوات، فهذا يطرح أسئلة كثيرة عمّا يقوم به هو في سدّة المسؤولية. فهل هو عاجز عن وقف الفلتان والفساد الى هذا الحدّ؟ أو هل هو شريك فيه، وبمنافعه؟ فالاعتراف المتكرّر بالخَلَل من دون وقفه، هو أكثر ما يُفقِد لبنان سمعته والثّقة به أمام دول الخارج. وبالتالي، من أين ستأتينا الاستثمارات مثلاً؟".
وختم:"لا تنتظروا شيئاً خلال وقت قريب على الأقلّ. فحتى تطبيق بعض الإصلاحات، أو تجميل بعضها الآخر، والتّوقيع على برنامج مع "صندوق النّقد الدولي" إذا حصل، لن يقودنا سوى الى مزيد من الفلتان والتفلُّت اليومي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|