عربي ودولي

لقاء بوتين – شي يظهر الوحدة ضد الغرب.. لكن هناك سبب للقلق أيضاً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بعد أسابيع من الضجيج الدبلوماسي، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة دولة تستغرق ثلاثة أيام. وتعتبر هذه الزيارة الأهم منذ أن شنت روسيا غزوها لأوكرانيا العام الماضي.
 
وبحسب صحيفة "ذا واشنطن بوست" الأميركية، "في الوقت الذي يحاولان فيه تسليط الضوء على صداقتهما الخاصة، يقدم شي وبوتين، بدرجات متفاوتة، جبهة مشتركة ضد خصم مشترك. فالسيناريو الذي نتج عن مؤتمرات الرئيسين هو سيناريو الوحدة والاستياء من الغرب. في مقال نُشر في صحيفة People’s Daily الصينية التي تديرها الدولة قبل زيارة شي، شجب بوتين "سياسة الولايات المتحدة في ردع روسيا والصين في نفس الوقت، وكذلك كل أولئك الذين لا يذعنون للإملاءات الأميركية، التي أصبحت أكثر شراسة وعدوانية".

 
وتابعت الصحيفة، "كتب الرئيس الصيني في وكالة ريا نوفوستي التابعة للكرملين، "لا يوجد نموذج عالمي للحكومة ولا يوجد نظام عالمي حيث تنتمي الكلمة الحاسمة إلى دولة واحدة". وأضاف: "التضامن والسلام على كوكب الأرض بدون انقسامات واضطرابات يلبي المصالح المشتركة للبشرية جمعاء". على أحد المستويات، يمثل لقاء أبرز اثنين من الأوتوقراطيين في العالم تصلب المحور الأيديولوجي. يرى كلا الزعيمين نفسيهما محاصرين من قبل الولايات المتحدة التي تتدخل في المواجهة. وكلاهما مستاء من عظمة واشنطن بشأن النظام الدولي وسيادة القانون، في الوقت الذي تنتقد فيه أبواق دولتيهما بشكل روتيني النفاق الأميركي والمعايير المزدوجة. وكلاهما له رؤيته الخاصة لنظام عالمي تتفكك فيه الهيمنة الأميركية المفترضة".
 
 
وأضافت الصحيفة، "قال الصحافي جدعون راشمان، في مقال نشرته "فايننشال تايمز" البريطانية، "سترسل صور شي وبوتين معًا في موسكو رسالة واضحة. لا تزال روسيا والصين شريكتين وثيقتين - مرتبطان بعدائهما المشترك لأميركا وحلفائها". إن السلام أصبح على رأس جدول الأعمال. وأصدرت بكين، التي تعتبر محايدة اسمياً بشأن حرب روسيا مع أوكرانيا، مؤخراً ورقة موقفها بشأن الصراع، حيث حددت خطة سلام من 12 نقطة يمكن أن تحسم الأمور. في حين أن المحللين يرفضون ذلك معتبرين الأمر إلى حد كبير على أنه خدعة للكرملين، فإن الصين مع ذلك تضع نفسها كوسيط محتمل لوقف إطلاق النار في المستقبل. ويأتي شي إلى موسكو في أعقاب نجاح الصين في ذوبان الجليد في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهو إنجاز دبلوماسي لم يكن لدى الولايات المتحدة قدرة كبيرة على تحقيقه".
 
وبحسب الصحيفة، "في الوقت الحالي، فإن معظم المراقبين الخارجيين متشككون. وحذر مسؤولون أميركيون يوم الاثنين من أي دعوات صينية روسية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، قائلين إن ذلك لن يؤدي إلا إلى غزو روسي غير قانوني ملموس. وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "كل ما سيفعله ... هو التصديق على الغزو الروسي حتى الآن". وأضاف: "كل ما سيفعله هو منح بوتين مزيدًا من الوقت لإعادة التأهيل وإعادة التدريب وإعادة التدوير ومحاولة التخطيط لتجديد الجرائم في الوقت الذي يختاره". وقال وزير الخارجية أنطوني بلينكن إن زيارة شي تشير إلى أن "الصين لا تشعر بأي مسؤولية تجاه محاسبة الكرملين على الفظائع التي ارتكبت في حق أوكرانيا"، و"تفضل توفير غطاء دبلوماسي لروسيا لمواصلة ارتكاب تلك الجرائم ذاتها".
 
 
وتابعت الصحيفة، "ليس هناك شك في أن الصين شعرت بفرصة في الأزمة. وأشار زملاء إلى أن "بكين ترفض إدانة الغزو، وألقت باللوم على الولايات المتحدة في الحرب وتنتقد العقوبات الغربية التي تهدف إلى تجويع آلة بوتين الحربية للأموال". وأضافوا أنه "مع تعرض الاقتصاد الروسي لضغوط شديدة، ساهمت الصين العام الماضي في ضمان عدم تعثره، وعززت التجارة مع روسيا - بما في ذلك زيادة حادة في الصادرات الصينية من الرقائق الإلكترونية التي تحتاجها موسكو لإنتاج الأسلحة - وزيادة حادة في مشتريات النفط الروسي". ومع سعي الغرب لعزل روسيا، نما نفوذ الصين على موسكو. هذا هو موقع التأثير الذي كان من الممكن أن تحذر منه النخب السياسية الروسية قبل غزو بوتين لأوكرانيا، لكنها ليست في وضع يمكنها من إحباطه الآن. ويرفض بعض المعلقين الصينيين التذرع بـ"تحالف" صارم بين البلدين، مشيرين إلى تاريخ أعمق من الاحتكاك، فضلاً عن الاختلافات الحالية من حيث المصالح الاستراتيجية والأساليب السياسية".
 
وأضافت الصحيفة، "في حين أن المسؤولين والمحللين الصينيين قد لا يوافقون بهدوء على سلوك روسيا، فقد وجدوا تسوية مع بوتين، الذي يعمل على تعزيز دور روسيا كشريك صغير للصين على المسرح العالمي. من بين التطورات الأخرى، بسبب العقوبات، أن تستبدل روسيا الآن اعتمادها على الدولار بالاعتماد على اليوان الصيني. كتبت ألكسندرا بروكوبينكو لمدونة كارنيجي بوليتيكا: "يحب القادة الروس التأكيد على التعاون الاستراتيجي غير المسبوق بين البلدين. لكن في الواقع، يجعل هذا التعاون موسكو تعتمد بشكل متزايد على بكين".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا