محليات

الإنذار الأخطر… ولا لرئيس من 8 آذار

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

فيما يبدو أن الأجواء السياسية هادئة قبل الانفجار الكبير، اتجهت الأنظار نحو شارع الحمرا، حيث أحدث المودع باسم الشيخ حسين هزة في كيان اللبنانيين المخدَّر منذ ما بعد ثورة 17 تشرين، لكنه لم يزحزح كرسياً لمن هم في السلطة، والذين يتحملون كامل المسؤولية لما آلت إليه أوضاع هذا الشعب الموجوع، وهو الإنذار الأخطر. وليس بعيداً من شارع الحمرا، شكل لقاء كليمنصو امس الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا الحدث السياسي الوحيد في لبنان اليوم.

ونقلت مصادر مطلعة على أجواء اللقاء لـ”نداء الوطن” أنّ لقاء كليمنصو سادته “أجواء بالغة الصراحة” فاستهله وفد حزب الله بالإعراب عن “الرغبة بفتح صفحة جديدة” بين الجانبين، فبادر جنبلاط إلى طرح “جملة أسئلة” واضعاً الإجابة عليها برسم قيادة الحزب في الأيام المقبلة.


غير أنّ ما سمعه حزب الله لا يشي بأنّ “طريق كليمنصو” ستكون معبّدة أمام محاولة إيصال رئيس جديد من 8 آذار إلى بعبدا، إذ كشفت المصادر عن أنّ جنبلاط أكد بصريح العبارة للخليل عن أنه “يرفض انتخاب رئيس جمهورية ينتمي إلى فريق الثامن من آذار أو أي رئيس يشكل تحدّياً لهذا الفريق أو ذاك”.


وسأل جنبلاط، “هل أنتم مستعدون للقبول بانتخاب رئيس جمهورية من خارج صفوف 8 آذار؟”، وفي ملف الترسيم توجّه إلى الخليل بصراحة متسائلاً، “هل قضية التصعيد الحدودي أكبر من مسألة شد الحبال التفاوضية مع إسرائيل وهل لها أبعاد إيرانية وروسية في إطار الصراع مع الغرب؟” وأردف، “نحن لا نوافق على خيار الحرب لأنكم إذا دفعتم الأمور في هذا الاتجاه ستقضون على البلد وعلى آخر فرصة متاحة لإنقاذه واستنهاضه من خلال ثروته النفطية والغازية”. وكذلك في موضوع صندوق النقد الدولي طالب جنبلاط حزب الله بموقف واضح وصريح إزاء عملية التفاوض مع الصندوق، منبهاً إياه إلى أنّ الخلاص المالي والاقتصادي للبنان لن يكون إلا عبر صندوق النقد، “أما إذا تركتم البلد ينهار فسينهار عليكم وعلى الجميع”.


وإذ حرص وفد حزب الله على عدم إعطاء أجوبة شافية ونهائية على أسئلة جنبلاط، نقلت المصادر أن الوفد اكتفى في الموضوع الرئاسي بتأكيد “الانفتاح على النقاش في كل الخيارات”، وأبدى في ما يتصل بصندوق النقد عدم وجود “اعتراض مبدئي” على المفاوضات معه لكنه شدد على الحاجة إلى “التمعن في درس العديد من التفاصيل”. أما في قضية الترسيم البحري مع إسرائيل، فكان جواب الحزب قاطعاً، “ليس لدينا هوس الحرب لكن إذا تمادى الإسرائيلي وتخلت الدولة عن دورها فلن نبقى مكتوفي الأيدي”، في إشارة إلى جدية الجهوزية لكافة السيناريوات بما فيها سيناريو “الحرب”.


وفي السياق، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن لا شيء جديداً يتصل بملف ترسيم الحدود لكن الأجواء لا تزال ميالة نحو الايجابية. وقالت المصادر إن “الجهد لا يزال قائماً لإنجازه بشكل نهائي في أقرب وقت ممكن”.

حياتياً، تكرّرت أمس ظاهرة خطيرة والتي ارتسمت بـ”عملية الحمراء” التي قام بها مودع مسلح فاتحاً على الغارب أزمة الودائع بكل توهجها مالياً واجتماعيا وامنياً ما يستدعي دقّ ناقوس الخطر الشعبي.

ذلك ان تحصيل الحقوق في “الودائع الرهائن” لدى المصارف بقوة السلاح بدا أخطر الإنذارات اطلاقاً الى التداعيات المتفاعلة لازمة الودائع التي لا تزال الدولة والحكومة ومجلس النواب والمصارف ومصرف لبنان سواء بسواء يتصرفون بإزاء تفاعلاتها وتداعياتها المدمرة باستهانة وتأخير قاتلين، بحجج وذرائع لم تعد تقنع أحدا ولا تحمي من غائلة سلوكيات عنفية كتلك التي اتبعها المودع المسلح الذي عاشت الحمراء على اعصابها طوال يوم امس مترقبة نهاية غير دراماتيكية لعملية الاطباق المسلح على المصرف. ولم يكن اخطر من العملية بذاتها سوى التعاطف الشعبي مع المودع المسلح بما يكشف عمق المعاناة التي يكابدها اللبنانيون منذ بدء الازمة المالية وأزمة الودائع المرتهنة لدى المصارف.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا