الانفتاح العربي على سوريا والحزم الغربي معها: هل يلتقيان؟!
حدثان بارزان الاول دبلوماسي والثاني عسكري، سُجّلا امس على الساحة الاقليمية التي تشهد تطورات متسارعة بعد الاتفاق السعودي – الايراني، وكان مسرحها سوريا.
فقد أعلنت وزارة الخارجية السعودية، مساء الخميس، أنها تجري محادثات مع سوريا لاستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين، بعد سنوات من القطيعة، وذلك بعد أن أفادت وكالة "رويترز" في وقت سابق أن البلدين اتفقا على إعادة فتح سفارتيهما. وأوردت قناة "الإخبارية السعودية" الرسمية عن مسؤول في الوزارة قوله إنه "في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإنّ البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سوريا حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية". وكانت ثلاثة مصادر مطلعة أفادت "رويترز" بأن "الاتفاق" جاء نتيجة "محادثات في السعودية مع مسؤول مخابرات سوري رفيع"، مشيرة إلى أن مسؤولاً سورياً رفيعاً "مكث أياماً" في الرياض حيث جرى التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح السفارات "قريباً جداً"، بينما ذكر مصدر آخر أن موعد إعادة فتح السفارتين هو "بعد عيد الفطر". وعرّف أحد المصادر المسؤول السوري على أنه حسام لوقا، الذي يرأس لجنة المخابرات السورية. وقال إن المحادثات شملت الأمن على الحدود السورية مع الأردن.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن الجيش الأميركي نفّذ عدة ضربات جوية مساء أمس في سوريا، استهدفت من وصفهم بـ"الجماعات المتحالفة مع إيران"، التي اتهمتها واشنطن بتنفيذ هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل متعاقد وإصابة خمسة جنود أميركيين. وأعلنت الوزارة عن الهجوم المزعوم على جنود أميركيين والرد على الهجوم في الوقت نفسه، في وقت متأخر مساء الخميس. وأضافت أن الضربات جاءت ردّاً على هجوم استهدف قاعدة لقوات الاحتلال الأميركي قرب الحسكة في شمال شرق سوريا، في حوالي الساعة 1.38 ليلاً (10:38 بتوقيت غرينتش) أمس. وزعم الجيش أن تقييم المخابرات الأميركية كشف أن الطائرة المسيّرة الهجومية إيرانية الأصل... من جهته، ذكر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن الضربات نُفذت بتوجيه من الرئيس جو بايدن، مشيراً في بيان، إلى أن "الضربات نُفذت رداً على هجوم اليوم، وكذلك سلسلة من الهجمات في الآونة الأخيرة على قوات التحالف في سوريا، نفّذتها جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني". وتابع "لا حصانة لأي جماعة تقصف قواتنا".
من جهة اذا، تقول مصادر دبلوماسية, نرى ان التطبيع مع النظام السوري يسير على قدم وساق من قبل العرب عموما والخليجيين خصوصا سيما غداة اتفاق بكين، ومن جهة اخرى، نرى ان الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا، على حزمها وصرامتها مع هذا النظام ومع حليفته وراعيته ايران، وقد اكد الاميركيون والاوروبيون في الايام القليلة الماضية انهم ليسوا في وارد التخلي عن سياسة الحزم والحصار والقطيعة اكان مع بشار الاسد او مع النظام الايراني.
رب قائل ان هذه المعطيات المتناقضة تدل على شرخ كبير في المقاربتين الخليجية والغربية للمشهد الاقليمي واللتين كانتا منسجمتين تماما حتى الامس القريب.. غير ان المصادر تدعو الى عدم التسرع والى ترقّب ما ستحمله فترة الشهرين لاختبار اتفاق بكين وما سيحمله اقليميا وتفاصيله السياسية والعسكرية والنووية التي لم تتكشّف بعد.. فربما تكون الاهداف العربية والغربية الكبرى، لا تزال نفسها...
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|