"ميتر" علي ودكتور نوح

...والآن صاروا إخوة في الممانعة وشركاء في الخندق الواحد وأصحاب قضية واحدة: نوح زعيتر وجبران باسيل ومسيو دقو والوجه الإعلاني لساعات باتيك فيليب علي حسن خليل والأسد أولاد عم ورباعي وتري من آل عبدالله الكرام وباقة من رجال الأعمال ذوي السيرة العطرة.

والآن صاروا جميعهم على السويّة نفسها.

كلهم حازوا الوسام نفسه.

وكلهم كرّروا المعزوفة نفسها، مع بعض الإرتجالات البسيطة. فما صدر عن دكتور نوح كان يمكن أن يصدر عن ميتر علي أو باسيليوس الكليّ العظمة... أو داني خوري أو جهاد العرب.

يوم عاقبت "الخزانة" الأميركية علي حسن خليل لضلوعه بالفساد (في أيلول 2020)، طلعت حركة "أمل" ببيان اعتبرت القرار وسام شرف للمعاون أول ميتر علي. فيما باركت بلدية "ميس الجبل" وسام الشرف الجديد الذي ناله باقتدار إبن الحركة البار. أما البيان الأقوى فصدر عن بلدية طلوسة بالقرار الأميركي "غير ذي قيمة وليس له جدوى على المستوى الداخلي والوطني وهو وسام شرف لهما (الخليل ويوسف فنيانوس) ولكل المخلصين لقضايا شعبهم وأمتهم". أربك بيان المجلس البلدي في طلّوسة "الخزانة" الأميركية و"الدريسوار" الأميركي و"الكومودينا" وجوارير المطبخ وكل "العفش" الأميركي.

"لم نتفاجأ بالقرار الجائر الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية التي تتطاول باستمرار على السيادة اللبنانية وتجاهد لإرضاء العدو الإسرائيلي. وإذ نؤكد كذب النظام الأميركي وافتراءه علينا، نرى أنّ هذا القرار وسام شرف يضاف الى الأحرار المقاومين". قال دكتور نوح.

لا نوح تفاجأ بالقرار. ولا بيئة نوح تفاجأت بالوسام.

المزعج في الأمر أن دكتور نوح كان يعدّ العدة للسفر إلى ستوكهولم لإلقاء محاضرة في جامعة أوبسالا العريقة ولقاء الملك كارل السادس عشر غوستاف على هامش زيارته. اضطر لإلغاء سفره كي لا يتسبب بأزمة أميركية ـ سويدية. آثر البقاء في البقاع قبل التوجه شرقاً.

ربما حان الوقت لتشكيل مجلس لبناني/ سوري مشترك أو نقابة جديدة تجمع حاملي هذه الأوسمة، من كبار الفاسدين وأصحاب السوابق المالية المشبوهة، بالمنظور الأميركي طبعاً. ففي تقويم المجلس البلدي في طلّوسة كل من تطاولهم العقوبات الأميركية أطهار ومقاومون شرفاء.

حان الوقت للإتفاق على اسم الرئيس، أو النقيب والأنظار تتجه إلى كبير المحاضرين في علم الأخلاق والأدب السياسي الرفيع وفي السلم الأهلي المهزوز على مدار الساعة. رئاسة نقابة حملة الأوسمة محسومة لميتر علي أما نيابة الرئيس فقد تشهد صراعاً بين الدكتور نوح والمرشح الطبيعي الخالي من مواد الحفظ جبران باسيل. أميل إلى باسيل التقيل.