"وثائق استخباراتية" تكشف تورط نظام الأسد في تفجيرات واغتيالات
البنزين لا يتأثّر بانخفاض النفط: حجج الأسابيع الثلاثة
ما قبل 13 آذار الماضي لم يكن كما بعده في ما يخص أسعار النفط في العالم، خصوصاً بعد انهيار مصارف أميركية. فبعد فترة طويلة استمر فيها سعر برميل النفط ما فوق الـ80 دولاراً، انخفضت الأسعار حوالى 15 في المئة.
ففي 13 آذار كان سعر برميل خام "برنت" 83.26 دولاراً وانخفض في 14 آذار الى 79.83، بينما انخفض سعر برميل الخام الأميركي من 77.12 الى 74.84 دولاراً، واستمرت أسعار النفط بالإنخفاض لأيام حتى باتت تتراوح اليوم ما بين 74 و76 دولاراً أميركياً. لكنّ أسعار المحروقات في لبنان فلم تتغيّر.
عادةً ما تكون لانخفاض أسعار النفط العالمية أضرار سلبية على الدول المصدرة، وتأثيرات إيجابية على الدول المستوردة، وكان يُفترض بنا في لبنان أن نشعر بهذا الانخفاض العالمي، خصوصاً أن سعر صفيحة البنزين لامس المليوني ليرة بسبب انهيار قيمة العملة الوطنية. وعند سؤال المعنيين عن الأمر يستعملون الحجة نفسها، وهي أن لأسعار المحروقات في لبنان هامش ما بين أسبوعين الى ثلاثة أسابيع لكي تتبدّل، وهذه الحجة مستعملة منذ سنوات، فماذا تعني؟
وبحسب مصادر مطّلعة في وزارة الطاقة والمياه فإن جدول أسعار المحروقات الذي كانت تصدره الوزارة مرّة أسبوعياً، ثم مرتين باليوم في الوقت الحالي، يعتمد بشكل أساسي على فواتير المنشأ التي تقدمها الشركات المستوردة للنفط في لبنان. تُحدد الأسعار بالفواتير عبر مناقصات تعدّها الوزارة بشكل أسبوعي معتمدة على المعدل الوسطي لسعر الطن عالمياً في أسابيع ثلاثة سابقة، ما يعني أن سعر المحروقات في لبنان لا يتغيّر بنفس تغيّر السعر العالمي، لأنه لا يعتمد على سعر النفط العالمي بوقت التسعير، إنما على السعر الوسطي لأسابيع ثلاثة سابقة، ومن هنا كلما انخفض السعر عالمياً ولم يتبدل في لبنان، يكون الجواب بأن السعر لديه هامش ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لكي يتأثر.
في 13 آذار بدأ التغيّر بالسعر العالمي انخفاضاً، واليوم نحن على مشارف انتهاء الأسابيع الثلاثة، فلماذا لم تتغيّر أسعار المحروقات في لبنان بعد؟
18.18 دولاراً هو سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان يوم أمس، وهو السعر الذي يدفعه المواطن اللبناني، والذي يمثل سعر الصفيحة وكافة الإضافات عليه، بينما كان في 25 آذار، أي نهار السبت الماضي، 18.13 دولاراً، وهنا نتحدث بناء على تسعيرة الدولار التي تعممها وزارة الطاقة في مرسوم جدول الأسعار، بينما كانت في 13 آذار، قبل بداية الانخفاض العالمي، حوالى 17.5 دولاراً، ما يعني أن سعر الصفيحة ارتفع خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، على عكس ما تقوله مصادر مديرية النفط عبر"المدن" بأن ارتفاع سعر صرف الدولار يذوّب أي انخفاض عالمي لسعر الصفيحة.
الشركات المستوردة للمحروقات في لبنان تحصل على الحصة الأكبر من الأرباح. ولكي نقسّم سعر صفيحة البنزين لا بد من الإشارة الى أن سعرها الأساسي يُحدد بحسب أسعار النفط العالمية. تشتريها الشركات المستوردة، وتزيد عليها بحسب المصادر كلفة شحن وتفريغ، وعمولة الشحن وبدل التأمين، وهذه الزيادات تشكل ما بين 50 الى 75 في المئة من سعر الصفيحة، وهنا تكمن الأرباح الخيالية التي تتقاضاها الشركات المستوردة، بحسب مصادر مطّلعة.
بتاريخ 31 آذار كانت الشركات المستوردة للنفط تبيع الصفيحة في لبنان بسعر 14.46 دولاراً، يُضاف على السعر جعالة المحطات، كلفة النقل، الضريبة الجمركية والعمولة المصرفية وأخيراً الضريبة على القيمة المضافة، فتصبح بالسعر الذي يشتريه اللبناني اليوم، وهذا السعر لا يختلف عن السعر قبل انخفاض أسعار النفط عالمياً.
أبسط تأثيرات انخفاض سعر النفط عالمياً لا تتحقق في لبنان كما ينبغي، فانخفاض سعر النفط يؤثر على كل صناعات السلع في العالم، ليس على أسعار المحروقات وحسب، لكن طبعا في لبنان اعتدنا على قاعدة عامة أساسية تقول "ما يرتفع ثمنه مرّة، لا ينخفض أبداً".
محمد علوش - المدن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|