البوصلة الرئاسية غير واضحة.. ماذا بعد زيارة فرنجية الفرنسية؟
شكّلت زيارة رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة إلى العاصمة الفرنسية "موضع أخذ ورد" في المساحة المحلية رئاسياً، حيث كَثرت التحليلات حول مضمون الزيارة بين مَن اعتبر أنّها لم تُحقّق هدف فرنجية من سماع "كلمة السر" السعودية النهائية، ومَن رأى أنها أتت ثمارها، مستدلاً بذلك على عودة فرنجية "مرتاحًا"، بحسب تعبير هذا البعض.
وفي معرض إيضاح هذه التحليلات، يرى المحلل السياسي نضال السبع أنّه "حتى هذه اللحظة هناك تكتم من قِبل الطرفيْن الفرنسي والوزير السابق فرنجية على مضمون الزيارة. لكن السبع يؤكّد لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة أنّ "أصداء الزيارة إيجابيّة حتمًا"، على اعتبار أّنّه "بمجرّد توجيه مستشار شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الرئاسية الفرنسية باتريك دوريل، دعوةً لفرنجية، فهي تساهم تلقائيًّا برفع حضوره، كما أنها أعطت ترشحه بُعدًا دوليًّا".
وهنا يُشير السبع إلى أنّ "لهذا الأمر دلالة بالغة الأهميّة، اذ لم نرَ أي دعوة مُشابهة لأي من الشخصيات المُتداول إسمها في الملف الرئاسي". ويتحدّث السبع عن أهميّة الدور الفرنسي، إنطلاقًا من عدّة نقاط، يلخصها بالتالي: "الفرنسي يتحرّك بناءً على تفويض من الجانب الأميركي. وعلاقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوية جدًا بالفاتيكان، وبالتالي فإن دعم ماكرون لفرنجية سيكون له بعدًا فاتيكانيًّا. والنقطة الثالثة والأهم، العلاقة المميزة التي تجمع ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكل الحديث الذي يتم تداوله حول خلافات سعودية- فرنسية لا أساس له من الصحة".
لذا، يعتقد السبع أن "زيارة فرنجية إلى العاصمة الفرنسية مُتفق عليها، بين الجانبيْن السعودي والفرنسي". ويرى أنّ "مفاعيل الإتفاق السعودي- الإيراني بدأت تُرخي بظلالها على ملفات المنطقة، حيث أنه وبعد توقيع الإتفاق بـ10 أيام أعلنت السعودية عن إستئناف العلاقات مع سوريا، ومؤخرًا كانت زيارة فرنجية إلى فرنسا". وعليه يبدو للسبع أنّ "العلاقة السعودية-الإيرانية قطعت شوطًا كبيرًا".
ماذا عن الطلب من فرنجيّة تقديم ضمانات للسعوديين؟ يُجيب السبع: "إذا إستعرضنا ماذا تريد المملكة العربيّة السعوديّة من لبنان، فهي أولاً تريد وقف قنوات الحوثيين الموجّهة ضد المملكة، ووقف نشاط حزب الله في اليمن، وعدم إستضافة الأطراف السعودية المعارضة، وهذه الملفات بغالبيتها سيتم معالجتها بفعل الإتفاق". وبناءً على ذلك، يخلص السبع بأنّ "الإتفاق السعودي-الإيراني سيكون عاملًا داعمًا ومساعدًا لفرنجية".
ويجزم السبع في ختام حديثه أنّه "لا فيتو سعودي على سليمان فرنجية، لأن الرياض مُنفتحة على الجميع".
البوصلة الرئاسية لا تزال غير واضحة بعد، ومن المبكر الحديث عن أسهم مرتفعة لمرشح على آخر، فمعظم الفرقاء على مواقفهم السياسية والرفض الواسع لفرنجية لا يزال على حاله، خصوصاً وأن هذا الرفض هو من قوى وازنة في البلد ومن الصعب تخطيها. ويبقى أن السياسة اللبنانية لم تكن يوماً جامدة والأسابيع المقبلة قد تحمل معها أي جديد لا سيما بعد زيارة الموفد القطري الى بيروت.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|