المجتمع

رغم الأزمة... معمول شغل بيت وبيض ملوّن

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين الجمعة العظيمة والفصح المجيد، تتسابق التحضيرات للعيد، وتصرّ الطوائف المسيحية على إحيائه فرحاً رغم الضائقة المعيشية والاقتصادية الخانقة في بلد معجون بالأزمات الطويلة الأمد والمتلاحقة الواحدة تلو الأخرى، فيما القداديس تُرفع على نية الخلاص وعظات المطارنة على ضرورة البقاء في الوطن.

بحسرة، يتحدّث أبناء الطائفة المسيحية عن العيد، وسط انكفاء الناس عن شراء احتياجات العيد من حلوى وثياب وطعام وما يرافقه من عادات وتقاليد، كثير من العائلات اتفقت على الاجتماع عائلياً وصنع المعمول في البيوت، فالغلاء حوّل حلو العيد مرّاً، وقلّة قرّرت الانتقال من العاصمة بيروت ومناطقها الى القرى والبلدات لمشاركة الأهل بسبب ارتفاع سعر البنزين.

ويقول راعي أبرشية صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك المطران ايلي حداد لـ»نداء الوطن»: «مهما كانت الأوضاع صعبة، سنحافظ على رمزية العيد وعلى الاجتماع كعائلة، وما يعطيه الزخم بالمقابل النكهة المميّزة للعيش المشترك في منطقة صيدا، حيث يتبادل المسلمون والمسيحون التهاني وهم يصومون معاً، ناهيك عن الاحتفال به بأمن وأمان وحرية وسلام». ولا يخفي «أنّ العيد مناسبة لدعوة المسؤولين مجدّداً لتحمّل مسؤولياتهم كاملة في وقف الانهيار وبدء الإصلاح عبر انتخاب رئيس للجمهورية»، ويقول: «المسؤول غير القادر على القيام بواجباته فليتنحّ أو يرحل، وسيكون بطلاً في عيون الناس، ولكن للأسف تتمسّك الأغلبية بالمناصب والكراسي بهدف تحقيق المصالح الشخصية، وفي نهاية المطاف فإنّ الناس لن ترحم وستكون النهاية وخيمة». ويؤكد حداد أنّ «الرسالة السياسية بالمناسبة هي تكرار للسابق. الدعوة إلى خلاص لبنان، رغم فقدان الأمل من اللبنانيين بأن يتّفق المسؤولون، إلا أنّ المساعي التي يقوم بها الوسطاء وآخرهم القطري تعطينا بصيص نور. المهمّ أن نتجاوز الفراغ والمزيد من الانهيار، لن نرفض الحلول التي تأتي بدعم من الخارج لمصلحة لبنان واللبنانيين ونؤيّد كل خطوة من شأنها إنهاء المعاناة، لأنّه لو اتفق المسؤولون في ما بينهم لكنّا وفّرنا الكثير من الوقت والمشاكل». ورغم الضائقة المعيشية، يُصرّ طلاب مدرسة الفنون الإنجيلية في صيدا على القيام بمبادرتهم السنوية، فغلاء البيض لن يمنعهم من شرائه وسلقه وتلوينه وتوزيعه على الكنائس في المدينة بغية ترسيخ الوحدة الوطنية، ويقول مدير قسم الثانوي في المدرسة شادي مشنتف لـ»نداء الوطن»: «هذا العام كان هناك حرص كبير من الطلاب على العمل وتأمين ثمن البيض ومستلزماته، من أجل توجيه رسالة فرح ومعايدة بخلاف الحزن والإحباط».

وأوضح مشنتف أنّ «المدرسة تبنّت منذ زمن بعيد خدمة المجتمع المحلي وهي تعمل لخدمة الإنسان، حيث تتبنّى الآخر والعيش المشترك وتصون حقّ الاختلاف»، لافتاً إلى أنّ «المدرسة تدعو ليس فقط الى التعليم، بل هي مختبر للعيش، ويتمرّن الطالب في العديد من الأمور ليستعدّ لها فور خروجه من المدرسة».

ولا يخفي الطلاب المشاركون في العمل التطوعي من مسلمين ومسيحيين فرحتهم لنشر البسمة، يعبّرون عن شغفهم الكبير بسلق البيض وتلوينه تمهيداً لتوزيعه على الكنائس في عيد الفصح، في رسالة موحّدة تؤكّد "أنّ صيدا تحتفل بكل الأعياد والمناسبات وأنّه لا مكان للطائفية بيننا".

أمّا الاسواق فلم تخل من حركة خجولة ولكنّها تكسر روتين الضائقة، وتقول ريتا الحايك وهي أمّ لثلاثة الاولاد، «أحرص على شراء الثياب الجديدة للأولاد والحلوى مهما ارتفعت أسعارها لأدخل الفرح إلى قلوبهم، فكل حياتهم مُرّة وتبقى للعيد رمزيته وبهجته».

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا