مكانة الدولار مهدّدة عالمياً
حذّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من احتمال انهيار الدولار بصفته عملة عالمية، وأن ذلك يهدد مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى.
يأتي هذا في وقت بدأت فيه بعض الدول تتجه للتعامل ولو بشكل تجريبي ومحدود باليوان الصيني أو بالاعتماد على مقاصات بينية مثلما يحدث الآن مع الهند ودول خليجية ومع روسيا، وهو تمشّ في تصاعد خاصة بعد حرب أوكرانيا والعقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا ومحاولات تسقيف أسعار الغاز والنفط الروسيين.
وقال ترامب في خطاب جماهيري ألقاه فجر الخميس بولاية فلوريدا إن الدولار الأميركي يفقد مكانته، وهو ما يهدّد قوة الولايات المتحدة ومكانتها بين دول العالم.
وأضاف: "عملتنا تنهار وقريبا لن يكون الدولار هو العملة العالمية، إنها هزيمة غير مسبوقة خلال 200 عام، وهذا سيبعدنا عن مكانتنا كقوة عظمى".
ورأى ترامب أن الولايات المتحدة تعاني حاليا من حالة فوضى تتمثل في انهيار الاقتصاد، و(ارتفاع) التضخم الذي أصبح خارجا عن السيطرة.
ورغم أن التخويف الذي يمارسه ترامب من مصير الدولار هو تخويف سياسي موجه كسلاح في معركته مع إدارة جو بايدن والدولة الأميركية العميقة، إلا أن التطورات الأخيرة وخصوصا بعد حرب أوكرانيا تشير إلى تضعضع مكانة الدولار عالميا مع زيادة الاهتمام باليوان الصيني من دول بعضها حليف للولايات المتحدة.
وكان قرار البرازيل، أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، بالتعامل باليوان في تجارتها مع الصين، البالغة نحو 150 مليار دولار سنويا، بمثابة إشارة حمراء للأميركيين بأن العالم يتغير وأن هيمنة الدولار باتت مهددة.
وكشفت وكالة "شينخوا" الصينية أن اليوان أصبح ثاني أكبر عملة احتياطية في البرازيل، متجاوزا اليورو، حسبما أعلن البنك المركزي البرازيلي.
ونهاية آذار الماضي أتمت الصين أول معاملة لشراء الغاز الطبيعي المسال بعملتها المحلية بدلاً من الدولار، وذلك لدفعة قادمة من دولة الإمارات، في سابقة قد يكون لها تأثير كبير من خلال سير بقية دول الخليج وراء هذه الخطوة خاصة مع زيادة التأثير السياسي الصيني في المنطقة.
وكان وزير المالية السعودي محمد الجدعان قال في كانون الثاني الماضي إن بلاده منفتحة على التجارة بعملات أخرى غير الدولار.
ولا يستبعد المراقبون أن تسير السعودية بخطوات أوضح نحو الاعتماد على اليوان الصيني ولو بشكل محدود بهدف توجيه رسالة رمزية إلى الأميركيين بأنها تمتلك بدائل فعلية للرد على الضغوط التي تمارسها إدارة بايدن على الرياض في ملفات هامشية.
وتركز الصين على تسوية معاملات النفط والغاز باليوان على مدى السنوات الماضية في محاولة لترسيخ مكانة عملتها دولياً، والحد من هيمنة الدولار على التجارة العالمية.
وتحدثت تقارير في شباط الماضي عن أن شركات التكرير الهندية تستخدم الدرهم الإماراتي بدلا من الدولار في شراء النفط الروسي. وهناك دول أخرى خاصة في جنوب شرق آسيا بدأت تميل إلى التعاملات بعملات غير الدولار.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعم بلاده استخدام اليوان في العمليات الحسابية بين روسيا ودول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
وتبحث رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، هي الأخرى التقليل من الاعتماد على الدولار في المبادلات التجارية، وتتجه للتعامل بالعملات الوطنية فيما بينها.
وفي هذا الصدد اجتمع وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية في آسيان في 28 آذار الماضي بإندونيسيا، لمناقشة تقليل الاعتماد على الدولار، واليورو، والين الياباني والجنيه الإسترليني في المعاملات المالية، والانتقال إلى التسويات بالعملات المحلية.
وتم التوصل إلى اتفاق بشأن التجارة بالعملات الوطنية بين إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين وتايلاند، في نوفمبر 2022، وفق موقع “آسيان بريفينغ”.
ومما زاد من حدة المشكلة فرض الخزانة الأميركية عقوباتها الخاصة من خلال نظام سويفت العالمي للتحويلات المالية والذي تسيطر عليه الولايات المتحدة من دون وجود قرارات أممية بهذا الشأن.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|