الصحافة

بيروت: إفطار قاآني – هنيّة على "مدافع القليْلة"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

35 صاروخاً انطلقَت على توقيت ساعة قائد فيلق القدس في الحرس الثّوري الإيرانيّ إسماعيل قاآني، ونفّذها عبر ما بقي من "الجمهوريّة اللبنانيّة" رئيس المكتب السّياسيّ لحركة حماس إسماعيل هنيّة بـ"كبسة زرّ" ردّاً على الغارات الإسرائيليّة ضدّ إيران في سوريا.

أصابَت الصّواريخ بعض المتاجر والطُرقات في شمال فلسطين المُحتلّة وتسبّبت ببعض الحرائق، لكنّ المُتضرّر الأكبر كان الشعب اللبناني..

ورسّخَت حركة حماس، ومن خلفها حزب الله، مبدأ "وحدة السّاحات" الذي كانَ "موقع أساس" أوّل من كشف عنه في مقالة نُشرَت في 24 حزيران الماضي بعد لقاء جمع هنيّة مع الأمين العامّ للحزب.

سبَقَ العمليّة "الحمساويّة" بعض الأحداث الميدانيّة والسّياسيّة في لبنان والإقليم:

1- هدّد الأمين العام لحزب الله بالرّدّ على أيّ استهدافٍ إسرائيليّ لأيّ "مقيم" على الأراضي اللبنانيّة. هيّأ نصرالله بهذا التهديد عمليّة "سهل القليلة"، ومنحَ حركة حماس الغطاءين العسكريّ والأمنيّ لتُباشِرَ عمليّتها.

2- كثّفَ سلاح الجوّ الإسرائيليّ من عمليّاته ضدّ الأهداف الإيرانيّة في سوريا. إذ أغارَت طائراته الحربيّة على محيط العاصمة السّوريّة دمشق ومطارها ومحيط مدينة حلب ومطارات الضّبعة والـT4 والشعيرات في ريف حمص، ومخازن أسلحة لحزب الله.

أدّت الغارات إلى مقتل مُستشارَيْن عسكريَّيْن للحرس الثّوري. سارَع بعدها "الباسدران" إلى نعيهما، وتوعّدَ بالرّدِّ على الغارات الإسرائيليّة.

تقاطعت مصالح الحرس والحزب وحتّى سوريا، التي تصالحت أخيراً مع حركة حماس، على ضرورة الرّدّ على تصاعد الغارات الإسرائيليّة.

3- بحسب مصادر "أساس"، التقى إسماعيل قاآني مع إسماعيل هنيّة ونائبه صالح العاروري ومسؤولين من حركة الجهاد الإسلاميّ وشخصيّات لبنانيّة مُقرّبة من الحزب على مائدة إفطار في السّفارة الإيرانيّة في بيروت عشيّة إطلاق الصّواريخ.
تحوّلت مائدة الإفطار إلى غرفة عمليّات مُشتركة أعطت كلمة السّرّ وحدّدت ساعة الصّفر لعمليّة القليْلة.

4- يشهدُ الدّاخل الإسرائيليّ تخبّطاً سياسيّاً هو الأقسى بتاريخ الكيان، إذ يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مُعارضةً شرسةً من منافسَيْه رئيس الوزراء السّابق يائير لابيد ووزير الدّفاع السّابق بيني غانتس، ومعهما عدد من الجنرالات المُتقاعدين وحتّى بعض وزراء حكومة نتانياهو، على خلفيّة ما يُعرف بقانون "الإصلاحات القضائيّة".

5- يشهدُ المسجد الأقصى منذ بداية شهر رمضان مواجهات عنيفة بين الشّرطة الإسرائيليّة والمُواطنين الفلسطينيين. هذا الأمر أوجَد الحجّة لإيران وفصائلها في المنطقة لشنّ عمليّة ضدّ إسرائيل، وأعطى العنوان "الفلسطينيّ" لعمليّة القليْلة، فسهُل ميدانيّاً وسياسيّاً أن تكون حركة حماس هي المُنفّذ وليسَ الحزب.

6- تصاعدَت في الآونة الأخيرة التهديدات الإسرائيليّة ضدّ البرنامج النّوويّ الإيرانيّ، وكان مسؤولون من حكومة نتانياهو يُكرّرون أنّهم لن يسمحوا لإيران بالحصول على القنبلة النّوويّة ولو اضطرّوا إلى توجيه ضربةٍ عسكريّة، وهذا ما استدعى زيارة رئيس الأركان الأميركيّ الجنرال مارك ميلي ووزير الدّفاع لويد أوستن لتل أبيب.

7- استغلّت إيران تحسّن علاقاتها بالدّول العربيّة، ورفض دول المنطقة الدّخول في حلفٍ أمنيّ ودفاعيّ مع إسرائيل ضدّها، بعدما سعَت الإدارة الأميركيّة على مدى عامٍ كامل لإقناع العرب بهذا الحلف.

8- سحَبَت الولايات المُتحدة عدداً من طائراتها المُتطوّرة من المنطقة نحو شرق آسيا. واستبدلتها بطائرات قديمة من طراز A10، وهذا يشير إلى أنّ الشّرق الأوسط ليسَ على سلّم أولويّات إدارة بايدن المُنشغلة بروسيا والصّعود الصّينيّ.

اجتمَعت هذه العوامل وهيّأت لإيران و"حماس" التّحرّك في جنوب لبنان، والتأكيد أنّ أمن الحدود الجنوبيّة هو بيدِ الحرس الثّوريّ والفصائل المُتحالفة معه من لبنان إلى اليمن مروراً بسوريا والعراق وقطاع غزّة والضّفّة الغربيّة.

على إثر التطوّرات سارعَت الولايات المُتحدة ودولة قطر وجمهوريّتا مصر وفرنسا إلى إجراء اتصالات مكّوكيّة لاحتواء ما يحصل على الحدود بين لبنان وفلسطين المُحتلّة.

بحسب معلومات "أساس"، رفضَ الحزب عبر الوسطاء أن يعطي أيّ ضمانات بعدم الرّدّ إذا كان الرّدّ الإسرائيليّ على لبنان غير مُتناسبٍ، مُعتمداً على المُعادلة التي أعلنَها الأمين العامّ للحزب في خطابه الأخير أنّه سيردّ على أيّ استهدافٍ للدّاخل اللبنانيّ، سواء أكان هذا الاستهداف لمسؤولين في الحزبِ أو من الفصائل "المُقيمة"، أي حركتَيْ حماس والجهاد الإسلاميّ.

في العاصمة الأميركيّة واشنطن، كانت وزارة الخارجيّة تُصدِرُ بياناً تُعلن فيه دعمها لِما سمّته "حقّ إسرائيل في الدّفاع عن نفسها". لكنّها في الوقت عينه كانت تُجري اتصالات بحكومة نتانياهو تحثّها فيها على عدم التصعيد خشية أن تتطوّر الأمور على الجبهة اللبنانيّة.

يقول مصدر مسؤول في وزارة الخارجيّة الأميركيّة لـ"أساس" إنّ مكتب الأمن القوميّ والاستخبارات المركزيّة أجمعا في تقدير الموقف الذي قُدِّمَ للإدارة على أنّ الحزب قد يلجأ إلى استهداف منصّة كاريش في حال اندلعت "مواجهة أيّام" مع الجيش الإسرائيليّ، وذلك في محاولة منه للضغط على الولايات المُتحدة لوقف إطلاق النّار.

أخطرَت واشنطن تل أبيب أنّها لا تريد مواجهة في الشّرق الأوسط حاليّاً، وأنّ أولويّتها هي الحرب الأوكرانيّة.

من جهتها، عملت باريس في الآونة الأخيرة على نقل الرّسائل بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النّوويّ، وتُوجّت هذه المساعي بالاجتماع الذي عُقِدَ يوم الخميس في العاصمة الصّينيّة بكّين بين وزير الخارجيّة الإيرانيّ حسين أمير عبداللهيان ونظيرته الفرنسيّة كاترين كولونا، بعد لقائه نظيره السّعوديّ الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.

تعقّدت الرّسائل الإقليميّة، واختارت إيران أراضي لبنان صندوقَ بريدٍ لرسائلها السّوريّة والنّوويّة. تضربُ طهران إسرائيل في محاولة لجرّ واشنطن إلى طاولة المُفاوضات، فيما الضّحيّة لبنانيّة.

ابراهيم ريحان- أساس 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا