إقتصاد

تقليل أوروبا اعتمادها على الدولار... عندما ضغط ماكرون على "الزرّ النووي" الصيني!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين "نشوة" اقتصادية زائدة، بَدَت عليه بوضوح في الصين، وبين إشارته الى ضرورة تقليل أوروبا اعتمادها على الدولار الأميركي خارج الحدود الإقليمية، والى وجوب أن تقاوم أوروبا الضغوط التي تسعى لتحويلها إلى تابعة لأميركا، يكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسّ بخطوط حمراء أميركية أساسيّة، في وقت قياسي.

وأكمل ماكرون "قصفه البارد" لواشنطن، بقوله إن على أوروبا أن لا تتبع أميركا أو الصين، في ما يتعلّق بتايوان، بل يجب أن تعمل على اتّباع استراتيجيا مستقلّة لها في هذا الملف، وأن تكون "قطباً ثالثاً". وبذلك، تبنّى الرئيس الفرنسي اللّغة الصينيّة - الروسية في الحديث عن عالم متعدّد الأقطاب، وسجّل ابتعاداً واضحاً عن الأميركيين.

فهل تحدّث ماكرون عن كل تلك النّقاط الأساسية باسمه، أم بإسم أوروبا عموماً؟

كشف مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "ماكرون زار الصين بإسم المصالح الفرنسية التي تتعرّض لظروف ضاغطة بشكل غير طبيعي، وليس بإسم أوروبا".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "يكفي فرنسا ما فيها مؤخّراً، على خلفيّة مشروع رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، وذلك بموازاة حقيقة ما هو موجود في المجتمع الفرنسي حالياً، والذي يفسّر ما يمرّ به اقتصاد فرنسا من صعوبات هائلة. فالمجتمع الفرنسي المُنتِج بات بنسبة كبيرة منه مجموعة من الجاليات الأفريقية والعربية التي تشكّل شريحة كبرى من القوّة الفرنسية العاملة، ومن النّشاط الاقتصادي. وهي مجموعات لم تندمج بالمجتمع الفرنسي كما كان مُخطّطاً لها، وتستفيد من نظام التقديمات الفرنسية المتعلّقة بالبطالة، والضمان الصحي، ونظام التقاعد".

وأضاف:"هذه المجموعات تتّكل على التقديمات الفرنسية، وهي تناضل من أجل مزيد من تخفيض ساعات العمل أسبوعياً، وتخفيض سن التقاعد من دون الأخذ في الاعتبار أن متوسط العمر في فرنسا ارتفع، وبات يتجاوز العقد الثامن لكلّ فرد، أي انه بات أعلى ممّا كان عليه قبل عقود. وهذا يعني تحميل الدولة الفرنسية تكاليف تقاعد كبيرة في مدى بعيد، أي استفادة قصوى من اقتصاد مُتهالك، لشرائح لم تندمج في مجتمعها كما يجب. ولذلك، كل ما يفعله ماكرون خلال مدّة حكمه هو البحث عن منافذ اقتصادية جديدة لفرنسا، ولا قيمة لأي كلام يتفوّه به على صعيد أوروبا عموماً".

وأكد المصدر أن "تلميح ماكرون الى عدم اتّكال أوروبا على الدولار الأميركي هو نوع من ابتزاز من جانبه لأميركا، حتى تجد له الحلول الاقتصادية التي هو بأمسّ الحاجة إليها سريعاً، وذلك تحت طائلة تلويحه بالارتماء في حضن الصين، وتخويف واشنطن على مستقبل إمساكها بإدارة الملفات العالمية".

وتابع:"ماكرون يعيش أسوأ حالة اقتصادية فرنسية منذ سنوات، وهو عاجز عن الحديث بإسم أوروبا كلّها. ولا هو حاصل على تفويض أوروبي من أي دولة أوروبية، للحديث بإسم الجميع، خصوصاً أن لا تناغم تاماً بينه وبين ألمانيا، في عدد من القضايا الاقتصادية".

وختم:"التكنولوجيا المدنية والعسكرية الصينية متأخّرة عن الأوروبية والأميركية بأجيال عدّة. وهذا سبب أساسي يمنع أوروبا من السّير خلف ماكرون، نحو أي مكان، لا سيّما باتّجاه الصين".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا