محليات

بين لبنان 1975 واليوم حرب تدميرية واخرى اقتصادية خانقة والعين على قمة الرياض

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في مثل هذا اليوم ١٢ نيسان من عام ١٩٧٥، كان معظم المواطنين اللبنانيين العاديين، يعيشون كسائر البشر في الدولة المستقرة والمتوسطة الدخل، براحة بال، في حين كان لبنانيون عليمون، ينتظرون، يتهيّبون، يتخوفون، يتأهبون، حيال الذي يمكن أن يحصل، بالـ ١٩٧٥، بعد محطتين سلبيتين، الأولى عام ١٩٦٩ تاريخ توقيع اتفاق القاهرة، والثانية عام ١٩٧٣ معركة المدينة الرياضية ببن الجيش اللبناني، والمسلحين الفلسطينيين..
الخشية، مما يمكن ان يحصل، حصل في ١٣ نيسان ١٩٧٥ في عين الرمانة، في تلك الواقعة، التي كانت شرارة الحرب، تلك الواقعة التي اقتحمت فيها "البوسطة - حاملة العناصر الفلسطينية المسلحة، اقتحمت تاريخ "لبنان المزدهر"... اندلعت الحرب، فيما اختفى أثر وهوية وشخصية، ذاك "الشرطي البلدي" (أو الشرطيين البلديين)، الذي كان منتصبا عند أحد تقاطعات طرق المنطقة الواقعة بين الضاحية الجنوبية من بيروت، ومنطقة الشياح- عين الرمانة، ذاك الرجل الذي كان يرتدي زي شرطة البلدية الكاكي، وأشار (أرشد) على سائق تلك البوسطة، أن يسلك ذاك الطريق وذاك الاتجاه الذي اوصل البوسطة، الى ساحة المراية بعين الرمانة، بدل أن تسلك طريقا اساسية بعيدة كيلومترا من عين الرمانة حيث المهرجان الكتائبي، كي تنتقل البوسطة الى البقاع... فدار الاشتباك في عين الرمانة وتم قتل جميع العناصر الفلسطينية، وذالك بعد احتكاكات الساعات القليلة التي سبقت الحادثة.
دارت ساعة التاريخ اللبناني، على محاور حرب، ظن اللبنانيون، أن ما بدأ من مناوشات، ستنتهي خلال شهر، خلال سنة، خلال حقبة، او خلال فترة وجيزة من الاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٨٢، او ما بعد انتفاضة ٦ شباط ١٩٨٤ او ما بعد اسقاط اتفاق ١٧ أيار... لكن الحرب امتدت وتشعبت، وحصلت اعمال تهجير واسعة، بعدما ضُرب جبل لبنان - نواة لبنان الوطن الكبير، ضُرب الجبل، بأبشع الحروب بين المسيحيين والدروز.


كذلك تكررت "مجازر" بين أهل كل منطقة بذاتها، بين "أخوة السلاح"، يعني داخل ما كان يسمى الغربية. وداخل ما كان يُسمى الشرقية حيث أدى اقتتال القوات اللبنانية، والجيش بقيادة رئيس الحكومة العسكرية الانتقالية العماد ميشال عون، أدى في شكل أو بآخر الى إرساء اتفاق الطائف ودخول القوات السورية من جديد والبقية آتية ومعروفة...
وبغض النظر عن المجريات الاقليمية المهمة والمؤثرة جدا آنذاك، فمن المحطات المفصلية قبل الاقتتال المسيحي، ١٩٨٩- ١٩٩٠، كان استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية ١٩٨٨: "مخايل الضاهر أو الفوضى"، المقولة المشهورة المنسوبة الى الدبلوماسي الأميرك السفير مورفي... الضاهر أو الفوضى، وذلك بعدما حال الفريقان، قبل ترشح الضاهر للرئاسة، حالا دون وصول الرئيس سليمان فرنجية (جد المرشح الرئاسي الحالي) الى كرسي الرئاسة... ثم قطعت القوات والجنرال عون، الطريق على مخايل الضاهر، ففُتحت طريق الفوضى، وبعد "كم شهر"، اشتعلت المنطقة الشرقية... وحصلت تطورات وتطورات، وتم تثبيت "شرعية الطائف" بواسطة القوات السورية وبوجود الرئيس الياس الهراوي، الذي كان قد انتُخب بعد استشهاد الرئيس رينيه معوض...

ad


في أي حال، الحرب بين ١٩٧٥ و١٩٩١ كانت عسكرية دموية تدميرية... واليوم، الحرب معيشية اقتصادية نقدية خانقة، ولم يشهد غالبية اللبنانيين، بتاريخ لبنان الكبير، قلة كرامة في تأمين لقمة العيش، وأبسط مقومات الاستمرار.. وباتوا يعيشون، على رغم نموذجية طائر الفينيق، باتوا في لبنان الفقير...
أما الوصفة الحالية، من دول العالم المهتم بلبنان، لبنان التنوع والفرادة، والثروة النفطية والغازية، فهي، الى الاصلاحات، انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه برأيها وبرأي اوساط سياسية مخضرمة وخبيرة بالذي حصل في لبنان منذ ٤٤ عاما وحتى الآن، انتخاب الرئيس هو مفتاح أساسي للدخول في مسارات الحلول، نظرا الى اللحظة السياسية الاقليمية الحسنة، المتمثلة بالنتائج الايجابية الأولية للاتفاق السعودي الايراني الموقع في بكين منذ شهر برعاية الصين، وما بدا من تأثيراته حتى الآن على اليمن وسوريا.
ولكي لا نُطيل، ولا نعيد سرديات الاتصالات والجلسات واللقاءات والمواقف في الداخل والخارج، المتعلقة بالحراك من أجل انتخاب رئيس للجمهورية تفتقده كرسي قصر بعبدا منذ مئة وستين يوما، وحتى الآن، نشير الى أن الأنظار حاليا، تتوجه الى ما يمكن أن يحصل بعد أعياد الفصح المجيد ورمضان المبارك، وتحديدا الى اللقاء الثاني لممثلي دول الاجتماع الباريسي الخماسي، والذي من المرجح حصوله هذه المرة في عاصمة المملكة العربية السعودية، وما يمكن أن يتمخض عنه، من تصور، أو احتمال تسوية، دولية - اقليمية، تساعد أفرقاء الداخل اللبناني، على الذهاب الى انتخاب الرئيس .
وإذا كان السؤال: هل يصح انتظار تصاعد دخان رئاسي أبيض، قبل القمة العربية المقرر عقدها في الرياض في ١٩ أيار، أم أن الأدخنة الخارجية لا تزال تنتظر الرفع التدريجي للحرارة تحت الطبخة لئلا تحترق، وتتبعثر الأوضاع في لبنان، فيدخل بالمجهول؟ فإن الجواب، بحسب الأوساط المخضرمة، هو الإكتفاء بالإشارة الى اللبنانيين، لأن يغتنموا أي بارقة، ان يغتنموا التطورات الاقليمية الايجابية، وان يُظهروا كل تجاوب وتسهيل مع المساعي آنفة الذكر، وانتخاب رئيس للجمهورية بأقرب ما يمكن.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا