مكاري: "كلامي عن السيدة نائلة معوض تم تحويره"

بمسؤولية ودقة ينتقي وزير الاعلام زياد مكاري مفرداته في حديثه عن الملفات الساخنة في لبنان والمنطقة. ينطلق الرجل من موقعه الوزاري والسياسي في معرض اطلاقه اي موقف يرتبط بالاستحقاقات الداخلية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، حيث تنشغل الدوائر الخارجية والداخلية برسم ملامح الشخصية التي يمكن أن تخرق الجمود المتحكم بجلسات مجلس النواب الرئاسية.

في الرئاسة لا يُخفي مكاري الانعكاسات الايجابية للاتفاقات والتسويات التي تحصل في المنطقة على الداخل اللبناني آملاً ان تقودنا الى الحل المنشود، مشيرا الى أن اللعبة السياسية مرتبطة بتطورات المنطقة والعالم.

يؤكد مكاري أن حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا تزال مرتفعة وهو المرشح الرئاسي الابرز، موضحاً أن التقارب السعودي-الايراني ايجابي على لبنان بشكل عام ولا ينحصر بفريق سياسي معين، وبالتالي على الاطراف التعاطي معه بايجابية بناءة، آملين ان يولد ذلك اتفاقات عربية-عربية تؤمن الاستقرار في المنطقة ولبنان.

وفي زحمة الاستحقاقات تبرز الانتخابات البلدية التي تتجه نحو تأجيل جديد بعد اتفاق الكتل السياسية على ذلك. وهنا يُذكر مكاري بتصريحه في جلسة مجلس الوزراء ما قبل الاخيرة حين أعرب عن شعوره بعدم حصول الانتخابات لاسباب عدة ابرزها تقنية لوجستية، وبرأيه كان على الحكومة ومجلس النواب الاعلان وبوضوح عن صعوبة اجراء الانتخابات البلدية خصوصا وأن قسما كبيرا من اللبنانيين لم يكن متحمسا لهذا الاستحقاق ترشيحا وانتخابا لاسيما في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.

ويرى مكاري أن الظروف التي نعيش فيها تقتضي وجود نُخب في المجالس البلدية التي ينتظرها الكثير من الملفات منها انمائية ومنها مرتبط بالنزوح السوري وغيرها من المواضيع التي تفرض وجود أشخاص تستطيع تأمين التمويل للاستجابة للتحديات الكبيرة التي تواجهها المناطق اللبنانية المختلفة.

ودعا مكاري الى التمديد للمجالس الحالية لأكثر من اربعة اشهر خصوصا وأننا على ابواب الصيف حيث ينشط الموسم السياحي ويتوافد المغتربون الى لبنان وعليه فلا رغبة لوجود حملات انتخابية في هذا الموسم.

وزير الاعلام المعني بالدرجة الاولى بالخبر ، يستطلع مُقاربات وسائل الاعلام مع الاحداث الداخلية وآخرها ما حصل في الجنوب قبل أيام حين انطلقت الصواريخ نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة.
مكاري الذي يستنكر ما حصل يُفضّل لو أن تعاطي الاعلام مع هذا الملف كان أفضل من الذي رصدناه لاسيما وأن الوضع دقيق جدا يتطلب العودة الى المصدر الموثوق والتأكد منه قبل نشر أي معلومة، مذكرا بدعوته أخذ الاخبار المتعلقة بهكذا ملفات من مديرية التوجيه في الجيش اللبناني لأن كل فريق سياسي لديه وسائله الاعلامية ويوجه المعركة بحسب مصالح فريقه، لافتا الى أن هذا الامر لا يمكن "المُزاح" به في ظل ظرف دقيق جدا نعيشه في المنطقة ولبنان وفي وقت نعيش اتفاقات جانبية ونقرأ ونرصد أخبارا تشير الى إمكانية حدوث شيء ما على الجبهة الجنوبية يريده المتضررون من التقارب بين دول المنطقة وعلى رأسهم اسرائيل وبالتالي نحن لا نريد أن نؤجج هذا الصراع، وعليه فان المطلوب من الاعلام نقل الخبر بتجرد خصوصا وان الحدث أمني لا سياسي.

ولأنه معني بدقة الخبر والاجابة عن اي سؤال بدقة ومن دون أي تأويل، نستفسر من الوزير عن ما صدر عنه قبل أيام في تصريح تلفزيوني عن كلام يتعلق بالنائبة السابقة نايلة معوض ونجلها ميشال معوض حيث فسره البعض على انه اتهام بالعمالة للسوريين. هنا يسارع مكاري الى الرد معربا عن أسفه لردود الفعل والتفسيرات التي تقصدت تحوير كلامه ووضعه في اطار اتهام بالعمالة.
وقال مكاري: "كلامي كان واضحا فالحديث كان عن مرحلة وجود السوريين في لبنان ودورهم الكبير على الساحة الداخلية وبالتالي كان حديثي توصيفا للواقع في تلك المرحلة وليس احكاما على توجهات ومواقف سياسية نحترمها حتى لو لم نتفق مع أصحابها".

يؤكد مكاري أن الاختلاف السياسي صحي ومطلوب الا أنه يجب ان تبقى الاختلافات محصورة في السياسية ولا تتحول الى خلاف اخلاقي. اذ انه من غير المفيد تصنيف الناس من خلال من هو سيادي ومن هو غير سيادي فجميعنا نريد مصلحة البلد.

وتمنى مكاري ومن موقع الحريص على لبنان بشكل عام وزغرتا بشكل خاص أن تبقى الردود ضمن الاطار السياسي للمواقف التي أطلقها بعيدا عن التحريف والتأويل، مؤكدا احترامه للنائبة معوض التي حملت مشروع الشهيد رينيه معوض في مسيرة سياسية عززت فيها كرامة وأهمية هذه الشهادة، وهي شهادة دفع ثمنها كل لبنان وزغرتا تحديدا.