انتخابات مصيرية في تركيا.. هل يفعلها أردوغان للمرة الثالثة أم سنشهد مُفاجأة؟
على بُعد نحو 4 أسابيع من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستنظم في 14 أيار المقبل، تحتدم المُنافسة بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ممثل تحالف "الجمهور" الحاكم ومنافسه مرشح المُعارضة كمال كليجدار أوغلو، في ظل تقارب نتائج استطلاعات الرأي مع توحّد قوى المعارضة للمرة الأولى خلف مرشح رئاسي واحد وإعداد قوائم مشتركة للانتخابات البرلمانية
.
ملامح الخريطة الانتخابية التركية اتضحت بشكل كبير مع حسم الأحزاب الرئيسية لمواقفها من التحالفات في الانتخابات المُقبلة التي وصفها كثيرون بأنها ستكون الأكثر أهمية في تاريخ تركيا وتُمثل مفترق طرق للبلاد كما انها تُعتبر مصيرية لاردوغان وحاسمة بالنسبة للمعارضة. فهل سيتمكن اردوغان من الفوز بولاية رئاسية ثالثة؟ أم سيدخل كليجدار أوغلو التاريخ من خلال إنهاء حكم مُنافسه لتركيا المستمر منذ قرابة 21 عاماً وبدء عهد جديد؟
للإضاءة على الانتخابات التركية وحظوظ المرشحين وسياسة تركيا ما بعد الانتخابات، حاور"لبنان 24" الصحافي والإعلامي التركي حمزة تكين الذي أكد ان "هذه الانتخابات ليست مهمة فقط لتركيا بل يُمكن وصفها بأنها "أهم حدث سياسي في العالم" خلال عام 2023 لأنها سترسم مُستقبل تركيا لعقود وليس فقط للسنوات الخمس المقبلة".
ويضيف تكين: "لهذه الانتخابات أهمية دولية وليس فقط داخلية، وهناك قوى عالمية مؤثرة تتابعها وتترقب نتائجها خاصة أميركا وروسيا ودول أخرى كونها تتعامل مع تركيا الحالية بخط سياسي واضح وكان لأنقرة الدور المؤثر في عدد من القضايا الدولية الحساسة كالحرب الروسية على أوكرانيا ولعبت دورا في أذربيجان وليبيا وفي دول أخرى، لذا هناك ترقب دولي لهذه الانتخابات لأن نتائجها ستُحدد السياسة الخارجية لتركيا في المرحلة المقبلة".
حظوظ أردوغان
يؤكد تكين ان "حظوظ اردوغان في هذه الانتخابات مُرتفعة وهي مبنية على وقائع وليس على استطلاعات رأي وعلى مسيرة قام بها أردوغان لعقدين من الزمن وكلها بناء وتنمية وتطور، والعدو والصديق لا يستطيع ان ينكر كيف نقل اردوغان تركيا من الأسفل إلى الأعلى".
ويُتابع: "غالبية الشعب التركي مُقتنع ولديه ثقة بخطاب اردوغان ووعوده لأن هذه الوعود مبنية على صدق. ففي المرحلة الماضية وعد بالكثير من الأمور ونفذها من مشاريع كبرى وبناء تركيا القوية سياسيا ، إلى الصناعات الدفاعية والمشاريع التنموية والمدن الطبية الضخمة والجامعات والمطارات الضخمة كمطار إسطنبول على سبيل المثال إلى الطرقات ومترو الأنفاق والجسور العملاقة والمدارس وغيرها هذه الوعود التي وعد بها أردوغان وحزبه في السابق على مدى 20 عاما نفذت. لذلك هناك ثقة من غالبية الشعب التركي بأن الوعود المقبلة ستُنفذ أيضا"، مشيراً إلى ان "المعارضة التي تُقدم نفسها اليوم على انها "ستُنقذ" تركيا من حكم أردوغان لم تتمكن حتى الساعة من تقديم مشاريع استراتيجية لتركيا".
الصوت الكردي
أما لمن سيصوت أكراد تركيا؟ فيُشير تكين إلى ان حزب "الشعوب الديمقراطي" يُقدم نفسه على انه المتحدث باسم القومية الكردية داخل تركيا ولكنه ليس الوحيد الذي يمثل الأكراد فهناك عدة أحزاب تمثل الأكراد، وهو لم يرشح أي اسم للانتخابات الرئاسية ولم يدخل الانتخابات البرلمانية باسم شعار الحزب الخاص به بل قرر ان يدعم زعيم المعارضة التركية وان يدخل الانتخابات البرلمانية ضمن لائحة تحالف المعارضة وهو سيصوت لزعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو".
ولفت إلى وجود حزب آخر قوي ولديه قاعدة شعبية جيدة هو حزب "الهُدى" المتحالف مع اردوغان وسيدعمه في الانتخابات وقاعدته الشعبية ستصوت لاردوغان وسيدخل الانتخابات البرلمانية ضمن قوائم حزب العدالة والتنمية او تحالف "الجمهور" وبالتالي ستنقسم أصوات الشريحة الكردية في تركيا، متوقعا ارتفاع نسبة التصويت لاردوغان في المناطق ذات الغالبية الكردية.
تأثير الزلزال على مزاج الناخبين
يُشير تكين إلى ان "حزب "العدالة والتنمية" الحاكم تعامل مع كارثة الزلزال الذي ضرب عدة ولايات تركية بطريقة جيدة وناجحة والمتضررون منه كانوا راضين عن طريقة تعامل الحكومة التركية واردوغان الذي تواجد وما زال إلى جانب المنكوبين في تلك المناطق".
وأشار إلى ان "الحكومة التركية استطاعت بناء المدن الموقتة الفائقة التنظيم ولم تترك الناس في العراء وسخرت كل إمكاناتها لنقل الجرحى إلى الولايات التركية الأخرى وسخرت كل المؤسسات الأهلية لإغاثة المنكوبين وبدأت بالبناء بعد 15 يوما فقط من الزلزال وأول دفعة من المنازل الدائمة سيُسلمها اردوغان في أول يوم من أيام عيد الفطر أي يوم الجمعة 21 نيسان وهذا إنجاز سريع وسينعكس إيجابا لصالح الحكومة واردوغان في الانتخابات المقبلة."
ويُشدد تكين على انه "في حال فوز اروغان بالانتخابات سنرى تركيا أقوى سياسيا واقتصاديا وعسكريا واستخباراتيا وأمنيا وصناعيا وثقافيا وسياحيا وتربويا، لأن المشروع الذي وضعه لتركيا ما بعد الانتخابات استراتيجي فيه الكثير من المشاريع العملاقة التي تجعل من تركيا قوة إقليمية كبيرة وقوة عالمية قوية جدا لها مكانة متقدمة في النظام العالمي الجديد
."
الدورة الثانية
من جانبه، اعتبر الباحث اللبناني في الشؤون التركية جو حمّورة في حديث لـ "لبنان 24" ان "الانتخابات التركية المقبلة لها أهمية كبيرة لأن هناك إمكانية حقيقية لخسارة اردوغان ولأن معارضيه يختلفون معه في كل شيء تقريبا حول شكل النظام السياسي والسياسة الخارجية وإدارة الشؤون الداخلية، وبالتالي فوز المُعارضة يمكن أن يغيّر جذرياً في موقع تركيا ودورها الداخلي والخارجي وينهي مسيرة اردوغان التي بدأت منذ حوالى 20 سنة."
وأكد حمّورة ان "حظوظ اردوغان جيدة على الرغم من تكتل 6 أحزاب قوية ضده"، ويُضيف: "لا يمكن لأحد أن يعرف نتيجة الانتخابات مسبقا لكن الأكيد ان المرشحين الرئاسيين الأساسيين هما متقاربان جدا في كل استطلاعات الرأي، وبسبب وجود 4 مرشحين للرئاسة، من المرجح ألّا يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات، وبالتالي سيتم إجراء دورة ثانية من الانتخابات."
وأشار حمّورة إلى ان "المجتمع الكردي متعدد ومنقسم أكثر من المجتمع التركي حتى"، لافتاً إلى ان "قسما لا بأس به من الأكراد سينتخبون اردوغان والقسم الآخر منهم ينتمون أو يدورون في فلك حزب "الشعوب الديمقراطي"، مُعتبراً ان "الصوت الكردي سيكون مؤثراً بشكل حقيقي في الدورة الثانية، ومعظم أصواته تتوقف على من يقيم تسوية مع حزب "الشعوب الديمقراطي"، وذلك على اعتبار أن اردوغان وكيليجدار أوغلو لا يُشكلان ضمانة حقيقية للحقوق الكردية".
ويؤكد حمّورة انه في حال فاز أردوغان للمرة الثالثة فسيبقى إطار السياسة التركية الخارجية العام نفسه أي عدم الارتباط بطرف دولي دون آخر ومحاولة الاستفادة قدر الإمكان من روسيا وأميركا والاتحاد الأوروبي واللعب على التناقضات الدولية.
إذا أسابيع قليلة تفصل الأتراك عن موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، انتخابات يترقبها الداخل والخارج نظراً للدور الذي تلعبه تركيا في عدة ملفات إقليمية ودولية فهل يفعلها اروغان ويفوز للمرة الثالثة أم سيُشكل مرشح المُعارضة كمال كليجدار أوغلو مُفاجأة غير متوقعة؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|