الهدنة السودانية تسقط.. الجيش يسيطر على مطار مروي والوضع كارثي
احتدم القتال في السودان بعد ساعات من دخول هدنة بوساطة دولية حيز التنفيذ، حيث تقاتلت القوات الموالية للقائدين العسكريين المتناحرين بالعاصمة، وتبادلتا الاتهام بانتهاك وقف إطلاق النار.
جاءت الهدنة بعد أيام من الجهود المكثفة التي بذلها كبار الدبلوماسيين وأثارت الآمال في تجنيب ثالث أكبر دولة أفريقية حربا أهلية.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش على الفور بخرق وقف إطلاق النار. وقال الجيش إن ”القوات المتمردة” تواصل هجماتها على مقار عسكرية، وإنها شنت هجوما فاشلا على قاعدة عسكرية جنوبي البلاد.
لكن كل جانب بدا مصمما على إلحاق الهزيمة بالآخر، رغم معاناة ملايين المدنيين المحاصرين بسبب القتال.
وأدى الصراع بين القوات المسلحة بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع العسكرية شبه النظامية بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، مرة أخرى إلى خروج السودان عن مساره نحو الحكم الديمقراطي بعد عقود من الدكتاتورية.
السيطرة على مطار مروي
في هذا الوقت، أكد الجيش السوداني أن قواته دحرت عناصر الدعم السريع من مطار مروي بالولاية الشمالية.
وأضاف في بيان، أن قواته أجبرت عناصر الدعم السريع على الانسحاب من المطار.
وأشار إلى أنه تم اليوم البدء بالمرحلة الثانية لعملية تأمين المناطق المحيطة بالقيادة العامة وصولا إلى وسط الخرطوم.
وجاءت السيطرة بعد اعتقال الجيش قائد قوات الدعم السريع في المطار.
وأظهر الفيديو عناصر من الجيش السوداني يقتادون القيادي وسط تعالي الصرخات وإطلاق الرصاص.
كما ظهرت العناصر وهي تعتدي على المعتقل بالضرب أثناء اقتياده، دون معرفة مصيره أو المكان المقتاد إليه
أتت هذه التطورات بالتزامن مع ما أعلن عنه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أفادوا بوجود عشرات الجثث في الشوارع يُرجح أنها لقتلى قضوا جراء الرصاص والقصف العشوائي.
وتشمل مهام اللجنة وفقًا للبيان، التعامل مع الجثث المنتشرة بالطرق والمواقع المختلفة وحفظها بالمشارح بالوسائل المتاحة، علاوة على إسعاف المصابين والجرحى والإشراف على ترحيل الكوادر الطبية.
في حين تأكدت إصابة أكثر من 170 شخصا خلال الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في شمال دارفور، بينما تعمل اللجنة على جمع الجثث وإجلاء الجرحى، وفقا لموقع "سودان تربيون".
وضع إنساني حرج
وتعيش العاصمة الخرطوم، منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع مطلع هذا الأسبوع، وضعا إنسانيا حرجا في ظل شح إمداد الغذاء وانقطاع الكهرباء لساعات طوالٍ وانعدام مياه الشرب في كثير من الأحياء السكنية.
إلى ذلك، قاد انقطاع إمداد المياه والمعينات الطبية وعدم توفر الكوادر الطبية، إلى خروج كثير من المستشفيات عن الخدمة، التي طال بعضها القصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي واستخدامها كارتكاز للقوات المتحاربة.
وشددت نقابة الأطباء على أن الوضع الإنساني في البلاد بات كارثياً.
وأكدت في بيان، أن 39 مستشفى توقفت عن العمل من أصل 59 في العاصمة الخرطوم، فيما المستشفيات العاملة في الوقت الحالي مهددة أيضاً بالإغلاق.
كما أوضحت أن 9 مستشفيات تعرضت للقصف و16 للإخلاء القسري.
ودعت وزارة الصحة إلى ضرورة إيقاف العمليات المسلحة وإشعال النيران التي طالت المرافق الصحية في ولاية الخرطوم، مؤكدة أن العاصمة باتت تواجه انهيارا كاملا في القطاع الصحي العام والخاص.
كما لفتت إلى وجود دمار مباشر لحق بالمؤسسات الصحية، فضلاً عن صعوبة وصول الكوادر والأطباء وسيارات الإسعاف جراء الاشتباكات.
بدوره، وجه وزير الصحةهيثم محمد إبراهيم، نداءات عاجلة لوقف الحرب و الالتزام بفتح مسارات للإسعاف وإخراج المصابين.
اتهامات بتورط أطراف إقليمية ومحلية
كما تابع أن قواته تصدّت لمحاولة اقتحام الدعم السريع للفرقة الخامسة غرب الأبيض. وكشف عن امتلاكه ما يشير إلى تورط أطراف إقليمية ومحلية مع الدعم السريع، مؤكداً أنه سيكشف عنها لاحقا.
وقال إنه يملك معلومات دقيقة عن "عملية التآمر"، وإنه سيفصح عنها في الوقت المناسب.
وبعد إصابة مدير مكتب الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية في السودان فيم فرانسين برصاص الاشتباكات في العاصمة الخرطوم الثلاثاء، أدانت المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا جرينفيلد الهجوم على قافلة دبلوماسية أميركية، وكل الهجمات التي استهدفت دبلوماسيين وعمال إغاثة وموظفين أممين في السودان.
وكتبت جريينفيلد عبر حسابها في تويتر، "ندين بشدة الهجوم على قافلة دبلوماسية أميركية في السودان - وجميع الهجمات على الدبلوماسيين وعمال الإغاثة، بما في ذلك الاعتداءات على موظفي الأمم المتحدة في الخرطوم وأجزاء أخرى من السودان".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|