عن شغفٍ anti أزمة... وعن "اللي بدّهم حبس"!

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

بعضُ الذكريات أو الاحلام يُرسم في العقلِ والروح... وبعضها يُرسمُ إلى الأبد خطوطا وعباراتٍ على الجسد... البعضُ يختارُ حفظ أحبائه في قلبه وآخرون يريدون أن يكون جسدهم ناطقا حيّا وبالحبر عمّا يدورُ في عقلهم او عمّن لن يفارقوهم في القلب... وهؤلاء الأخيرون هم أصحابُ الشغف بالتاتو!

كلمة حقّ تقال: "إن بعض الامور لا يتغيّر، مهما حلّ بالليرة ومهما انتفخ الدولار"، والمثالُ الأكبر عمّا سبق هو حال المولعينَ برسمِ الوشم على أجسامهم، والذين لم تمنعهم الازمة الاقتصادية ولا ثقلُ التسعيرة بالدولار من وضع حدّ لهذا الشغف.

الخبير بفنّ رسم "التاتو" إيلي رحمة لفت إلى أن هناك إقبالا كبيرا اليوم على رسم الاوشام تماما كما كان الوضع قبل بدء الازمة الاقتصادية، مضيفا: "عانينا كثيرا عند بداية الازمة من صعوبةِ التسعير بفعل الارتفاع المستمر للدولار، إضافة إلى جائحة كورونا التي أجبرتنا على الإقفال لأكثر من عام، غير أن الامورَ تبدّلت اليوم".

الأسعار هي طبعًا بالدولار، وتبدأ من 70 أو 100 دولار للوشم الصغير، وترتفع تدريجًا تبعًا للحجم والرسمة والتصميم، وبحسب رحمة "اللي بدّو يعمل تاتو مش فرقانة معو شو صاير"، مشيرا في حديث لموقع mtv، إلى أن البعضَ يجدُ في الوشم "فشة خلق" أو فسحة أملٍ وراحة، وبالتالي لن يتوقّف عن هذا الشغف طالما يمنحهُ هذا الشعور.

غير أنه في الفترة الأخيرة، بتنا نسمعُ بهواة كثر يمتهنون رسمَ الاوشام وبأسعار زهيدة لدرجة لافتة، فتجدُ وشمًا بـ10 دولارات وبـ20 دولارا، وكثرٌ من هؤلاء غيرُ راضين عمّا رُسم على أجسامهم... يقول رحمة: "العشرون دولارا للوشم رقمٌ صادم، إذ إن سعر البضاعة اللازمة والأتعاب أكثر بكثير، ويوميّا يقصدنا أشخاص لإصلاح "تاتو" رُسم من قبل هواة، وهذه الظاهرة تتكاثر في الفترة الاخيرة، حيث أن البعض يمتهنها بعد أخذ دروسٍ online".

لذلك لا تسلّموا أجسادكم للهواة، لا تستخفّوا بما يُرسم على أجسامكم، راقبوا ودقّقوا، واسألوا عن كل ما يخطرُ في بالكم لأن بعض الحالات الصحية لا يُسمح لها برسم الاوشام، كما أن عدم احترام أدنى الشروط الصحية سيؤدي إلى انتقال الأمراض وإلى مشاكلَ بالجلد... وفي بلدٍ لا رقابة فيه على طعامنا ودوائنا، كثر هم الهواة، وكثر "هني اللي بدهم حبس