إطلالة فرنجية من بكركي دون إعلان ترشحه «بالون اختبار»

التقييمات الأولية لإطلالة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الرئاسية من منبر البطريركية المارونية في بكركي تذهب الى اعتبار خطوة الرجل «بالون اختبار» لردود أفعال معارضيه، وبالذات الكتل النيابية المارونية.

واختيار فرنجية بكركي لإعلان برنامجه الرئاسي له اكثر من معنى، أولا للتأكيد على مارونيته، بموازاة تبني ترشحه من جانب الثنائي الشيعي (امل وحزب الله)، وثانيا لأن بكركي منبر مفتوح للجميع، يستطيع ان يقول ما يريد، دون مناقشة او اعتراض من أحد، وإلا كان بوسعه، ان يعقد مؤتمرا صحافيا في أي مكان آخر.

يضاف الى ذلك، تساؤل مصدر كتائبي، ما اذا كان الفرنسيون طلبوا منه اعتماد منبر بكركي، لخفض منسوب الصدود عنه؟

الراهن ان فرنجية تحدث من بكركي بلغة المرشح الأول والوحيد، من دون اعلان ترشحه رسميا، وفي قناعته ان ميشال عون صار رئيسا بتكليف من طرف واحد، فكيف اذا كان هو مدعوما من بكركي أيضا، وقد سمع من البطريرك الراعي نصيحة بأهمية وضع يده بيد معارضيه، ولاسيما القوات اللبنانية والتيار الحر، وكان جوابه: ان ابوابه مفتوحة، وقد أتته نصيحة اخرى بأن يقرع باب «معراب» و«ميرنا الشالوحي».. فتكون انطباع لدى الحاضرين، بخشيته من عدم التجاوب معه، حيث قال: أنا أدعو كل السياسيين في لبنان الى قراءة الأمور كيف تجري في المنطقة، وأنا مستعد لتطمين كل من لديه مخاوف وطنية، واعدا بممارسة صلاحياته بمسؤولية وطنية لا كيدية شخصية.. وتعهد بإجراء حوار وطني حول الاستراتيجية الدفاعية.

وردا على سؤال، نفى فرنجية وجود «فيتو» عربي على اسمه، وقال: ان علاقته الشخصية مع الرئيس بشار الأسد، يمكن توظيفها لصالح البلد، وخصوصا على صعيد اعادة النازحين.

المصادر المتابعة، استنتجت من برنامج فرنجية الرئاسي، ما يوحي بالقول: اما أنا أو لا رئيس. وحتى ان عرضه الرئاسي مقابل «الاستراتيجية الدفاعية» مع حزب الله، مشوب بعلة كون مثل هذه الاستراتيجية الدفاعية، هي فعل قرار السلطة التنفيذية، ما يعني وجوب ان يكون هناك رئيس حكومة من الضفة السياسية الأخرى، مشروطا بألا يكون من اعضاء المنظومة الحالية، ولا من نادي رؤساء الحكومة السابقين، لا يداري ولا يدور الزوايا، حتى لا تتحول الاستراتيجية الدفاعية الى ما آلت اليه في بعض المحيط العربي.

وهذا ما لمسه رئيس حزب الكتائب سامي الجميل من الفرنسيين، خلال لقائه المستشار الرئاسي باتريك دوريل، بأنه لا مانع لدى باريس من وصول فرنجية الى بعبدا ضمن معادلة متوازنة وضمانات وازنة، وبحسب اذاعة «صوت لبنان» الكتائبية فإن الجميل ابلغ الفرنسيين بأنه لا مشكلة شخصية مع فرنجية، لكن المشكلة مبدئية مع عرابيه في الداخل والاقليم، ما يجعل من الرئيس المقبل، رئيسا «مصروفا»، كما أشعر من يعنيهم الأمر بأن عادة الرضوخ لاملاءات حزب الله عند كل استحقاق، لا تخدم المشروع السيادي وفكرة اعادة بناء الدولة، وان موقفه، اي الجميل، نهائي، على امل ان يكون موقف المعارضين لانتخاب فرنجية من حلفاء الامس، واليوم، وخصوصا الامس نهائيا.

لكن ما أمله الجميل، لم يتحقق، في اول استحقاق خاضته المعارضة بوجه حلفاء فرنجية، في موضوع تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية، حيث انضم نواب التيار الحر إلى ثنائي امل وحزب الله، عرابي تأجيل هذه الانتخابات، بحيث وفروا لاقتراح التمديد اكثرية 73 صوتا، ستكون أكثر من كافية لإيصال سليمان فرنجية الى القصر الجمهوري، بعد تأمين نصاب الثلثين، والتي ظهر معها، ان الخلافات بين جبران باسيل وحزب الله، تختفي عند الاستحقاقات الأساسية.

وعقدة فرنجية ستكون هنا في نصاب الثلثين (86 نائبا) من اصل 128 هو عدد اعضاء مجلس النواب اللبناني، الذي قد يتعذر تأمينه، في حال مقاطعة النواب الـ 55، الذين رفضوا التمديد للبلديات والهيئات الاختيارية، والذين يشكلون اكثر من الثلث المعطل للجلسات.

«النهار» البيروتية، رأت ان الخطوة التالية، هي بانتظار اللقاء الخماسي، ونقلا عن مصدر ديبلوماسي فرنسي ان انتخاب فرنجية مستحيل، لأن هناك ثلاثة ملفات تعتبرها «اللجنة الخماسية» المتابعة للملف الرئاسي اللبناني أساسية، وهي: أولا: ترسيم الحدود البحرية والبرية مع سورية، وثانيا: القيام بالإصلاحات الهيكلية المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي، وثالثا: وضع تصور للاستراتيجية الدفاعية التي من دون تطبيقها لا يمكن عودة الثقة الى لبنان. وفي هذا السياق، هناك توافق دولي واقليمي وداخلي حول اهمية تصور افضل الحلول لتحقيق ذلك ومن هو او هم المرشحون الافضل لتنفيذها، مما يعني ان انتخاب فرنجية مستحيل بحسب المصدر الديبلوماسي الفرنسي.