محليات

“الحزب” يغتال الكيان… كان يعلم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب جاد دميان في “المسيرة” – العدد 1731

تنوّع الخيارات الفكريّة والسياسيّة في أي بلد يخلق مساحات واسعة للنقاش والتنافس في سبيل تطوير المجتمع وتأمين رفاهية المواطنين.

الرفاهية لا تقاس بكميّة المأكل والمشرب بل بمساحة الحريّة التي تُخلَق في الأوطان من أجل تعزيز قيمة الفرد في المجتمع، ومن خلاله قيمة المجموعة.

المسار الإنحداري الذي يعصف بلبنان منذ أن تحكّم «حزب الله» بمفاصل الدولة والمؤسسات في لبنان خطير، ويُنذر بمحاولاتٍ فعليّة لقتل لبنان وفرض سطوته أو الوكالة أو الترهيب على رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، بما تمثله من ركائز وقيم.

• في العلاقة مع السياسيين: أثبتت المحكمة الدولية مسؤولية «حزب الله» في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهيد باسل فليحان ورفاقهما، ولعلّ أغلبيّة الشعب اللبناني لم تكن في حاجة الى انتظار حكم المحكمة الدولية كي تتّهمالحزب بكافة الإغتيالات السياسية التي طالت قادة 14 آذار ورموزها.

• في مفهوم السيادة: يستبيح «حزب الله» المعابر البريّة والبحريّة والجويّة، ويستخدمها في عمليات مشبوهة خارج إدارة سيطرة الدولة اللبنانيّة، مما يعرّض الإقتصاد والأمن وحياة اللبنانيين للخطر!

• تحكّم «حزب الله» بقرار الحرب والسلم: سبق وكلّف لبنان حربًا في العام 2006، كانت خلاصتها في النهاية العبارة الشهيرة «لو كنت أعلم» في رسالة واضحة على عدم تقدير خطورة الخطوة وإنعكساتها.

• في التعاطي مع المؤسسات الشرعية: إنقضاض «حزب الله» على الركيزتين الأساسيتين لقيام أي دولة في العالم، وهما: الأمن والقضاء، فيسعى جاهدًا الى تطويق قائد الجيش العماد جوزيف عون ومحاولة توريطه في مناوشات ومعارك مختلفة، من دون إغفال التلميح الى مطالباته المبطّنة بضرورة إستبداله. كما أنه لا يمكن ذكر الجيش اللبناني من دون التطرق الى الضابط الطيار سامر حنا الذي اغتيل لمجرّد هبوطه بطوافته في منطقة محسوبة على «حزب الله».


• من ناحية أخرى، عمليات الترهيب ومحاولات العزل مستمرّة من أجل كفّ يدّ القاضي طارق البيطار عن ملف تفجير 4 آب. وحيث كان واضحًا في التهديد بـ«قبع» القاضي البيطار في حال إستمراره في المنهجية التي يتبعها.

• في السياسة: شيطنة دائمة لكل السياديين وكل من يخالفه الرأي، عبر قيادة حملات إفتراء وتجنٍّ وإتهامات بالعمالة. بالإضافة الى السعي لتوريطهم في احتكاكات مباشرة على الأرض، تمامًا كما حصل في غزوة عين الرمانة ومحاولة خلق أنماط تعبير جديدة.

• في البعد التاريخي والوطني: محاولة ضرب البطريركية المارونية، وهي التي أعطي لها مجد لبنان، والتي تشكل الركيزة الأساسية في أساس قيام الكيان اللبناني. فما حصل مع المطران الحاج لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، بل هو عمل ممنهج من أجل تدجين البطريركية المارونية وحرفها عن القيام بدورها الوطني والتاريخي. فسقف البطريركية المرتفع في وجه «حزب الله» ومشروعه، يغيظه، فيسعى جاهدًا لاستقدام قاضٍ ينفّذ تعليمات المنظومة هو القاضي فادي عقيقي من أجل خلق ملفات وهميّة.

مما لا شك فيه أن إستمرار نهج «حزب الله» داخل المؤسسات الشرعية، يعني عمليًا إنحلال ما تبقى من قيم تفاضلية يتمتّع بها لبنان، ويؤدّي حتمًا إلى انهيار المؤسسات ومفاهيم الحريّة والديموقراطية والسيادة، وثقافة الفرح والإنفتاح والشراكة والمحبة.

إن المعركة اليوم تحوّلت من معركة تيارات سياسية الى معركة بين من يريد قتل لبنان ومن يريد المحافظة عليه، كيانًا حرًّا مستقلًّا لجميع اللبنانيين.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا