تألمت وقُبرت وقُمت وصعدت وحلفت ألّا ترجع إلى لبناننا؟
أبشّرك يا أمّي:
1- صار لدينا دعايات على الإذاعات والتلفزيونات للسندويشات في لبنان "الميديا ستيت" وبقلب كل سندويش نصف كيلو لحمة تقريباً كما قالوا، وبطاطا وخردل وخضرة "بس" بـ 75 الف ليرة، يا بلاش! يعني صرنا شعب عم ناكل بعضنا البعض... ونشبع وقاعدين ناطرين الثورة والشحاذة. ما في أحلى من هيك. لبنان الأخضر.
2- جان إيف لودريان قاعد عندنا أكثر من باريس. كلهم رايح جاي لعندو. مكتنز الوجع البعض بقولو عنو إنو عودة مكشوفة للإستعمار، والبعض بيعتبروا إنو حتى الفرانكوفونية استعمار واستحمار.
يا للأسف. تذكرتِ باريس مربط خيلنا؟ دعوتك إليها مرّتين.
اجتمعوا في قصر الصنوبر بممثلي الدولة وممثلي الأحزاب وممثلي الثورة في لبنان وخرجوا معظمهم بعد اللقاءات بمواكب سيارات ضخمة سوداء معتّمة ولامعة ما قدرنا نعرف الفرنساوي من اللبناني. وقعت الثورة ونفّست لأنّو الثورة المضادة أقوى معهم مصاري كثير كثير يا أمّي وقرايبنا والبشر تعبوا وهم يعدون أعداد الثوار بالسين وبالثاء. كل يوم في سورة. وعلى سيرة العتمة:
3- طلع وزير الكهرباء البارحة وهو من بيت الغجر أو الغجري ما لحّقت أكتب إسمو، وطمأننا أننا عائدون إلى العتمة الشاملة نعم عائدون نركّب بطّاريات بكل غرفة ونشحنها وبتصير اللمبات البيضاء معلّقة فوق كل باب. كان سعيداً هذا الغجري ويضحك عندما بشّرنا. بتتذكّري العتمة في القبر قبل ما تتطلع روحك ع السماء؟
لبنان مع أحد الأوزار نسيت إسمو عم بزلّطنا وصار قاعد معو لبنان بعتمة القبور لا جسداً لنا ولا روح.
نعم يا أمي. اللسان اللبناني يدور مثل دواليب اللوتو في بلادنا وهو أقوى من الأرض والشرف والتغيير والثورة. ألسنة ترغي في حقول اللغات والسفارات وأمام المبعوثين في العالم لكنّها ألسنة بحاجةٍ لمن يبريها لتُصقل بشكل اليراع أعني القلم الحادّ أو السبابة أو السيف أو البندقية كي يفهم الناس ويهبّون في وجوه عصابات الهولاكيين.
الحبر مجاري لمياه الحريّة في الحضارة، لكن الكتابة صارت تافهة في ولادات النصوص اللبنانية وتواريخها ونظافتها وثوراتها وعشقها للقشور والمستنقعات الفاسدة قولاً وكتابةً وممارسة لا تنسف المتسلّطين منذ ما قبل الميلاد.
أنا صرت أتمتم وأهدل مثل ذكور الحمام الجائع في الطرقات وفوق الشرفات لا كما الآدميين في العالم. نتحوّل إلى حضارة الصوت غير المفهوم. ندوخ ونتقيّأ ونهذي فور صعودنا إلى منبر أو شاشة بانتظار الجائزة اسمها بلبنان "البونس" .
في البدء كانت الكلمة، قال المسيح (السلام على إسمو مبارح قام من القبر وما راح يرجع لا إلى فلسطين ... ولا إلى لبنان).بروفسور نسيم الخوري
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|