مطرانا حلب في المجهول رغم "نزول" الروس في المنطقة فهل من "تغييب 2"؟
هل تتحوّل قضية مطران حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس بولس يازجي، ومطران حلب للسريان الأرثوذكس يوحنا ابراهيم، الى قضية "تغييب 2"، تماماً مثل قضيّة الإمام موسى الصّدر؟
فبعد عشر سنوات من اختطافهما، صدرت مؤخراً بعض المواقف عن بعض الشخصيات القريبة من محور "المُمانَعَة"، التي تحدّثت عن وفاتهما منذ عام 2013، والتي دعت الى الابتعاد عن الدعاية السياسية في قضيّتهما، والى احترام المشاعر الإنسانية في هذا الملف، وذلك عبر الإعلان عن تلك الحقيقة.
فهل هذه إشارة سوريّة أولى مثلاً، لتحضير الإعلان الرسمي عن وفاتهما؟ ولماذا تأخّر الاعتراف بذلك حتى الآن؟ وهل هناك خشية من كلفة معيّنة للإعلان عن هذا الأمر؟
وماذا عن روسيا الموجودة في سوريا منذ أيلول عام 2015، والتي باتت تتمتّع بعلاقات جيّدة مع الأتراك، كما مع جهات عدّة في المنطقة، خلال السنوات الأخيرة؟ ولماذا لم يحقّق الروس أي خرق على مستوى كشف مصيرهما حتى الساعة؟
شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "لا كلفة سياسية من جراء إعلان أي خبر يتعلّق بموضوغ اختطاف المطرانَيْن. وبالتالي، الصعوبة لا تتعلّق بالشقّ السياسي، بل بإعلان أي جديد من مستوى الوفاة مثلاً، من خارج الأُطُر الرسمية، أو شبه الرسمية على الأقلّ".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المطرانَيْن لم يكونا كبيرَيْن جدّاً في السنّ عندما اختُطِفا. وهذا يعني أنه رغم مرور عشر سنوات على المأساة، إلا أنه من المُمكن أن يكونا بصحة جيّدة في ما لو كانا على قيد الحياة حتى الساعة. ومن هذا المُنطَلَق، ليس سهلاً الإعلان عن أي شيء غير رسمي في شأنهما. هذا فضلاً عن أن هناك صعوبة أخلاقية، وإنسانية، وبشرية للإعلان عن وفاتهما، خصوصاً في ظل انعدام توفُّر أي إثبات أو دليل رسمي، أو حتى أي بيان من جهة رسمية، يقول إنهما قُتلا".
وأشار المصدر الى أنه "إذا أعلن أحدهم عن وفاتهما، أو إذا بات الجميع يتصرّف على أساس ذلك، فمن المنطقي أن ترتفع الأصوات القائلة في المقابل، كيف عرفتم وتأكّدتم من أنهما توفّيا؟ وما هي الأدلة على ذلك؟ وأين هما؟ ولماذا لا توجد معلومات عن جثتَيْهما؟ ففي النهاية، يحقّ للجميع أن يعرفوا تلك التفاصيل، مهما كانت التطورات التي حلّت بهما. وبالتالي، من يمكنه أن يجيب، أو أن يقدّم أي معلومة، أو أي تبرير على هذا المستوى؟".
وردّاً على سؤال حول عدم تقديم الروس أي جواب في هذه القضية، رغم وجودهم في سوريا والمنطقة منذ سنوات، أجاب:"لا جواب قاطعاً حول تلك النّقطة، ولا معلومات واضحة في هذا الشأن".
وعن إمكانية أن يتحوّل ملفّهما الى قضية شبيهة باختفاء الإمام موسى الصدر في عام 1978، وأن يطول الحديث عن "اختفائهما" لما بعد عقود طويلة مثلاً، أكد المصدر:"لا. لا مجال لذلك".
وختم:"لا نيّة لدى الأطراف المعنيّة بقضيّة اختطاف المطرانَيْن لاستعمالها في أي استثمار سياسي. ولا أحد يتعاطى مع هذا الملف لغايات سياسية، بل انطلاقاً من الحسّ الوجودي فقط".
أنطون الفتى - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|