محليات

الثلاثي المسيحي "يقترب" من مرشّح توافقي.. و"حزب الله" والوطني الحر" يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يبدو أنّ الرئيس نبيه برّي قد تلقّى تحذيراً أميركياً غير مسبوق كنّا أشرنا إليه في "أساس"، نقلاً عن مصادر أميركية بتاريخ 5 آذار الماضي، عن "أسماء لن تنجو لأنّها مرتبطة بعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية". لكنّها المرّة الأولى التي يُذكر فيها الرئيس برّي بالاسم وليس بالتلميح أو بالإشارة إلى مقرّبين منه.

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديموقراطي روبرت مانديز وزعيم الأقلية في اللجنة الجمهوري جايمس ريتش، بعثا رسالة "نقدية" إلى الرئيس الأميركي جو بايدن عن الوضع في لبنان والسياسة المتّبعة تجاه الأزمة اللبنانية.

اللافت في الرسالة أنّها موقّعة من جناحي النظام في الولايات المتحدة الأميركية، ومن رجلين يمكن اعتبارهما "الأقوى" و"الأكثر تأثيراً" في مجلس الشيوخ، وقد عرضا بواسطتها مراحل العقوبات الأخيرة التي طاولت مقرّبين من الحزب ومتعاونين معه، وما هو مطلوب في المرحلة المقبلة.
في نصّ الرسالة تعبير عن "ارتياح" للعقوبات الأخيرة على حسن محمد دقو ونوح زعيتر، "وهما لبنانيان مرتبطان بالحزب، وذلك لدورهما في تهريب الكبتاغون نيابة عن نظام الأسد، وكذلك على شبكة ناظم سعيد أحمد، مموّل الحزب". كما عبّرت الرسالة عن "السرور" لـ"إعلان العقوبات على ريمون وتيدي رحمة، المرتبطين بالحزب، لدورهما في بيع الوقود الملوّث في لبنان".

تأتي بعدئذٍ الفقرة الأهمّ والجديدة في الرسالة لتعبّر عن "إحباط من الجمود السياسي المستمرّ الذي صمّمه الحزب وحلفاؤه، مثل نبيه بري، لإضعاف المعارضة في مواجهة مرشّحه المفضّل على حساب المرشّحين الذين يتمتّعون بدعم أوسع وأكثر استعداداً لمواجهة تحدّيات لبنان العديدة".
تلاقي هذه الرسالة كلاماً سابقاً عن عقوبات أميركية ستُفرض على مقرّبين من الرئيس بري في حال استمرار واقع الحال على ما هو عليه. وفي عين التينة حذر وترقّب وارتباك وتشاؤم يعبّر عنه رئيس المجلس أمام زوّاره.

بين عبد اللهيان والسعوديّة؟
بالتزامن كان وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان يزور لبنان وفي جعبته رسالة "توافقية". إذ أعلن في مؤتمر صحافي، ردّاً على أسئلة الصحافيين في المبنى الجديد لسفارة إيران في ضاحية بيروت الجنوبية، أنّ إيران "تنصح أصدقاءها بشكل أخوي"، وأنّه "استناداً إلى الدستور اللبناني لا يُنتخب رئيس الجمهورية إلا بالتوافق".
جاءت زيارة عبد اللهيان وسط كثير من الترقّب. وهي الأولى بعد الاتفاق السعودي الإيراني في الصين. وقد التقى الأمين العام للحزب، وزار مارون الراس على حدود فلسطين المحتلّة، ثمّ عاد إلى بيروت ليرمي كلمة السرّ: "التوافق". وأكّد ثبات "محور المقاومة" على مواقفه: "جيش، شعب، ومقاومة". والأرجح أنّه وضع الحزب في أجواء التفاهم الإقليمي الجديد انطلاقاً من موقع القوّة وليس من منطلق الاستسلام.


لكنّ الزيارة حاكت أيضاً المزاج السعودي في تعبير الوزير الإيراني عن دعوته إلى التوافق. وفي المعلومات أنّ ما قاله عبد اللهيان في مؤتمره الصحافي عن الدعوة إلى توافق لبناني على الرئاسة كان قد ترجمه في نقاشه مع الحزب.
تحدّث مصدر متابع لهذه الزيارة عن "هدوء الساحات المشتركة الإيرانية والسعودية، وبالتالي التراجع عن الخطاب التصعيدي والتحدّي". ولأنّ المشهد متشابك من طهران إلى الرياض ثمّ واشنطن وبيروت، فلا شكّ أنّ الملف الرئاسي قد دخل مرحلة جدّية مختلفة على عدّة مستويات. فطهران تسعى إلى الانفتاح. ولهذا كانت خطوة دعوة نواب من مختلف الاتجاهات إلى السفارة مبادرة جدّية على الرغم من أنّها لم تُلبَّ بالشكل الذي تتمنّاه طهران. كذلك دعت السفارة صحافيين "من المحور الآخر" للمرّة الأولى إلى هذا النوع من المؤتمرات الصحافية.

معراب - اللقلوق - بكركي
بالتزامن مع المعطيات الخارجية، يقوم النائب غسان سكاف بمسعى داخلي لتوحيد صفوف المعارضة حول اسم مرشّح للرئاسة. ولكن يبدو أنّ الأهمّ هي تلك المفاوضات التي تُخاض بالسرّ.
وفق معلومات "أساس"، تقوم الأحزاب المسيحية المتّفقة على رفض رئاسة فرنجية بحوار مباشر وبالواسطة في إمكانية الاتفاق على رئيس برعاية بكركي. وهي فعلاً قد وصلت إلى قواسم مشتركة، لكن لم تفصح عنها بسبب غياب أيّ نيّة جدّية حتى الآن لفتح أبواب مجلس النواب. خطّة هذه القوى المعارضة هو الإعداد لعملية انتخابية في حال اتّخذت الأمور هذا المسار، والتحضير لتعطيل النصاب في حال تحقيق رئاسة فرنجية بـ65 صوتاً.


أمّا التيار الوطني الحر الذي يطالب بأن يكون شريكاً حقيقياً في تسمية الرئيس ولن يرضى بخيار المعارضة، فيؤكّد نوابه، ولا سيّما النائب جيمي جبور المقرّب من رئيس التيار جبران باسيل، أنّهم لن يذهبوا للاقتراع لفرنجية تحت أيّ ظرف ولو كان المسار يقود إلى رئاسة قائد الجيش جوزف عون.
إذاً في الكواليس حراك جدّي، حراك معارض يلاقي الحراك الخارجي الذي بدأت إشارته بالظهور جليّة باتجاه ذهاب اللبنانيين إلى التوافق على رئيس يقود التسوية والحلّ السياسي والاقتصادي. وهذه رسالة ستسمعها القوى اللبنانية من الموفدين الخارجيين المقبلين على لبنان في الأيام الآتية.

المصدر: اساس ميديا - جوزفين ديب

من ناحية أخرى، 

يبدو أن «حزب الله» أعاد النظر بسياسة التصعيد التي انتهجها، الأسبوع الماضي، حين خير القوى السياسية بين مرشحَيْن: رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، أو الفراغ؛ إذ أقر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، يوم أمس، بأنه «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: «نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة، لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثثناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم، وقلنا: تعالوا لنتباحث. لكن ثمة مَن ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحاً للرئاسة، ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد، ويتهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون».
ويأتي موقف رعد هذا بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى بيروت، وسط معلومات عن أنه نصح حلفاءه بتهدئة الخطاب الإعلامي، والدفع نحو التوافق الداخلي، وذلك بعد تصعيد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، واعتباره أن «البلد أمام مرشحَين: أحدهما جِدّيّ والآخر هو الفراغ»، داعياً لحسم خيارنا اليوم باختيار الأقرب إلى الفوز بالرئاسة.

ورغم خلافهما على المرشح الرئاسي الواجب السير به، في ظل تمسك الحزب حتى الساعة بمرشحه، الوزير السابق فرنجية، يبدو أن هناك تقاطعاً بين الحزب و«التيار الوطني الحر» على وجوب حصول تفاهم مسبق بين القوى السياسية على اسم الرئيس العتيد، وهو ما عبر عنه عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب آلان عون، الذي اعتبر أنه «لا انتخاب لرئيس من دون حد أدنى من التفاهم وأكثرية واضحة، حتى لو كان يجب التسليم بأنه لن يحصل إجماع في ظل مجلس نيابي مشرذم إلى حد كبير بين كتل متوسطة وصغيرة، خلافاً لمجالس سابقة كانت 3 أو 5 كتل فيه تضم أكثرية ساحقة من النواب»، لافتاً إلى أنه «ما دام الفريقان شهرا سلاح التعطيل، في حال شعر أحدهما بنجاح مرشح الفريق الخصم، فإن الكلام عن الذهاب إلى المجلس والتنافس بين مرشحَين أو أكثر يبقى قابلاً للتشكيك».

ورأى عون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اتفاق «التيار الوطني الحر» مع المعارضة على مرشح، فيما لو حصل «سيشكل وسيلة ضغط في مفاوضات جرّ الفريق الآخر إلى حل وسط، بدل أن يكون فرصة جدية لانتخاب رئيس، ما دام هناك انتخاب رئيس من طرف واحد يبقى مهدداً بسلاح تعطيل النصاب»، مضيفاً: «بجميع الأحوال، ما زالت القوى التي ترفض خيار فرنجية عاجزة عن الاتفاق على اسم فيما بينها أولاً، ومع التيار ثانياً، دون أن يعني ذلك استحالة تحقيق خرق في لحظة ما».

وعن إمكانية أن يحصل تفاهم، ولو متأخراً، مع «حزب الله»، على مرشح رئاسي، قال عون: «لم يحصل أي تقدم مع (حزب الله) في الموضوع الرئاسي، وما زالت المواقف متباعدة، دون أن نستبعد أن التطورات الخارجية ممكن أن يكون لها تداعيات تغير معطيات الاستحقاق الرئاسي ومواقف الأفرقاء كافة»، موضحاً أن «عدم تسمية (التيار الوطني الحر) لمرشح حتى الآن يندرج في إطار التسهيل وعدم خلق تعقيدات إضافية، في حال تم الإصرار على مرشح واحد. نحن نترك الأبواب مفتوحة بانتظار إنضاج الاتصالات مع الكتل الأخرى؛ ما يسمح بليونة أكبر للتوصل إلى توافق».


وفي السياق عينه، أكد عضو تكتل «لبنان القوي»، النائب جيمي جبور، أنه «لا يمكن أن نذهب إلى انتخاب رئيس تيار (المردة) سليمان فرنجية تحت أي ظرف من الظروف»، مشيراً إلى «أننا نحن وقوى المعارضة متفقون على عدم انتخاب فرنجية، والمعارضة مطالبة اليوم بالانتقال من السلبية إلى الإيجابية، وأن تقدم التنازلات، وهذا يعني الاتفاق جميعاً على قواسم مشتركة».
وترفض «القوات اللبنانية» المنطق القائل باتفاق مسبق على رئيس قبل التوجه لانتخابه. وشدد النائب عن حزب «القوات»، غسان حاصباني، على أن «أي جلسة معلبة مسبقاً لانتخاب رئيس هي انقلاب على الدستور»، لافتاً في حديث تلفزيوني إلى أنه «ليس المطلوب التفاهم على رئيس، بل انتخاب رئيس وفق منطق الديمقراطية؛ فعقد جلسات للانتخاب ليس عملية انتقائية».

وأضاف حاصباني: «نحن لا نلعب (فتة ورق)، ليطالبنا الفريق الآخر بطرح أسماء؛ فليفتحوا مجلس النواب، وحينها سيكون للمعارضة مرشح، فلدينا مروحة أسماء، ونملك رؤية للمرحلة».
من جهته، قال النائب عن حزب «الكتائب» إلياس حنكش: «لم يعد لدينا والشعب اللبناني ما نخسره، وسنقوم بكل ما هو متاح لمنع فرض رئيس جمهورية من قبل الفريق الآخر، ولنا الشرف أننا اتخذنا الموقف عينه سابقاً».

المصدر: الشرق الاوسط - بولا اسطيح

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا