كلفة السفر ثلاثة أيام سياحة تساوي ليلة "الشاليه" بلبنان
يقول الإعلان أن بإمكان الراغبين بزيارة الأردن، من لبنان، والسياحة فيها لمدة ثلاثة أيام، أن يدفعوا 240 دولاراً أميركياً، تتضمن النقل براً ضمن وسيلة نقل حديثة ومُريحة، وليلتي الفندق مع الفطور، وبدل الدخول إلى الأماكن السياحية مثل آثار بترا، وزيارة البحر الميّت.
بالمقابل، يقول إعلان آخر أن بإمكان الراغبين باستئجار "شاليه مع مسبح" بغرفتي نوم داخل لبنان، لليلة واحدة، أن يدفعوا 200 دولار.
هذه الإعلانات ليست مزحة، ولا هي برنامج "كاميرا خفيّة". فتقارب الأسعار بين الإعلانين لا علاقة له باختلاف التقديمات، وأسعار الشاليهات الخاصة في لبنان، المكونة من غرفتي نوم، تتراوح بين 150 و350 دولاراً لليلة الواحدة، بينما أصبحت الفنادق، 4 و5 نجوم، أرخص منها.
كلفة التشغيل مرتفعة.. والربح أيضاً
عام 2020، بعد الشهرة الواسعة التي اكتسبتها "الشاليهات الخاصة" في لبنان، التي ذاع صيتها خلال زمن كورونا، وصعوبة السفر إلى الخارج بسبب الأزمة الاقتصادية، قرر أحمد بناء الشاليه الخاص به في أرض يملكها في الجنوب، بهدف استثماره وتأجيره، وخلال عام وثلاثة أشهر كان العمل قد انتهى، وفي ربيع 2022 عرض الشاليه للتأجير، حسب ما يقول في حديث لـ"المدن".
يُشير الشاب إلى أن الشاليه الذي يتسع إلى 4 أشخاص، ويضمّ مسبحاً ومكاناً للشوي، ومساحة خضراء صغيرة، كلّفه حوالى 35 ألف دولار أميركي، من دون احتساب ثمن الأرض، وقرر تأجيره بـ180 دولاراً لليلة الواحدة، مفصّلاً الكلفة على الشكل التالي:
كلفة الكهرباء عبر المولد الخاص الذي يعمل حوالى 10 ساعات ليلاً، بسبب وجود نظام الطاقة الشمسية نهاراً. وهذه الكلفة تصل إلى مليون ليرة خلال العشر ساعات. كذلك هناك في أيام الصيف كلفة شراء المياه، حيث يحتاج الشاليه إلى نقلة مياه 15 برميلاً كل يوم، وكلفتها تصل إلى مليون ونصف المليون ليرة. كذلك هناك كلفة مواد التنظيف وتعقيم المسبح، ومستلزمات الشاليه اليومية. وهناك كلفة متحركة للصيانة الداخلية والخارجية بعد الاستعمال، وأيضاً الأرباح التي يُفترض ان تكون قادرة على تغطية كلفة الإنشاء خلال 5 سنوات.
حسب الرجل، فإن أسعار الشاليهات مرتفعة لأن أصحابها استثمروا المال لتحقيق مكاسب. وهذه الأماكن تعمل 5 أو 6 أشهر على الأكثر، من شهر أيار حتى أيلول. وبالتالي، هل يمكن لأصحابها القول أنهم يربحون المال جراء استثمارهم بحال كان انتاجهم 500 دولار شهرياً فقط. مؤكداً أن هذه الأسعار لا تقف بوجه الزبائن، فالحجوزات تكاد تبلغ نسبة 100 بالمئة من حزيران إلى أيلول، علماً أن هذه الشاليهات لا تنتظر المغتربين بشكل أساسي، بل تعتمد على السياحة الداخلية. وهذا ما يمنحها تفوقاً في هذه المرحلة.
فنادق لبنان من الأرخص بالمنطقة
إذا كانت أسعار الشاليهات الخاصة مرتفعة للغاية، والطلب عليها يزداد بسبب اعتمادها بشكل أساسي على الداخل اللبناني، فإن نسبة الإشغال في الفنادق اللبنانية تشبه الطقس، هبات جيدة وهبات سيئة، يقول رئيس اتحاد "النقابات السياحية" ورئيس "المجلس الوطني للسياحة"، بيار الأشقر في حديث لـ"المدن"، مشيراً إلى أن مشكلة الفنادق الكبيرة، والتي تتحكّم بأسعار الغرف والأجنحة هي كلفة الطاقة، المتمثلة بالمياه والكهرباء.
لا يدخل الأشقر في أسعار الغرف كونها متغيرة حسب الفنادق وموقعها والخدمات التي تقدمها. لكنه يؤكد أنه نسبة لنوعية الخدمات المقدمة، فإن لبنان هو الأرخص في المنطقة، رغم ارتفاع كلفة التشغيل. ويضيف: "مهما قلنا عن صيف واعد أو فترة أعياد جيدة، فإن المقارنة لا تجوز بين الوضع الحالي حيث لا تتجاوز نسبة الإشغال في فنادق بيروت طيلة أيام السنة 35 بالمئة، والوضع ما قبل العام 2011 حين كانت النسبة في بيروت 85 بالمئة"، مشيراً إلى أن الفنادق لا يمكنها أن تعتمد على المغتربين، كون أغلبهم يملكون منازل في لبنان يحضرون إليها، بل تعتمد على السيّاح.
إذا ليست الأسعار في الفنادق هي من يُعيق حركتها، بل تناقص أعداد الرواد الذين يقصدون الفنادق، علماً أن كلفة التشغيل مرتفعة جداً، بسبب نقص المياه، ويتم شراؤها عبر الشاحنات، وكلفة الصهريج 60 دولاراً. علماً أن بعض الفنادق تحتاج إلى 10 صهاريج يومياً. وهذا عدا غلاء كلفة إنتاج الكهرباء من المولدات.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|