"وصفته بالإرهابي"... إسرائيل "تعترف" بقتل مصور في قناة "الجزيرة"!
لماذا نسبة مستخدمي اليد اليسرى ضئيلة جداً؟
يتخطى عدد اليُمن (من يستخدمون يدهم اليمنى لإنجاز معظم أعمالهم) عدد العُسْر (مستخدمي يدهم اليسرى) كثيراً. لا شكّ في أنّ البحث في الدليل التطوّريّ قد يكون أقرب وسيلة لمعرفة السبب. عمل المهتمّون على استقراء نظريّة من هذا الدليل تبيّن لاحقاً أنّها تعاني ثغرة كبيرة. اليوم، حسّن العلماء هذه النظريّة بشكل يبدو أنّها تتمتّع بقوّة إقناع أكبر. فما هي هذه النسخة المحدثة؟
فرضيّة... ثمّ تصحيح
كتب روس بومروي في موقع "بيغ ثينك" أنّ كل تسعة من أصل عشرة أشخاص يستخدمون اليد اليمنى، وهو اختلال في توازن العدد حاول الباحثون منذ عقود تفسيره، من دون نجاح نهائيّ. إحدى الأفكار التي أُخذت في الاعتبار هي فرضيّة القتال، والتي تقترح أنّ استخدام اليد اليسرى يوفّر ميزة في القتال، لكن يقابلها ضرر عام للصحّة الجسديّة، ما يحافظ على ندرة العُسر بين السكّان. في الواقع، بين الذكور الذين تنافسوا تاريخياً بقوة على الموارد والتزاوج، ثمّة نسبة من العُسر أعلى بقليل من هذه النسبة لدى الإناث.
علاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أنّ العُسر يميلون إلى التفوّق على الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى في الرياضات القتاليّة، وكذلك في الألعاب الرياضيّة التي تتطلب التنسيق بين اليد والعين مثل كرة المضرب وكرة القاعدة والكرة الطائرة. هذا على الأرجح لأنّ اللاعبين غير معتادين على التنافس ضد العُسر بما أنّهم نادرون.
مع ذلك، ثمّة مشكلة كبيرة في فرضيّة القتال وهي أنّ عيوبها الصحّية المتوقّعة لم تتحقّق في الدراسات الكبيرة. عموماً، لا يبدو أنّ الأشخاص العُسر يعانون مشكلات صحيّة أكثر من الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى، أو أنّهم يعيشون حياة أقصر.
مع ملاحظة هذه المشكلة الصارخة، اقترح ثلاثة علماء من جامعة لوند في السويد وجامعة تشيستر في المملكة المتّحدة تحديثاً لفرضيّة القتال التي تتوافق توافقاً أفضل مع البيانات الحاليّة. في مقالة نُشرت في مجلة "سيمتري"، جادل ماتز لارسون وأستريد شيبمان وبول رودواي لمصلحة فكرة أنّ البشر الذين يستخدمون اليد اليمنى يتمتّعون في الواقع بميزة قتاليّة أكبر على امتداد معظم تاريخ جنسنا البشريّ، وهذا هو السبب في أنّهم أصبحوا أكثر عدداً. وأوضحوا أيضاً أنّه "عندما أصبح العُسر أكثر ندرة، اكتسبوا ميزة مفاجئة واستقرت نسب اليُمن والعُسر في مجموعة سكانية".
لماذا يمتلك اليُمن ميزة قتاليّة؟
وفقاً للباحثين، يتعلّق الأمر بموقع القلب وفكرة أنّ البشر قاموا بمعظم قتالهم بأسلحة يدويّة حادّة مثل الرماح الخشبيّة في معظم فترات وجود جنسنا البشريّ. يقع نحو ثلاثة أرباع القلب في النصف الأيسر من الصدر، ما يجعل الجانب الأيسر هدفاً معرّضاً لضربة مميتة. لاحظ الباحثون أنّه عندما يقاتل البشر بأسلحة طاعنة، تحدّد اليد المستخدمة لحمل السلاح منطقة الصدر المكشوفة.
ستدير قبضة اليد اليسرى الجانب الأيسر من الصدر، وبالتالي معظم القلب، نحو العدو. بينما ستديره قبضة اليد اليمنى بعيداً منه. علاوة على ذلك، يمكن استخدام الذراع اليسرى الحرّة لإزاحة ضربات الرمح في القتال. جماعياً، هذا يعني أنّ البشر الذين يستخدمون اليد اليمنى قد يكونون محميّين أكثر من الضربة المميتة.
بناءً على هذه النسخة الجديدة من فرضيّة القتال، يمكن إجراء توقّع رئيسيّ. بالنظر إلى عدم وجود عيب صحّي في استخدام اليد اليسرى وإلى أنّ القتال باستخدام الأسلحة الحادّة لم يعودا ضغطاً تطوّرياً، يجب أن نرى نسبة العُسر إمّا من دون تغيير في المجتمعات الحديثة أو تأخذ منحى تصاعدياً على نطاق واسع. تشير بعض الدراسات إلى أنّ استخدام اليد اليسرى قد ازداد في القرن العشرين، لكن من غير المؤكّد ما إذا كان ذلك يعود إلى أسباب وراثيّة أو ثقافيّة.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التفسير الجديد للانتشار الكبير لليُمن لا يزال إلى حدّ كبير فرضيّة تستند إلى تكهّنات من وقائع فسيولوجيّة وحكايات سلوكيّة مع مزيد من الدعم من مجموعات بيانات كبيرة، وإن كانت قائمة على الملاحظة. إنّ فرضيّة القتال المعدّلة مقنعة لكنّها لم تُثبت بعد.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|