بانتظار مَن يُبلغ فرنجية... GAME OVER
في تطوّر ستكون له تردّدات، علمت "نداء الوطن" أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أقرّ بإستحالة تسويق رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية بعد إنسداد إمكانية إحداث اختراق في الموقف السعودي، على الرغم من محاولات قام بها السفير الفرنسي السابق في لبنان إيمانويل بون، وبعد سقوط المحاولات السابقة التي قام بها مستشاره باتريك دوريل، ولذلك بدأ مع فريق عمله إجراء مراجعة للدور الفرنسي حول موضوع الرئاسة اللبنانية.
ونقلت مصادر في العاصمة الفرنسية عن مسؤولين في الإليزيه أن المقال الذي نشر امس في صحيفة "لو فيغارو" بقلم الكاتب والجيوسياسي الفرنسي رينو جيرار، إستفز ماكرون شخصياً، بحيث سارع الى إبلاغ مساعديه بضرورة البحث سريعاً عن البديل عن فرنجية، خوفاً من إنضاج تفاهم دولي إقليمي حول الرئيس العتيد، دون الأخذ بالإعتبار أي مشاركة فرنسية في هذا التفاهم.
وجاء في المقال أنه "ممّا أثار دهشة الإصلاحيين اللبنانيين، أنّهم علموا أن فرنسا كانت تشجّع سرّاً ترشّح سليمان فرنجية (إقطاعي تقليدي، متحالف تماماً مع محور دمشق – طهران) لمنصب رئيس الجمهورية، وتطلب من السعوديين إقناع النواب اللبنانيين السنّة بذلك". وتساءل الكاتب: "أليس من السذاجة أن تصدّق فرنسا أنّ فرنجية سيحافظ على وعده بتشجيع الإصلاح، بذريعة أنه صريح؟".
أثناء ذلك، لم يستمر طويلاً الانطباع الذي لاح في الايام الماضية، حول ركود خيّم على الاستحقاق الرئاسي، بعد موقف من الخارجية الاميركية في بداية الشهر الجاري، مقترناً بتحرّك للسفيرة الاميركية دوروثي شيا، ومتزامناً مع معطيات غير معلنة حول ما جرى في اللقاء الخماسي العربي الاخير في عمان.
واقترن هذا التحريك للاستحقاق بعنوانين رئيسيّين هما: إنتخاب رئيس جديد قبل نهاية حزيران القادم، وان يكون الرئيس المقبل "متحرراً من الفساد وقادراً على توحيد البلاد،" كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الأمر الذي يعني ان مرشح الممانعة فرنجية خارج هذه المواصفات. فهل هناك من سيأخذ على عاتقه إبلاغ الاخير أن "اللعبة قد انتهت" أي GAME OVER، خصوصاً أن "حزب الله" ينتظر فرنسا لتقوم بالمهمة، فيما فرنسا تتوقع ذلك ممن رشحه لبنانياً أي الرئيس نبيه بري؟
في المعلومات حول تحرّك السفيرة الاميركية الذي ترافق مع البيان الذي أذاعه ميلر، ودعا فيه القيادات السياسية في لبنان للتحرك "بشكل عاجل"، لانتخاب رئيس "لتوحيد البلاد وإقرار الإصلاحات المطلوبة على وجه السرعة لإنقاذ الاقتصاد من أزمته"، ان الديبلوماسية الاميركية خلال إجتماعها امس بالرئيس بري حثت على إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل نهاية حزيران المقبل حيث يصادف إنتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وكان موقف الرئيس بري الذي سمعته شيا، انه (أي بري) يرفض حصول فراغ حاكمية المركزي بما يؤدي الى قيام النائب الاول الشيعي وسيم منصوري بتصريف الاعمال، ما يعني ان هناك تزكية من رئيس البرلمان للجهود بالتعجيل في ملء الشغور في منصب الرئاسة الاولى.
وتأتي هذه "الهبّة" الرئاسية الاميركية الجديدة بعد أسبوع على الرسالة الخاصة التي بعث بها اخيراً رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مانديز، والعضو البارز في اللجنة جايمس ريتش إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، وتضمنت للمرة الاولى إنتقاداً لدور الرئيس بري في إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
وفي سياق متصل، إنطلقت مساعي "ترسيم" حدود المواقف من الانتخابات الرئاسية، تولاها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، الذي ينسق مع الرئيس بري، على الرغم من ان علي حمدان المستشار الاعلامي لبري نفى ان يكون تحرك بو صعب قد تم بتكليف من رئيس البرلمان.
تحرّك بو صعب إنطلق نهاية الاسبوع الماضي، بلقاء رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله" النائب محمد رعد، وواصله امس بزيارات متتالية بدءاً بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، ثم ّ كتلة "تجدّد"، ثم رئيس تكتل "لبنان القوي" جبران باسيل، وأخيراً رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، على ان يزور اليوم رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل. ووصف بو صعب جولته بـ"الاستكشافية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|