إقتصاد

متى سيُقال لنا اشربوا نفطكم أو استحمّوا و"اشتعلوا" به لأن لا أحد في العالم سيحتاجه بعد اليوم؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تعيش الكرة الأرضية صراعاً جيوسياسياً كبيراً بين بعض القوى الدولية التي تعمل على تسريع وتيرة جعل الطاقة الأحفورية في "أمتارها الأخيرة"، على صعيد استعمالات يومية عدّة، وبين بعض القوى النّفطية المصرّة على تمديد عقود تلك الطاقة، بمفاعيلها الهائلة على النمو الاقتصادي، وعلى معدلات التضخّم، وبالاستناد الى فقدان الابتكار (حتى الساعة) القادر على الحلول مكان النفط والغاز بالكامل في الصناعات والقطاعات الكبرى التي تحتاج الى الكثير من الطاقة المُستدامة، والتي لا يمكن تخيّلها من دون نفط وغاز، الى الآن طبعاً.

في أي حال، وتيرة "التحوُّل الطاقوي" تتسارع بأكثر من المُنتظر في بلدان عدّة، إذ إن مبيعات السيارات الكهربائية تواصل نموّها في السوق العالمية، لا سيّما الأميركية، والأوروبية، والصينية، وهي أسواق استهلاكية هائلة، و"ناضجة" (الأميركية والأوروبية تحديداً)، وهو ما سيخفّض الطلب على النّفط في المستقبل، وبأسرع من بعض التوقّعات والأرقام مع مرور الوقت، وسينعكس على قطاع الطاقة، وعلى تخفيض نِسَب الاستثمارات في مشاريع الطاقة الأحفورية بأماكن عدّة.

ووسط تلك "الأمتار الأخيرة"، يبحث لبنان عن دور "بدائي" له في مجالات النّفط والغاز، إذ إن سيره على طريق الإصلاحات ليس بألف خير، فيما تتسابق بعض القوى الإقليمية والدولية على أرباح الزمن النّفطي الأخير، ومنها تركيا التي أعلن رئيسها رجب طيب أردوغان عن اكتشاف حقل نفطي بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ألف برميل يومياً، وعن أن تركيا ستصبح دولة مصدّرة للطاقة.

فهل اقترب اليوم الذي سيُقال فيه للّبنانيين، إشربوا نفطكم، فلا أحد يحتاجه في العالم بعد اليوم؟ وماذا عن مستقبل النّفط والغاز في لبنان، البلد الذي تتضاعف الأثمان والفواتير السياسية التي يتوجّب عليه أن يتحمّلها، حتى يتمكّن من أن يُصبح دولة نفطية كاملة الأوصاف؟

شدّد الخبير الدولي في مجال الطاقة رودي بارودي على أن "العالم سيكون محتاجاً للطاقة الأحفورية بشكل دائم. فالطاقات المتجدّدة والبديلة عاجزة عن تسيير الطائرات، والبواخر، وعن تلبية حاجات الصناعات الثّقيلة، وهي ستساعد كثيراً على صعيد توليد الكهرباء في المنازل، وفي مجالات أخرى أيضاً، مثل السيارات الكهربائية".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "حاجة لبنان للإصلاحات، وللسماح للشركات بالعمل، ولإبعاد السياسة عن أي شيء يتعلّق بملف الطاقة. هذا مع العلم أن النفط والغاز حاجة لبنانية محليّة قبل الحديث عن تصديرهما الى الخارج".

وأوضح بارودي أن "لبنان بحاجة الى نفط وغاز من أجل مصانعه واقتصاده، ويمكنه تصدير وتسويق ما تبقّى منه. وبالتالي، الحاجة اللبنانية ماسّة لتنظيم الذات أولاً في مجال الطاقة".

وختم:"سواء ظهرت ثروات نفطية في تركيا، أو قبرص، أو في غيرهما من الدول، أو لا، فإنه يتوجّب على لبنان أن يركب الموجة النّفطية بتطبيق الإصلاحات، من أجل حاجاته، وتحسّنه الاقتصادي، ومن أجل أن يقدّم أمراً مُفيداً لشعبه. فالخوف الأساسي هو من أن لا يتمكّن شعبنا من استثمار الاكتشافات النّفطية في لبنان، ومن الحصول على الفرج الاقتصادي من خلالها. فتلك الثروة هي ملك الشعب اللبناني في الأساس".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا