"الفايبرومايالجيا": مرض صعب التشخيص... ولا علاج نهائي له

تعاني شريحة كبيرة من الناس من التهاب العضلات، وبخاصة عند التقدم في السنّ، لتبدأ الأعراض والألم بالظهور. فالتهاب العضلات هو مرض التهابي غير شائع يسبب ضعف العضلات ويؤثر في جانبَي الجسم. ولكن، يمكن لالتهاب العضلات أن يكون عارضا ومؤشّرا لمرضٍ آخر مؤلم وصعب التشخيص، وهو «الفايبرومايالجيا» أو الألم العضلي الليفي.

الفئة الأكثر عرضة!

عرّف اختصاصي جراحة العظام والكسور الدكتور أنطونيو شلهوب الألم العضلي الليفي أو «الفايبرومايالجيا» بأنّه حالة صحية تتميز بسوء النوم والتعب والتَّشوُّش الذِّهني والشعور بالوجع والتيبُّس في منطقة كبيرة من الأنسجة الرخوة، بما فيها العضلات والأوتار والأربطة، ويمتدّ الألم على الجسم ككلّ.

واكد أن النساء هنّ الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالألم الليفي العضلي من الرجال، وتكون نسبة إصابة النساء أكبر بحوالى سبعة أضعاف، حيث تُصاب النساء الشابات أو اللواتي في منتصف العمر عادةً بهذا المرض.

وعن سبب الإصابة به، لفت إلى أنه من غير المعروف سبب الألم العضلي الليفي، إلَّا أنَّ بعض الحالات قد تُسهمُ في حدوث الاضطراب، وتشمل النوم السيئ أو الإجهاد المتكرر أو الإصابة، كما قد يُسهِمُ الإجهاد الفكريُّ أيضًا في ذلك.

ماذا عن الأعراض؟

واشار شلهوب الى إنّ «الفايبرومايالجيا» مرض مزعج، يؤثّر بشكل أو بآخر في حياة الإنسان، وتتضمن أعراضه الأساسية، الحالات الاتية:

- ضعف العضلات المرتبط بالتهاب العضلات الأقرب من جذع الجسم، مثل تلك الموجودة في الوركين والفخذين والكتفين وأعلى الذراعين والرقبة.

- الإرهاق والتعب: غالبًا ما يستيقظ الأشخاص المصابون بالألم العضلي الليفي متعبين، على الرغم من أنهم أبلغوا عن نومهم لفترات طويلة.

- الصعوبات الإدراكية: يضعف أحد الأعراض الذي يشار إليه عادة باسم «الضباب الليفي» القدرة على التركيز والانتباه والتركيز على المهام العقلية.

- الاكتئاب والقلق.

- تسارع نبض القلب الوضعي.

- الإصابة بالصداع النصفي وأنواع أخرى من الصداع.

- التهاب المثانة.

-آلام في الوجه والفكين.

- زيادة الوزن.

واكد انه يمكن أن يؤدي مرض «الفايبروميالجيا» إلى ازدياد خطر الإصابة بحالات الروماتيزم الأخرى، حيث غالباً ما يحدث الألم العضلي الليفي مع أنواع أخرى من التهاب المفاصل، مثل التهاب المفاصل التنكسي، والتهاب المفاصل الروماتويدي.

لا علاج نهائي!

وكشف شلهوب عن أنه ما من علاج محدد أو نهائي لمتلازمة الآلام العضلية، فإن الحل يكون بتخفيف حدّة الأعراض وتحسين الأداء الوظيفي للأنشطة اليومية الاعتيادية. وشدد على ضرورة ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن للتعايش مع المرض بقدر المستطاع، إلى جانب العلاج الدوائي، واشار الى أدوية علاج الألم العضلي الليفي تتضمن مسكنات الألم ، مضادات الاكتئاب، أدوية ارتخاء العضلات ومضادات التشنج العضلي.

وعن الحمية الغذائية، قال شلهوب: على مرضى «الفايبرومايالجيا» تناول الفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، وتناول البروتينات الخالية من الدهون، وشرب الكثير من الماء، والتخفيف من كمية السكر والأطعمة التي تحتوي على الجلوتين في النظام الغذائي. وأخيراً الأهمّ، تجنب المأكولات التي تحتوي على المواد المضافة مثل الأسبارتام والغلوتامات.

شانتال عاصي - الديار