عربي ودولي

لماذا نتنياهو غير مؤهل لتولّي منصب رئيس الوزراء؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يواجه نتنياهو طوال حياته السياسية اختبارًا أكثر مصيرية في حياته كهذا. لقد وضع نفسه في حالة لا تطاق. إذا انتصر في المعركة على "إصلاحاته" القضائية فإنه يخسر لأن الجمهور لن يدعمها أبدًا كما يتضح من مئات الآلاف الذين تدفقوا إلى الشوارع لمدة 15 أسبوعا متتاليا لمعارضة ما يسمى بإصلاحاته القضائية. وإذا تم التوصل إلى حل وسط، فسيظل خاسراً لأنه حطم ثقة غالبية الجمهور به. وإذا فشل في تحقيق هدفه، فإنه يخسر، لأن حكومته ستنهار بالتأكيد لأن الإصلاح القضائي كان المنصة الرئيسية التي أبقت التحالف متماسكًا.

نتنياهو ضل طريقه. يعتقد أنه لا غنى عنه، ولا يمكن للبلد أن تعيش بدونه. كم هو مخطئ ومغرور بنفسه، لأن البلد سيكون أفضل حالًا بدونه. وبغض النظر عن كيفية انتهاء خطته المشؤومة لإصلاح القضاء، فإن ظلالها ستطارده. الإنجازات السابقة لنتنياهو ستدفن تحت وطأة مخططه الملتوي، إلا إذا حشد الشجاعة لمواجهة الحقيقة المرة وقدّم استقالته.
 
بدأ الزوال السياسي التاريخي لنتنياهو عندما شكل الحكومة الحالية، ووزع الحقائب الوزارية كالحلوى. لقد استسلم لطائفة مسيانية أمثال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين لا ينقطع تعطشهما لدماء الفلسطينيين. لقد حاصر نفسه من قبل هذين الفاسدين غير الكفؤين، اثنين من المرتدين الذين يؤمنون بالتفوق الروحي لليهود وحقهم الإلهي في وراثة أرض إسرائيل التوراتية بأكملها، دجالان يسعيان إلى تصفية الفلسطينيين إذا ما أتيحت لهما الفرصة لذلك.

ولثني بن غفير – الإرهابي المدان – عن الاستقالة في أعقاب تعليق التشريع، منحه نتنياهو غدرًا ميليشيا خاصة حرة لإرهاب عرب إسرائيل والفلسطينيين تحت الاحتلال، للتنمر ومضايقة اليهود الإسرائيليين العلمانيين. نتنياهو خان رؤية مؤسسي إسرائيل وقيمهم، وضحى بالأمة على مذبح مصلحته الذاتية ونهمه الذي لا يشبع للسلطة، هذا فقط للهروب من العدالة بدلاً من الوقوف شامخًا وتحمل اللوم. جعل نفسه معطلاً وغير لائق للحكم، حتى لو انتصر.

مزّق نتنياهو النسيج الاجتماعي الإسرائيلي مما تسبب في انقسام ينذر بالسوء بين الإسرائيليين. التوترات بين اليهود العلمانيين والأرثوذكس تتصاعد والهوة بين اليسار واليمين مشتعلة بشكل خطير والشرخ بين الأشكناز والمزراحيم آخذ في الاتساع. لقد أشعل نتنياهو احتجاجات جماهيرية غير مسبوقة والحديث عن صراع داخلي لا يمكن تصوره، حتى حول إمكانية حدوث حرب أهلية، ينتشر على نطاق واسع. لقد أصبح الوضع الآن يشكل خطرا على وجود إسرائيل ويجب الآن حرمانه من الاحتفاظ بتقاليد السلطة.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا