الصحافة

مولوي: لن نتراجع عن تسليمنا "داتا" النازحين

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

علمت "النهار" أن مسؤولاً في المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين أبلغ الجهات المعنية في وزارة الداخلية والبلديات استعدادها لتسليم "داتا "النازحين السوريين التي طلبتها الحكومة في جلستها برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي. ولا يخفي المسؤولون اللبنانيون على مختلف مشاربهم، الى الكتل النيابية، التعبير عن انزعاجهم من تعاطي المجتمع الدولي مع هذا الملفّ الذي يحتوي على رزمة من الأثقال والأعباء الملقاة على أصحاب الأرض.

وتحضر الداخلية لتكليف ضابطين من مديرية الأمن العام للتواصل مع المفوضية بغية إتمام عملية تسليم "الداتا" من دون أي نقص في وقت يجري فيه العمل على الطلب من المجالس البلدية والاختيارية إجراء مسوحات في كل المناطق لتحديد الأعداد الحقيقية للنازحين الذين يقطنون وينتشرون في أكثر من مكان. وكان وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي قد التقى في الأيام الأخيرة أكثر من سفير أوروبي يتابع هذا ملف النزوح وطلب منهم التدقيق جيداً في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، ولا سيما بعد استقباله هذه الأعداد الكبيرة من النازحين. وجرى لفت أكثر من سفير إلى أن لبنان على رغم ضعف إمكانياته المادية والاقتصادية استضاف السوريين وتعاون معهم أكثر من دول عدة في العالم التي لا تدعم هؤلاء سوى التذكير بمواثيق حقوق الإنسان وشرعتها.

وفي رد على سؤال لـ"النهار" يقول مولوي إن لبنان "لن يتراجع عن الحصول على هذه الداتا على أنواعها وهذا ما أبلغناه للمعنيين في المفوّضية"، وأنه سيستمرّ بهذا المطلب فضلاً عن ضرورة وضع خطة لعودة النازحين السوريين الى بلدهم مع وضع تواريخ لهذا المشروع.

وكان قد تناول هذا الموضوع بإسهاب مع نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان عمران رضا واتفقا على جملة من النقاط التي تساعد في رحلة طيّ صفحة النازحين مع تشديد لبنان على حقه السيادي في هذا الملف والتذكير بعدم تخطي المؤسسات الرسمية ولا أهله في دعم النازح السوري الذي لاقى الاحتضان من مختلف المكوّنات رغم كل الانقسامات السياسية في البلد مع ملاحظة وحدة اللبنانيين من مختلف طوائفهم على ضرورة النازحين الى بلدهم مع التوقف عند الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية والقضائية في متابعة النازحين وشجونهم.

وكان رضا قد تابع ملف النازحين مع مولوي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية النائب فادي علامة وتحدث مع الاثنين في إمكان التوصّل الى عودة النازحين وفق خطة تعافٍ تُنفّذ على أرضهم وتقديم المساعدات لهم داخل سوريا وتخطي حواجز العقوبات وقانون قيصر مع التطلع الى الحصول على مساعدات مالية من الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها وتحديداً في البنى التحتية والاستفادة من طريقة المساعدات الإنسانية التي تمت إبان وقوع الزلازل التي هزّت سوريا وتركيا وعدم تعرّض الجهات التي تقدّم هذا العون لعقوبات فضلاً عن تأمين ظروف هذه العودة بطريقة آمنة. ويشدد مولوي هنا على مشاركة لبنان في مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" في بروكسل الذي يحمل الرقم 7 وينظمه الاتحاد الأوروبي في حزيران المقبل ويتولى مهمة تأمين الأموال لمساعدة النازحين وهو محل متابعة واهتمام كبيرين عند ميقاتي.

وسيشارك لبنان في هذا اللقاء على غرار الجولات السابقة، ولا سيما بعد تصاعد الاهتمام بهذا الملف. وسيمثل لبنان في هذا اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ويعد ورقة لبنان التي سيعرضها على موقع صنع القرار الأوروبي في العاصمة البلجيكية. وسيجري تركيز موقف لبنان على الآثار التي سببها النازحون على لبنان مع الاشارة الى أن نصف عددهم الموجود في قد ولدوا في لبنان وأن كل هذه العوامل تهدد هيكل البلد ومستقبله.

ويُنتظر ما سترسو عليه الأمور في المنطقة قبل موعد القمة العربية في الرياض في 19 الجاري وتبيان مفاعيل التلاقي العربي مع سوريا والارتدادات الإيجابية للاتفاق السعودي-الإيراني، مع الإشارة الى أن لبنان لم يتلق بارتياح "تغييبه" عن اجتماع عمان في الأسبوع الفائت الذي جمع وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ومصر بحضور نظيرهم السوري المعني الأول بملف عودة نازحي مواطنيه الى بلدهم.

ويردّد مسؤولون لبنانيون فضلاً عن نواب أنهم يسمعون انتقادات قاسية حيال التعاطي مع النازحين، ولا سيما في الأسابيع الأخيرة بعد تصاعد الضجيج حيال هذا الملف. وعندما نقل نائب أجواء "لقاء ساخن" بينه وبين مسؤول أممي في بيروت الى مرجع سياسي ذكره فيه أن فلاناً مستاء من موقف الحكومة والمجتمع اللبنانيين من مقاربتهما مع ملف النازحين. وجاء الرد الصاعق من المسؤول اللبناني "لا نحتاج الى دروس في حقوق الإنسان وكيفية التعاطي مع النازحين السوريين، وعلى المجتمع الدولي والأوروبيين أولاً القيام بالواجبات المطلوبة منهم، ولم نخف موجات الاستياء حيال بعض السفراء وممثليين من بلدانهم يحضرون الى لبنان تخطوا أبسط القواعد الديبلوماسية ولا يرون معاناة اللبنانيين مع هذا الملف على مدار السنوات الـ12 الأخيرة".

رضوان عقيل - النهار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا