الأسد في الجامعة العربية.. بكائية سورية مفتعلة
بدا إعلان الجامعة العربية عن إعادة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة، بمثابة إعلان نعي عربي بالكامل للتغيير في سوريا الذي يقاتل السوريون منذ 12 عاماً لتحقيقه، ما دفع معارضين سوريين لانتقاد الجامعة العربية.
والاحباط الذي اعترى الكثيرين من المعارضين، ظهر على أنه مبالغة، كون المسار الذي وصلت اليه الحال، بدأ قبل 5 سنوات، إثر معارك حاسمة دفعت القوات المعارضة الى ادلب، وتحول القرار في دمشق الى عواصم أخرى، كل منها يقبض على مساحة جغرافية مباشرة أو بالوكالة، ولم ينتظر الا الوقت المناسب لاعلان نهاية ثورة، عوّل السوريون وكثيرون من الداعمين على نتائجها، وانتهت بسبب عدم القدرة على استغلال الوقت.
إثر هذا التطور، تُطرح اليوم جملة اسئلة عن مصائر حراكات أخرى في مصر أو تونس على سبيل المثال لا الحصر، لو لم تُحسم فيها النتائج خلال أيام معدودة.. هل كان سينتهي الحال كما هو الآن في دمشق؟
على الارجح أن عامل الوقت الذي استثمر النظام وحلفاؤه به، أدى الى تلك النتيجة المحبطة، فالثورات تتعرض للاستنزاف والاستثمار مع الوقت. هي أشبه بلعبة عضّ أصابع. وعليه، تحولت الآمال أخيراً الى مندبة، تحتاج فقط الى إعادة اللاجئين الى سوريا كي تكتمل، وهو مسار آخر يتكثف العمل العربي لانجازه، لتثبيت التوازن الديموغرافي في البلاد، بالنظر الى ان الجزء الاكبر من اللاجئين الى دول الجوار، هم من السنّة.
يبالغ اليوم المعارضون في التعامل مع الحدث وكأنه حدث مفاجئ ومستجد. تطلعات الأفراد، غالباً ما تصطدم بمصالح الدول. هذا ما حصل بالضبط في الثورة السورية التي أنهت النظام السوري كنظام مقبول في بلاده، وأعادت تشكيل صورة الاسد في ذاكرة مواليه كرئيس لفئة، وتلطخت يداه بدماء السوريين، ولم يستطع الحكم إلا بإرادة خارجية.
في المقابل، يدعي الموالون الانتصار، وهو انجاز هزيل، لا يأخذ بعين الاعتبار أن الأسد يحكم اليوم مكسوراً. انتظر قراراً عربياً لاعادته الى جامعة يقول الموالون إن دمشق كانت من مؤسسيها. طُرد منها في لحظة دعم عربي للثورة، وشغل مقعده رئيس الائتلاف في العام 2013، واليوم يعود اليها في لحظة دعم بعض الدول العربية له. يثبت ذلك أن النظام لا يحكم، فيما تتخطى خيبة السوريين كل الاعتبارات السياسية، في لحظة مواجهة صور الاحباب المعلقة على الجدران.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|