سوريا للعرب... ما لم تحصلوا عليه في أيام الحرب لن أمنحكم إياه في أوان السّلم؟!
بمعزل عن "سَكْرَة" الانفتاحات العربية - السورية، والإيرانية - العربية، نسأل الى أي مدى يمكن لسوريا أن تتحوّل الى عامل استنزاف للخزائن العربية، تحت ستار مساعدات إنسانية ضرورية للشعب السوري، وصولاً الى بعض ما يتعلّق بإعادة الإعمار السوري، وذلك من دون أي مقابل؟
فمن هو ذاك الذي يظنّ أنه قادر على انتزاع أي إصلاح سياسي أو اقتصادي من النظام السوري، طالما أن الجواب معلوم، وهو سينسحب على كل طلب إصلاحي سيُعرَض أمام دمشق مستقبلاً.
والجواب هذا، هو أن ما لم تنجح "دول العدوان" بالحصول عليه في أيام الحرب، لن تأخذه في أيام السّلم، ومن خلال الجذب المالي والاقتصادي. بالإضافة الى القول إن هذا الإصلاح أو ذاك، هو شأن سيادي سوري داخلي، ولا يحقّ لأي دولة خارجية أن تطالب به، أو أن تتحدّث عنه.
وفي تلك الحالة، قد يبدأ الجمود وتعديل برامج المساعدات العربية لدمشق، بعد مرحلة ستكون حصلت سوريا خلالها على نسبة لا يُستهان بها من الأموال، ومن دون أي تقدّم حقيقي وملموس بما هو أوسع من رفع الغطاء عن بعض المهرّبين والمتورّطين بأنشطة غير شرعية، تمهيداً للتخلّص منهم إما بضربات عسكرية، أو بمسارات قضائية. وهم أولئك الذين قد يرغب النظام السوري بالتخلّص منهم أصلاً، والذي قد يبيع ويشتري بهم ومن خلالهم، الكثير من الأوراق التي لا تمسّ المشكلة السورية بعمقها.
أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "مقتل التاجر مرعي الرمثان بضربة جويّة في سوريا أمس، هو بداية التجربة العربية الأولى مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومع مدى قابليته لتقديم أوراق حساسة، ومنها تجارة المخدرات العابرة للحدود، خصوصاً أن المدخول الأساسي للنظام السوري ولآلته الأمنية والعسكرية يأتي من التهريب، لا سيّما المخدرات".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "المنطقة حالياً ضمن إطار الاختبارات المُتبادَلَة. ولاحظنا كيف أن دمشق لم تعلّق على قتل الرمثان على أساس أنه اعتداء على السيادة السورية. وهذه إشارة سوريّة إيجابية للدول العربية التي تنفتح عليها".
ورأى المصدر أن "الخليجيين والعرب اليوم، ما عادوا نفس أولئك الذين حكموا المنطقة العربية قبل عقود. فالعالم العربي يشهد تغييراً جذرياً، والأنظمة الخليجية لن تقبل "الشيكات" السورية الخالية من أي رصيد، كما كانت عليه الأحوال في الماضي".
وأضاف:"تتّفق معظم الآراء في الأروقة العربية على أن تجربة الانفتاح على الأسد لن تنجح. ولكن هناك نيّة لمنحه فرصة مشروطة، في وقت يحتاج فيه نظامه الى مساعدات. وتلك الأخيرة مرتبطة بالإصلاحات، وهي لن تستمرّ في ما لو بقيَ النظام السوري ثابتاً على سياسة الكبتاغون. ستظهر الحقائق الملموسة تباعاً، وهو ما سيُبيّن مدى نجاح سياسة الانفتاح على دمشق، أو فشلها مستقبلاً".
وختم:"إذا لم يُطبّق النظام السوري الإصلاحات، وإذا لم يُحسّن الأوضاع في سوريا، فإن الخزائن العربية لن تُفتَح له. وأقصى ما سيكون مُتاحاً في تلك الحالة، هو الحديث عن سياسة القطعة مقابل قطعة، الى أن يتظهّر الفشل من جديد، إذ لا آمال كبيرة مُنتَظَرة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|