دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
عرض سعودي للأسد وشروط!
كشفت وكالة رويترز كواليس عن الاجتماع الذي استضافه الأردن بداية أيار 2023، وضم وزراء خارجية دول عربية، من بينهم وزير خارجية نظام بشار الأسد، لبحث الملف السوري، وكشفت عن شرط وضعه النظام لكبح تجارة المخدرات التي تخرج من سوريا لدول عربية، وعن مقترح سعودي يهدف لإقناع النظام بوضع حد لهذه التجارة.
وكانت العاصمة الأردنية عمّان، قد شهدت في 1 أيار 2023 اجتماعاً ضم وزراء الأردن، والسعودية، والعراق، ومصر، ووزير خارجية الأسد، فيصل المقداد، وذلك في وقت كانت تجري فيه مناقشات من أجل إعادة مقعد سوريا بالجامعة العربية لنظام الأسد.
بحسب رويترز، فإن القادة العرب يطلبون ثمناً من نظام الأسد لإعادة العلاقات معه، لا سيما وقف إنتاج وتهريب مخدر الكبتاغون الذي يقول الغرب والدول العربية إنه يتم تصديره من سوريا إلى جميع أنحاء المنطقة.
إذ، أصبحت تجارة الكبتاغون مصدر قلق كبير للزعماء العرب، يساوي قلقهم من ترسيخ إيران لأقدامها في دول عربية، وازدهرت تجارة المخدرات بسوريا وأصبحت رافداً مهماً لاقتصاد نظام الأسد الذي يعاني من العقوبات المفروضة عليه، بسبب قمعه للمعارضة.
نظام الأسد سعى، لاستخدام قضية المخدرات كورقة ضغط على دول عربية، ونقلت رويترز عن 3 مصادر مطلعة على الاجتماع الذي جرى بالأردن، أن وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، قال لنظرائه العرب إن "التقدم في كبح تجارة الكبتاغون يعتمد على الضغط العربي على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات".
شرط آخر وضعه المقداد أمام نظرائه، إذ ربط بين عودة اللاجئين السوريين، والحصول على التمويل لإعادة إعمار سوريا، التي فر منها أكثر من خمسة ملايين شخص إلى الدول المجاورة خلال الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف.
أحد المصادر الذي تحدث لوكالة رويترز – طالباً عدم نشر اسمه – قال إن لقاء عمان "كان محتدماً إلى حد بعيد"، وأضاف أن "الوزراء العرب شعروا بالانزعاج بسبب لهجة المقداد".
وفيما أعادت السعودية علاقاتها مع نظام الأسد، فإن لدى الرياض قلقاً كبيراً من تجارة المخدرات التي تجري في سوريا تحت أعين النظام، وتُعد المملكة إحدى أكثر الدول العربية التي تواجه بشكل مستمر محاولات إدخال المخدرات إلى أراضيها، وسبق أن أعلنت مراراً عن اكتشافها للمخدرات في شاحنات قادمة من سوريا.
مصدر إقليمي مقرّب من دمشق، وآخر سوري مقرّب من الخليج على دراية بالاتصالات، قال إن "السعودية اقترحت تعويض سوريا عن خسارة تجارة المخدرات في حال توقفها".
المصدر الإقليمي قال، في تصريح لرويترز إن "السعودية عرضت أربعة مليارات دولار، بناء على تقديرات الرياض لقيمة التجارة"، وأضاف أن "الاقتراح قدمه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في أثناء زيارته لدمشق".
وأوضح المصدر، أن "هذه الأموال ستُقدم على أنها مساعدات زراعية، فيما أكد المصدر السوري – ولم تذكر الوكالة اسمه – أن الرياض اقترحت دفع مبلغ كمساعدات إنسانية، لكنه لم يحدده".
من جهته، قال دبلوماسي عربي خليجي في المنطقة، لرويترز، إنه "يتعيّن على سوريا التوقف عن تصدير المخدرات، وإن سوريا تعلم أن الخليج مستعد للاستثمار إذا أبدت سوريا إشارات تدل على حدوث هذا".
بدورهما، قال مصدران غربيان مطلعان على اتصالات عربية مع نظام الأسد، إن التعويض ضروري لإبعاد الوحدات المسلحة المرتبطة بالدولة عن تجارة الكبتاغون، التي لطالما كانت جزءاً مربحاً من اقتصاد الحرب في سوريا، وتقدر قيمتها بمليارات الدولارات سنوياً.
وكان لقاء عمان قد انتهى بإصدار بيان، أعلن فيه نظام الأسد عن "موافقته على منع تهريب المخدرات، والعمل خلال الشهر المقبل على تحديد هويات منتجيها وناقليها".
وتشعر عمّان بالانزعاج من استمرار محاولات إدخال المخدرات من الأراضي السورية إلى أراضيها، وفي هذا الصدد، قالت مصادر محلية ومخابراتية إن "الأردن نفذ ضربات جوية في سوريا يوم الإثنين 8 أيار 2023، وأسفرت عن مقتل مهرب المخدرات، مرعي الرمثان، وأصابت مصنعاً مرتبطاً بـ"حزب الله" لصناعة المخدرات".
مسؤول أردني كبير قال، في تصريح لرويترز، إن "الأردن أبلغ سوريا بأنه يعتبر المخدرات تهديداً لأمنه القومي"، وأضاف أن "الضغط على الحدود هائل وهذه ليست عصابات"، معرباً عن اعتقاده بأنها "جماعات تحظى بدعم من إيران وتتحصن داخل الدولة".
يأتي هذا، فيما طوت الدول العربية صفحة سنوات من المواجهة مع الأسد، وسمحت له يوم الأحد 7 أيار 2023 بالعودة إلى الجامعة العربية، في خطوة محورية نحو إعادة تأهيله إقليمياً على الرغم من أن الغرب ما زال ينبذه بعد سنوات.
وعلى الرغم من التطبيع العربي مع الأسد، فإن أمريكا ودولاً أوروبية عدة ترفض إعادة العلاقات معه، وفرضت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على نظام الأسد في الأسابيع القليلة الماضية بسبب الكبتاغون.
وتتهم هذه الدول تحديداً ماهر الأسد، شقيق بشار ورئيس الفرقة الرابعة في الجيش، بتيسير إنتاج الكبتاغون والاتجار به، وقالت الولايات المتحدة إنها "لن تطّبع العلاقات مع الأسد وستظل عقوباتها سارية المفعول".
مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف، كانت قد تحدثت للصحفيين الشهر الماضي عن "تحرك شركاء واشنطن الإقليميين لكسر الجليد مع الأسد وحثتهم على الحصول على شيء في المقابل"، وقالت: "أود أن أضع إنهاء تجارة الكبتاغون في المقدمة مع القضايا الأخرى".
ويقول مهند الحاج علي، من مركز كارنيغي للشرق الأوسط إن "حاجة الأسد الماسة للمساعدات الخارجية ستحدد شكل التعاون في قضيتي اللاجئين والكبتاغون".
ولكنه حذّر من أن "قدرة النظام على الإنجاز محدودة مثل سيادته التي يتم تقاسمها الآن بين عدد من الجهات الفاعلة، بما في ذلك روسيا وإيران والجماعات المسلحة شبه العسكرية المحلية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|