"وحش القاع" بين التستّر والإفلات من العقاب
"وحش القاع" استحق اللقب عن جدارة، افتُضح أمره بعدما فرّ أحد الفتية من براثنه الى منزل ذويه ليخبرهم انه استيقظ ووجد نفسه عارياً داخل غرفة الرجل الخمسيني الذي حاول الإنكار، إلّا أن الفيديوهات والصور على هاتفه دفعته الى الاعتراف بجرائمه وهي الاعتداء على الأطفال بعد دسّ المخدّر في العصير لضحاياه في محل لبيع العصير والاركيلة الملاصق لمنزله ونقلهم الى إحدى غرف المنزل واغتصابهم وتصويرهم عُراة بهدف تهديدهم ودفعهم الى معاودة الحضور وارتكاب الفعل مرات أخرى معهم.
التحقيقات لم تستكمل بعد، ويبقى الاعتداء على نحو 20 طفلاً (وفق ما يتم التداول به) قيد المراوحة وربما تمييع القضية والتستّر على الجريمة خوفاً من العار والفضيحة أو حماية المرتكب بغطاء سياسي او ديني.
في العام الفائت ضجّت بيروت بحالة اغتصاب المراهِقة زينب الحسيني (14 عاماً)، ومن ثم حرقها وهي حيّة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، لتكون الضحية المغتصبة و"المتفحّمة" في آن.
هي ذئاب بشرية ليس للرحمة مكان في قاموسها، تفرغ كبتها وتمارس شذوذها الخارج عن إطار الشرع والأخلاق في حق الطفولة، وفي سياق توصيف هذا الاعتداء اختلفت التسميات بين "عشق الأطفال" و"الغلمانية" و"الولع بالأطفال"، فالتسمية العلمية هي "البيدوفيليا"، أما التسمية الحقيقية فهي "وحوش آدمية" وجدت في عذر الـ "اضطراب نفسي" ذريعة لجرائمها المتسلسلة، وبعضها يقوم بتوثيق فعلته بالصوت والصورة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرض مشاهد لاعتداءات جنسية.
ما هي "البيدوفيليا"، باعتبارها إساءة جسمية ونفسية عاطفية تتم بالإغراء والتودد حيناً والإرهاب والتخويف حيناً آخر، وما هي أسباب هذا الخلل الجنسي؟
-"البيدوفيليا" نوع من الشذوذ الجنسي لماذا؟ لأنها في تعريفها "الجنساني" هي علاقة جنسية بين شخص بالغ وآخر غير بالغ، وفي غالب الأحيان من الشاذين جنسياً وهم من صنف الذكور بنسبة 90%، وأسباب هذا الاضطراب الجنسي تعود بالأساس إلى مؤثرات مجتمعية أو تنشئة تربوية تدخل في إطار تكوين شخصية الطفل، حيث أن الكثير من المعتدين تعرضوا للفعل ذاته في طفولتهم، وتتكرر السلسلة باحتمال تحول الضحية إلى معتدي على غيره، كما ان العيش في وسط يسوده العنف الأسري يمكن أن يكون سبباً في تحول الشخص إلى "بيدوفيلي"، ومشاهدة أطفال لا يتعدى سنهم 9 سنوات لأفلام إباحية يمكن أن يجعل منهم "بيدوفيليين".
وتشير الدراسات الى أن هناك نوعين من "البيدوفيليين":
- بيدوفيلي ودود: وهو شخص محبّ قد يتودّد إلى الطفل بالهدايا والحلوى والألعاب...
- بيدوفيلي عدواني: يستدرج الطفل بالعنف ويقوم باغتصابه وقتله.
بالرغم من عدم وجود دراسات ميدانية لإحصاء عدد ضحايا "البيدوفيليا" في لبنان فالأرقام الموجودة في عدد من التقارير الى تزايد، نتيجة الوعي المجتمعي من جهة ونشاط وسائل التواصل والانفتاح على السوشيل ميديا من جهة اخرى.
أما مواجهة هذه الظاهرة لا بدّ وان تبدأ بنشر التحذير والتوعية الاجتماعية من الاستدراج والاغراءات في كل أنواعها، ويذهب بعض الناشطين الاجتماعيين الى حدّ المطالبة بإنزال عقوبة "الاخصاء" في حق المعتدي نظراً لهول فعلته وبرأيهم فإن عقوبة السجن لسنوات لا تنصف هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين سيحملون ألم ندوبهم النفسية مدى حياتهم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|