أرقام "السرطان" تتصاعد: إبحثوا عن التلوّث والغذاء
أكثر من 500 إصابة سرطان تتلقّى العلاج في قسم السرطان في مستشفى نبيه برّي الجامعي في النبطية منذ بداية العام الحالي. العدد مُرجّح إلى الإرتفاع بسبب التلوّث الغذائي والهواء والنفايات المنتشرة في الطرقات، التي باتت موطئ قدم للأمراض وفق ما يشير مدير المستشفى الدكتور حسن وزني.
يكاد قسم السّرطان داخل مستشفى نبيه برّي الجامعي لا يتّسع للمرضى، الأعداد تتزايد بشكل كبير، بعضُها يحتاج إلى علاج يوميّ وعلاج شعاعي وكيميائيّ. في غرفه يتلقّى المرضى العلاج، حياتهم معلّقة بتوفّر حبّة الدّواء، ليست كلها متوفّرة، ولكن ما زال العلَاج مُتوفّراً لدى المستشفى. وفق وزني أَسهم تطبيق تتبّع الدّواء meditrac الذي أطلقته وزارة الصحّة في توفير الدّواء وإعطائه ضمن المستشفيات والمراكز المتخصّصة، ولكن ليست كلّ الأدوية متوفّرة، بعضها مقطوع، وهناك سبَاق بين الأطبّاء لوصف أدوية غير ضرورية ولا يحتاجها المريض.
فِي الأرقام سجّل خضوع 622 شخصاً لفحص الـpet scan و1200 شخص للعلاج الكيميائي و206 أشخاص للعلاج الشّعاعي منذ بداية العام الحالي في المستشفى وفق ما يقول وزني الذي يرى أن الزيادة ملحوظة بشكل كبير.
الأرقام تروي حَجم الخطر المحْدِق، فـ»الْخبيث» يفتك في الفئة الشبابيّة. تسجّل يوميّاً حالتا وفاة في كلّ بلدة وقرية، لم تلملم النّميرية بعد جراح وفاة صبيّتين جراء السَّرطان الذي بات فِي كلّ منزل تقريباً.
لا يخفي وزني قلقه من ارتفاع أعداد مصابي السرطان، «لم نعتد هذه الأرقام سابقاً، يكتظّ قسم السرطان بالمصابين». ويعيد سبب الارتفاع بالأعداد إلى ثلاثة عناصر رئيسة وهي مولدات الكهرباء، التلوث الغذائي والنفايات وهي عناصر تزيد من خطر الإصابة. يشكّل احتراق المحروقات في مولدات الكهرباء والسيارات عنصراً أساسيّاً في الإصابة، معظم مولّدات الكهرباء تتركز داخل الأحياء السكنية، «دخانها المتصاعد أحد أسباب تزايد المرض، إضافة إلى التدخين في المطاعم المغلقة والتلوث الغذائي ومياه البحر الملوّثة، كلها عناصر أسهمت في هذا الارتفاع في الإصابات».
لا أرقام واضحة حول الأعداد الفعلية، في ظل غياب إحصاءات رسمية. آخر إحصائية صدرت عن جمعية الأورام المركزية كانت قبل عامين، غير أن حركة المرضى داخل قسم السرطان تشي بالتزايد الكبير في الأعداد ويتعلق مرضى السرطان بتوفّر الدواء، معظم الأدوية ما زال غير متوفر مع البدء بتطبيق نظام تتبع الدواء من قبل وزارة الصحة، فكيف يُعالج المريض؟
يقرّ وزني أنّ «أدوية السرطان ليست متوفرة كلها، هناك أدوية مقطوعة ويضطر المريض إلى شرائها من الخارج عبر السوق السوداء». وهنا يتوقّف الصيدلي محمد الحاج عند الأدوية المزوّرة المهرّبة التي يتمّ بيعها للمريض». يرى الحاج أن «خطة الوزارة جيدة لتتبع الدواء تحديداً أدوية السرطان الوحيدة المدعومة، غير أنها غير متوفّرة بالكامل».
ويُعقّب وزني قائلاً: «هناك أدوية ليست مطلوبة يتمّ صرفها بشكل غير منظّم، بمعنى أنّ الأطبّاء يتسابقون لصرف أدوية غير ضرورية ويضطرّ المريض للبحث عنها وشرائها بأسعار كبيرة، من دون أن يغفل الإشارة إلى أن الوزارة لا توافق عليها».
لا يمكن أن نختبئ وراء إصبعنا، فالوضع ليس بخير، ارتفاع الأعداد يشير إلى أن الوضع الصحي مزرٍ، فيما النفايات لا تزال في الطرقات، أمّا الفساد الغذائي فيستفحل أكثر، ويظهر جليّاً في ارتفاع أعداد التسمّم اليومية التي تصل إلى حدود 30 و40 إصابة في كل قرية. فهل من يتحرّك قبل فوات الأوان؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|