ضجة بسبب "مايوه".. شيخ يهاجم سيدة على الشاطئ في لبنان!
"لسنا إخونجية ولا في إيران" بتلك العبارة عبر بعض اللبنانيين عن اعتراضهم خلال الساعات الماضية لما حصل مع سيدة على شاطئ البحر في مدينة صيدا، عبر مواقع التواصل.
كما شنوا حملة تضامن معها، بعد أن تعرض لها أحد الشيوخ وطردها مع شبابه من البحر في تلك المدينة الواقعة جنوب لبنان.
القصة بدأت في عطلة نهاية الأسبوع، حين قررت ميساء حانوني أن تقصد المسبح الشعبي في صيدا برفقة زوجها للاستمتاع بأشعة الشمس والسباحة كما كانت تفعل مع بداية شهر مايو من كل عام.
فطيلة السنوات الخمس الفائتة، دأبت على ارتياد شاطئ هذا المسبح الشعبي، دون مشاكل. غير أن هذا العام كان مختلفاً، فقد تعرّضت لاعتداء من قبل رجل دين وأتباعه وطردها مع زوجها بسبب ارتدائها لباس البحر "المايوه"، في تصرّف "غريب" على المجتمع اللبناني ويناقض الدستور الذي يكفل الحرية الشخصية للأفراد.
" لباس لا يليق بامرأة!"
وروت ميساء وهي ناشطة في الحقلين الثقافي والاجتماعي في صيدا، لـ"العربية.نت" ما حصل معها، قائلة "كنت برفقة زوجي على شاطئ المسبح الشعبي، وإذ بشيخ يقترب منا برفقة شخصين آخرين ويطلب منّا المغادرة، بحجّة أنني أرتدي لباساً لا يليق بي كامرأة ويتناقض مع عادات وتقاليد مدينة صيدا".
كما أضافت: "طلبوا منّا المغادرة بعد عشر دقائق، بنبرة عالية فيها تهديد، فاعترض زوجي، وتوجّه إلى الشيخ قائلاً "مين ما بدك تحكي إحكي.. آخر همّي..."
رموا علينا عبوات رمل
إلا أن الشيخ عاد ومعه أكثر من 15 شابا بعد انقضاء المهلة، وتحلقوا حول ميساء وزوجها وبدأوا برمي عبوات ماء مملوءة رملاً بوجههيما، حسب ما أكدت السيدة.
وأردفت أن الشيخ أكد لها أنهم "متواجدون هنا للنهي عن المنكر"، مضيفة أنها وزوجها غادرا بعد ذلك المكان من أجل سلامتهما.
"هذه مدينتي.. لا يحق لهم"
إلى ذلك، أسفت حانوني "لأنها المرّة الأولى التي يحصل معها هكذا بعد 5 سنوات من ارتيادها الشاطئ"، معتبرة أن هناك جهة ما تقف وراء المعتدين أقوى من فاعليات صيدا ونوابها".
كما شددت على أنه لا يحق لأحد أن يمنعها من ممارسة حريتها، قائلة "هذه مدينتي وهذا بيتي. الدستور يكفل الحرية الشخصية، وبالتالي لا يحق لأحد أن يُنصّب نفسه على رقاب وحرية الناس وأن يُقرر ما هو الصح وما هو الخطأ".
وفي حين شكرت ميساء كل من تضامن معها ومع زوجها، إلا أنها اعتبرت أن كل ما ناضلت من أجله في صيدا يبدو أنه ذهب سداً. وقالت "في وقت تشهد الدول المحيطة بنا تطوراً سريعاً على الصعد كافة، يصر البعض في لبنان على ممارسة سياسة القمع والتعصّب".
يشار إلى أن هذا الحادث لقي تفاعلاً كبيرا بين اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إن البعض طالب بتنظيم رحلة إلى المسبح الشعبي ردّاً على ما قام به الشيخ برفقة الشبّان.
"العربية"
تعرّضت سيدتان للرشق بالحجارة خلال ممارستهما السباحة على شاطئ صيدا.
وبحسب مُعطيات “النهار”، السيدتان هما من أهالي المنطقة، وكانتا ترتديان ملابس السباحة على الشاطئ هناك. وصل إليهما شيخان من المدينة وأمهلهما دقيقتين لإخلاء الشاطئ. عندما لم تمتثل السيدتان لهذا الإنذار، أقدم الشيخان على رشقهما بالحجارة، وهرع حوالي 10 شبّان آخرين يرشقون السيدتين بالحجارة أيضاً. لم يتجرّأ أحد من المارة أو الأهالي الموجودين في محيط الحادثة على التدخّل، رغم تعرّض السيدتين لأضرار جسدية، فضلاً عن الأضرار النفسية اللاحقة.
لم يكن أمام السيدتين سوى اللجوء إلى الجهات الرسمية في المنطقة، لعلّها تقوم بواجبها. وبحسب رواية إحدى السيدتين لجمعية “نحن” التي تُعنى بحقوق الناس على الشواطئ العامة، أنّهما تواصلتا مع البلدية والقوى الأمنية في المنطقة، لكن الجهتين لم تتجاوبا ولم تقوما بأي خطوات مساعدة أو إبداء أي موقف. لذا، لجأت السيدتان للاتصال بالجمعيات المحلية، لعلّها ترفع الصوت عمّا جرى.
تسبّبت هذه الحادثة بصدمة نفسية للسيدتين، فنقلاً عن جمعية “نحن” وفي حديث مصادرها لـ”النهار”، إحداهما غير قادرة على التحدّث عمّا تعرّضت له من عنف غير مبرّر، إذ قال لهما أحد الشيخين “اذهبا واسبحا في منطقتكما”، بينما هما من أهالي صيدا، كذلك زوج السيّدة المذكورة بصدد رفع دعوى قضائية على الشيخين اللذين عُرفت هويتهما. لكن الزوجة لم تحسم أمرها برفع الدعوى القضائية بعد، فهي تحت تأثير الصدمة وغير قادرة على التفكير.
رئيس بلدية صيدا، محمد السعودي، في حديث لـ”النهار” ينفي نفياً قاطعاً أن تكون إحدى السيدتين اتصلت بالبلدية ولم تلقَ تجاوباً، “ففي يومي السبت والأحد لا يوجد أحد في البلدية، ورقم جوّالي معروف ومنتشر بين الجميع ولم أتلقّ أي اتصال بشأن هذه الحادثة، حتى إنّني علمت بها من مواقع التواصل الاجتماعي ولا يزال غير مؤكَّد في أي يوم وقعت”.
لكن عموماً، وفق السعودي، ليس دور البلدية أن تمنع أو تسمح لأحد بالسباحة على الشاطئ العام، و”للجميع الحرية الشخصية بارتداء ما يريدون ارتداءه، لكن في الوقت نفسه، تختلف اعتبارات وثقافات مدينة ومنطقة عن أخرى، ثقافة المجتمعات تختلف في لبنان، وأنا كرئيس بلدية لا يمكنني أن أمنع أحداً من السباحة وإذا تعرّض لها أحد نرسل له الشرطة”. ويؤكّد السعودي أنّ البلدية عامةً، ليست الجهة المخوَّلة اتخاذ أي إجراء تجاه هذا الموضوع، وكان من الأجدى بالسيدتين التواصل مع القوى الأمنية.
ويروي السعودي أنّ هناك حوادث تجري في المدينة أحياناً مثل تقديم مكان ما المشروبات الكحولية و”نرى الامتعاضات، لكن لم يسبق في مدينة صيدا أن واجهنا مثل حادثة السباحة التي حصلت مع السيدتين”.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|