الصحافة

صفعة لوزير وضربة لنائب... شعب همجي يشرب من نبع الفساد ويرمي حجارته فيه!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بين انشغال الغرف المُغلَقَة بالبحث عن رئيس جمهورية، وعن حكومة ما بعد انتخابه، وعن بيانها الوزاري، تغيب مصطلحات الانتفاضة، والثورة، والثوار... عن المشهد اللبناني، استناداً الى شعب "مُتخاوٍ" أصلاً مع الأزمة، وما كان ينقصه سوى انهيار خريف عام 2019 لـ "يكتشف نفسه"، أي أنه شعب لا يستحقّ دولة، وليس جديراً بإدارتها.

من يحاسب؟

الدول "قصّة كبيرة"، وهي تنمو بشعوبها قبل أنظمة حكمها، خصوصاً أن مكوّنات تلك الأخيرة تأتي من الطُّرُق والشوارع في الأساس. وهو ما يعني أن السياسي الفاسد في لبنان، والمُرتكِب، والسارق، والفاجر... هو ذاك الآتي من حيّه، وبلدته، وشعبه، وناسه، أي من عمق الشعب اللبناني نفسه.

فأين هي حماسة محاربة الفساد؟ ومن يحاسب الدولة على الضرائب التي تحصل عليها؟ ومن يطالبها بالتوقّف عن ممارسات "النّهب" تحت ستار إصلاحات؟

الفساد بذاته

يؤسفنا القول إن الشعب اللبناني هو شعب همجي في الحقيقة، اعتاد على الهمجيّة التي هي من مستوى الدّعوات الى ملاحقة المسؤول الى منزله، أو الى مكتبه،... وضربه ربما، وصولاً الى قلب طاولة الطعام في المطعم عليه، فيما ننظر الى هذا الشعب وهو "فوق بعضو" في بعض المطاعم، والمحال، والمؤسّسات... التي تعود الى جهات سياسية أو حزبية، أو تدور في فلكها، والتي تموّلها وتُبقيها قوية وقادرة على ممارسة الفساد في لبنان، وذلك بين "تصييف"، و"تعييد"، واحتفالات، ومناسبات...

أفما هذا هو الفساد بذاته؟ أما هذه هي الهمجيّة بذاتها؟ أما هذا هو الاستزلام لأمراء السياسة والمال في لبنان، ولتجّارهم، ومحالهم، ومؤسّساتهم؟ والحجّة دائماً جاهزة، وهي حبّ الوطن، وتحريك العجلة الاقتصادية فيه، ومواسم سياحية يجب أن ندعمها، ومواسم "اغترابية" يجب أن لا "ننغّصها"، فيما يبدأ "النقّ" عند الوقوف أمام رفوف السوبرماركت، والنّظر الى أسعار السّلع، وعندما تبرز الحاجة الى رعاية طبية، والى دفع أقساط الجامعة، والمدرسة... في بلد يجب هدم سلطة الفساد "التّنفيعي" فيه، تمهيداً لتشييده بأُسُس سياسية وغير سياسية، جديدة.

انتهى

الكلّ ينتظر الرئيس الجديد للبنان. والكلّ يسلّم بواقع أن زمن الانتفاضات الشعبية انتهى، إذ يرتكب الشعب اللبناني الإجرام الأكبر بحقّ نفسه، بين "تكسير الأرض" صيفاً، وتحطيم الأرقام القياسية بالتذمّر خريفاً في أوان العودة الى المدارس، وبَدْء همّ دفع الأقساط، وتأمين الكتب المدرسية، وذلك جنباً الى جنب التحرّك في "دوار" الفساد وكأنه أمر عادي.

شعب لبناني يفعل المستحيل للإبقاء على الفساد، لأنه شعب ترعرع على الإفساد. شعب يخشى التغيير، ويفضّل نتانة القذارة السياسية، على تحمُّل وجع نظافة التغيير.

شعب فاسد، اعتاد على الفساد، وعلى همجيّة التحطيم، والتكسير، والضرب، والإحراق... وذلك بدلاً من إشعال البلد بالرّكود، وبالصيف البارد، وبالمواسم الصيفية والشتوية "قارسة" الجمود، أي تلك التي تفرغ فيها كل المحال والمؤسّسات السياحية والتجارية... التي تشكّل استفادة لفاسدين، من أي زبون، ضرباً لأرباح الفساد السياسي والحزبي، وتقليصاً لتمويل زمنه في السلطة.

جديد

فلا شيء مُوجِعاً لطبقة الفساد المُزمِن سوى الجيوب. وبتلك الأخيرة يمكن إنهاء زمن تلك الطغمة في البلد، حتى ولو تمتّعت بكل الدعم الدولي.

فلا حاجة الى الإحراق، والتكسير، والتخريب، ولا الى صفع هذا، وطرد ذاك، من هذا المكان العام أو ذاك، لأن الضربة الكبرى هي تدريب الذات على "وجع ساعة ولا كل ساعة"، وعلى "ثقافة الحرمان" الوقتي المؤدّي الى حياة جديدة، لشعب لا بدّ له من أن يُصبح جديداً أيضاً.

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا