حقيقة انفجار "حي الجاموس": لا موساد ولا إرهاب تكفيري إنما "خليط جرمي"
تكثر الاسئلة ومعها المخاوف، ومردها الى ان امرا محسوسا استغرق وقتا كافيا في تفكيك شيفراته، توصلت اليه مديرية المخابرات في الجيش بعد حادثة الانفجار في الشهر الماضي في الضاحية الجنوبية، والتي تبعها بث معطيات لا تمت الى الحقيقة بصلة، وابرزها الزعم ان وراء العمل اختراق للموساد الاسرائيلي.
ماذا في التفاصيل التي توجب على الدولة بكل مؤسساتها والمجتمع بكل قطاعاته وتسمياته الاستنفار واعلان النفير لمواجهة هذا الخطر الذي يحيق بالجيل الطالع؟.
في 27 آذار الماضي سمع دوي إنفجار عند الرابعة فجراً وقت السحور في حي #الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت. في المعلومات الاولية تبين ان اللبناني (م. غ) ابن العشرين عاما كان يجهز في هذا الوقت في مطبخ والدته العبوات المتفجرة والى جانبه كمية من مخدرات.
الى هنا، ليس في الامر جديدا غير مألوف، الا ان مصدرا أمنيا كشف لـ "النهار" ابرز التفاصيل التي ظهرت تباعا وظلت تتكشف على مدى شهر كامل من التحقيقات والبحث والتحري وقال "انفجرت العبوة، وأصيب بنتيجة الانفجار إبن المذكور (محمد)، ونجت والدته وأحدث الانفجار خرابا في المنزل، وتوجه فريق التحقيق من مخابرات الجيش والأدلة الجنائية للتحقيق في مكان الانفجار ورفع الادلة تمهيدا لكشف الملابسات".
ما الذي وجده فريق التحقيق؟. يوضح المصدر انه تم العثور على "مخدرات، عبوات جاهزة، مواد أولية لتصنيع العبوات، سلاح حربي، قناع للوجه، قنابل يدوية، قساطل معدنية مجهزة بكرات حديد لحشوها بالمواد المتفجرة، حزام ناسف تم تجهيزه لتفجير نفسه لدى إكتشاف أمره".
السؤال الأساسي الذي ركّز عليه المحققون هو: هل اللبناني (م.غ) كان يقوم بهذا العمل وحيدا ام له ارتباطات معينة؟، يكشف المصدر عن ان "التحقيق بدأ يتوسع معه خصوصا ان الشاب لم يقتل في التفجير ما ساعد في كشف الملابسات، وتوصل المحققون إلى العنصر الآخر الشريك اللوجستي في العملية وهو اللبناني (م.ب) من مواليد 1981 وهو يكبر رفيقه بعشرين عاماً، مقر سكنه في عرمون، وهو من يقوم بشراء المواد الأولية اللازمة لعمليات التصنيع".
السؤال من يشغل من؟ وكيف يمكن لابن العشرين عاماً أن يسيطر على ابن الـ40 عاماً ويجعله ينفذ أوامره؟ وأي علاقة تربط هذين الشخصين؟، يجيب المصدر الامني مشيرا الى ان "التحقيقات توصلت الى عدة معطيات أهمها، ان المذكورين يجمعهما حبهما للسهر وارتياد بعض الملاهي الليلية المشبوهة، وغيرها من الممارسات الإنحرافية التي تحصل في تلك الملاهي، وبالطبع لم تغب المخدرات عن مسرح العمليات؛ ولم يغب "أبو سلة" وسمومه في تزويدهما ببضاعته في البقاع ومناطق معينة في جبل لبنان حيث تنتشر هذه المادة، وبدأ المذكوران بممارسة السحر والشعوذة ويتبادلان الكتب ذات الصلة و يتشاركان معتقدات دينية ما ورائية تتعلق بتحضير الجن والسحر الأسود وغيرها".
ولفت المصدر الى انه "وفق اعترافات الموقوف الاول(م.غ)، من الواضح ان الامور زادت سوءا عندما بدأ التواصل مع افراد في دولة اوروبية زوّدوه موادا تسبب هلوسة عبر البريد السريع، وبطرق إحترافية وصلت هذه المواد إلى لبنان، وإنتقل بعدها إلى الولوج على مواقع التواصل الاجتماعية وشبكة الانترنت، حيث تُنشر مقاطع فيديو لعمليات واقعية من أحداث وهجمات تتعلق بالذبح والقتل والتصفية، ليتم وصله عبر أحد التطبيقات بأشخاص من مجموعة NSWP التي تدّعي أنها من المتطرفين الجدد في روسيا وأوكرانيا، وتبادل الأحاديث مع أحد أعضائها، وإنغمس( م.غ) أكثر فأكثر، فصار يسهر طوال الليل وينام في النهار، وادمن على تعاطي المخدرات وأدوية الاعصاب وأصبح عدائياً للغاية حتى مع أفراد أسرته، وقام بشراء السلاح وزوده زميله مواد تصنيع المتفجرات لتبدأ رحلته الخطيرة في هذا المجال".
يضيف المصدر ان " اللبناني (م.غ) عمد إلى التواصل مع أحد المواقع التابع لمتطرفين جدد دعوه إلى تنفيذ أعمال إجرامية وتصويرها لقاء مبالغ مالية كبيرة بالدولار، فعمد الى جمع كل عدة الشغل وحدّد الأهداف، وفيها ان جميع الأماكن متاحة والمستهدفون من كل الفئات، والهدف هو القتل المأجور بطريقة مبتكرة مع تصوير المشاهد" .
ما حذر منه المصدر الأمني ان "هذه الحالة تشبه الكثير من الأفلام التي تروج لفكرة القتل والانتحار وهي مسألة خطيرة جدا على مستوى جيل الشباب، ويجب التنبه والحذر وخاصة من الأهل لمعرفة تفاصيل حياة أبنائهم وتواصلهم مع المحيط القريب والبعيد، وخصوصا عبر وسائل التواصل".
والخطير ان المنظمات الاجرامية العالمية غالبا ما تستهدف الدول التي تعاني من ازمات مزمنة لا سيما اجتماعية ومالية واقتصادية، وحالة عدم استقرار تولّد التوتر الدائم الذي يسهل اقناع المُستهدَف القيام بالعمل الجرمي مقابل وعود مالية وخدمات متنوعة تغري الشباب على وجه التحديد، وهذه هي حال لبنان حاليا.
"النهار"- داود رمال
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|