5 "ضيوف" غير منظورين على طاولة القمة العربية وبيدهم مفاتيح الرّبط والحلّ!...
أجلَسَ العرب سوريا حول طاولة القمة العربية، بعد 12 عاماً من الحرب السورية، ومن دون ضمانات واضحة من النّظام السوري حول الحلّ السياسي والمستقبل الديموغرافي، وذلك بحثاً عن الاستقرار الضروري للمشاريع الاقتصادية العربية بعيدة المدى.
ماذا بعد ذلك؟
وها هي دمشق تجلس الى الطاولة، وتُجلس معها خمسة جيوش ناشطة على أراضيها، هي الأميركية، والروسية، والإيرانية، والتركية، الى جانب الجيش الإسرائيلي الذي يشنّ ضرباته على الأراضي السورية، بين الحين والآخر. وهذه هي الجيوش الخمسة التي تحمل بيدها مفاتيح الاستقرار العملي، السياسي والأمني والاقتصادي للمنطقة العربية، وليس سوريا بحدّ ذاتها.
فماذا عن سوريا ما بعد القمة العربية؟ وماذا عن استقرار ما بعد تلك القمة، أي استقرار أوان دفع الفواتير السياسية والأمنية والعسكرية مستقبلاً، واستقرار موازين القوى المرتبطة بما هو أبْعَد من تسوية بكين، أو بإعادة سوريا الى حضن عربي؟
نقطة انطلاق
أشار العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر الى أن "نشاط الجيوش الخمسة تلك على الأراضي السورية حتى الساعة، هو دليل على أن الأزمة السورية لا تزال مستمرّة ومُتفاعِلَة بكلّ دينامياتها. وهذا هو السبب الذي يشرذم سوريا، ويمنع قيام دولة ذات سيادة تامّة على الأراضي السورية، وإعادة الوحدة إليها".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "عودة سوريا الى الجامعة العربية قد تشكل نقطة الانطلاق لحلّ الأزمة السورية، إذا أحسن النّظام السوري والرئيس السوري بشار الأسد تلقُّف الفرصة. ولذلك، يتوجّب على النظام السوري أن يكون منفتحاً على المطالب العربية، وعلى ما يجري بحثه في القمة من أجل إنهاء الأزمة، وإخراج سوريا من الورطة التي تكاد تقضي عليها".
ورشة سريعة
وشدّد عبد القادر على أن "من واجب الرئيس السوري أن يُصدر هو القانون اللازم لإعادة الثقة للسوريين كلّهم، سواء كانوا نازحين في الداخل أو لاجئين في الخارج، وبما يجعلهم يشعرون بأنهم ينتمون الى الوطن السوري، وبأن رئيسهم سيكون أميناً على حياتهم وعلى مصلحة عائلاتهم عندما يعودون الى بلدهم. وهذه الثقة لا يمكن لأحد أن يمنحهم إياها إلا رئيسهم".
وأضاف:"لا بدّ من بذل جهد عربي مع النظام السوري من أجل إنهاء الاحتلالات في سوريا، لا سيّما بعدما بات هذا النّظام في أضعف حالاته، حتى مع حلفائه على الأرض، أي القوى الإيرانية والروسية في سوريا، ومع المعارضة السورية في إدلب وغيرها. فإعادته الى الجامعة العربية، ووقوف العرب الى جانبه يقوّي موقعه، ويعجّل في إنهاء الاحتلالات، وفي استعادة القوى العسكرية السورية هيبتها في كل المناطق. هذا فضلاً عن أن سوريا مُنهارة اقتصادياً، وهي بحاجة الى مليارات ومليارات لإعادة الإعمار. ومن يمكنه أن يقدم لها تلك الأموال هو المجتمع الدولي والدول العربية الغنية. ولذلك، يتوجّب على الرئيس السوري أن ينصت الى المطالب المتعلّقة بإدخال إصلاحات الى نظامه".
وختم:"هذه الإصلاحات قد تتطلّب ورشة سريعة برعاية عربية من أجل وضع خريطة طريق للإصلاح السياسي في سوريا، ومن ثم يقرّر السوريون تفاصيل هذه الخريطة. فالأمر المهمّ جدّاً هو أن النظام السوري يجب أن يُدرك أن تجاوبه مع مطالب الدول العربية هو الطريق الأقصر والأكيد لإنهاء العقوبات الدولية على سوريا، وخصوصاً الأميركية التي تمنع أي تعامل اقتصادي أو عمراني مع دمشق. كما يتوجّب على النظام السوري أن يُدرك أن اعتماده سياسة التذاكي على العرب، ستُفشل أي مجال للبحث بإخراج سوريا من أزمتها".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|