دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
ماذا لو لم يتمكّن أحد من الحصول على 65 صوتاً داخل الجلسة المقبلة؟
لم يكن يرغب السفير السعودي في لبنان أن يصل موعد القمة العربية في الرياض، ولا تكون المعارضة في لبنان قد اتفقت على اسم مرشح يحظى بتوافق بين القوى المسيحية وبعض قوى التغيير داخل المجلس النيابي، لكن ما حصل قد حصل ولا تزال المعارضة تصطدم بالفيتوات المتبادلة التي يضعها كل من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على الأسماء المتداولة، مع العلم أن الاتفاق على إسم يُفترض أن يشكل المخرج الأول للمعارضين لكي يحضروا جلسة انتخاب الرئيس فور الدعوة إليها.
تزداد طريق رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا صعوبة كلما طال عمر الفراغ، والزخم الذي حصل عليه الرجل بعد توقيع الاتفاق السعودي – الإيراني، يكاد يفقده حتى ولو أن السعودي خطا خطوة إيجابية تجاهه، لم تكن كفيلة بحسم الملف الرئاسي، بظل الرفض المسيحي القاطع له، وثبات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على موقفه السابق بخصوص الابتعاد عن مرشحي التحدي، فاليوم، وبحسب مصادر سياسية مطلعة، يدور بالأروقة السياسية سيناريو جديد قائم على سؤال أساسي: ماذا لو دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة لانتخاب الرئيس، وتنافس فيها مرشحان أساسيان، فرنجية بوجه المرشح المدعوم من أغلب القوى المعارضة، ولم يتمكن أحد من الحصول على 65 صوتاً في الدورات التي تلي دورة الاقتراع الأولى؟
على الرغم من الضخ السياسي والإعلامي الكبير الذي يصب في اتجاه النزول الى جلسة للمجلس النيابي لانتخاب الرئيس وعدم التعطيل، وبالرغم من تكاثر الدعوات إلى ترك حسم هوية الرئيس المقبل إلى اللعبة الديمقراطية تحت قبة البرلمان، من الصعب تصور حصول مثل هذا السيناريو في لبنان، البلد الذي يرفع فيه الأفرقاء السياسيون شعار الديمقراطية التوافقية.
حسم الرئيس بهذه الطريقة لم يعتد عليها لبنان منذ ما قبل الطائف، فكيف الحال واتفاق الطائف القائم على التوازنات الدقيقة قائماً، لكن هذا لا يعني بحسب المصادر غياب فكرة أن تكون الجلسة الانتخابية المقبلة لإنهاء مرحلة وإطلاق أخرى، لإنهاء مرحلة برز فيها أسماء مرشحين أساسيين، يتمسك كل فريق بترشيحهم، وإطلاق مرحلة إيصال مرشح توافقي يُرضي الداخل والخارج.
بناء على ما تقدم، ترى المصادر أن سيناريو حصول جلسة إنتخاب لا ينال فيها أحد المرشحين الأساسيين 65 صوتاً قد تكون هي إحدى ممرات التسوية المنتظرة، على قاعدة كشف التوازنات القائمة عملياً، وبالتالي تمهيد الطريق نحو الذهاب إلى خيارات أخرى، بعد تسليم كل فريق بعدم قدرته على حسم المعركة لصالحه، على اعتبار أن هذه الطريقة قد تكون الحل الأمثل لسحب الترشيحات، مشددة على أن هذا السيناريو طُرح مؤخراً كأحد وسائل الخروج من التعنت القائم حالياً، وهو يشبه تقديم ممر آمن للقوى التي أصبحت أسيرة مواقفها.
لا يُدرك المعنيون بالشأن الرئاسي داخلياً تفاصيل ما سيحصل في الملف اللبناني خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكنهم على علم بأن مرحلة ما بعد القمة العربية ستشهد تحركات مكثفة، قد تكون إحدى نتائجها، وصول فرنجية الى بعبدا، أو انتهاء فرصه والبحث عن بديل، لن يكون بالتأكيد الإسم الذي تتفق عليه المعارضة، إن اتفقت على إسم.
محمد علوش - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|