الأسد في قمة العرب... الخلفيات والنتائج
"اللي بيجرب مجرّب بيكون عقلو مخرّب". بالمثل اللبناني الشعبي هذا، تختصر مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ"المركزية" ما حصل في القمة العربية أمس لناحية إعادة الرئيس السوري بشار الأسد الى الجامعة العربية.
تشير المصادر الى أن السعوديين يعلمون ذلك، وهم غير متفائلين بأن الاسد سينفذ أيا من الشروط، هم يريدون تقطيع مرحلة دولية واقليمية بأقل الخسائر، الى أن تُحسَم الأمور، وعلى أساسها يُبنى على الشيء متقضاه. في الوقت الضائع من المؤكد أن الشعب السوري سيخسر، واللبناني أيضاً. إنها عملية مهادنة عمرها سنتان.
ليست سوريا كما كانت، لا شيء يعيدها كذلك، وأوهام القوة التي يتبجح بها الاسد غير حقيقية أو قابلة للتنفيذ، تضيف المصادر. كما أن السعودية لن تكون متساهلة في ردة فعلها. هناك سقف محدد للموضوع. فلا المملكة لديها الرغبة في تخطي القرار الدولي 2254 أو العقوبات الأميركية، ولا حتى القدرة لتفرض على الاسد تنفيذها، ولا مواجهة الاميركيين لاحتوائها. إذاً نحن في دوامة من الفراغات يستفيد منها الاسد طبعاً، لكن حدود استفادته محدودة لأنه لا يملك القدرة على القيام بأي شيء.ٍ
إضافة الى ذلك، من الملاحظ أن حتى التسوية في اليمن لم تُنجز بشكل كامل بعد اتفاق بكين وهي البند الأساسي الذي يشغل بال السعودية. وتعتبر المصادر أن المسائل في المنطقة ككل، إذا لم نقل في العالم مرتبطة ببعضها، مشيرة الى أن القضايا العالقة تنتظر معركة الخريف في أوكرانيا. فهناك مرحلة ما بعد الحرب الاوكرانية التي تتضمن التحضير الى ما بعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وثمة هزيمة روسية في أوكرانيا.
ما بعد أوكرانيا سيتحوّل الى منطقة الشرق الأوسط، لكن الأمر مرتبط بالانتخابات الرئاسية الاميركية، مع انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن. إذا كانت هناك قناعة بأن الجمهوريين سيفوزون في الانتخابات بما أن الديمقراطيين لا مرشح قوي لهم، لذلك سيضع الديمقراطيون جهدهم في الشرق الاوسط بعيدا عن عقدة صناديق الاقتراع. وعندها ستشهد المنطقة تغيّراً جذرياً، وستتم قولبة الامور بطريقة مختلفة. كما ثمة تخوّف حقيقي من المواجهة الاسرائيلية - الايرانية.
ومع المساعي الحثيثة التي تبذلها اسرائيل للتطبيع مع السعودية، تتوقع المصادر أن يزور وزير الخارجية الاسرائيلية الرياض، أو حصول لقاء بين وزيري الخارجية السعودي والاسرائيلي في مكان ما، لكن لقاء علني.
وتواجه السعودية مشكلة في الموضوع الاسرائيلي، فإذا لم تعطِ اسرائيل أساساً للدولة الفلسطينية لن تستطيع المملكة التطبيع معها. هل يفعل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك؟ بالطبع لا. السعودية تريد تحقيق أمر ما للفلسطينيين، وإذا لم تقدّم لها اسرائيل اي تنازل، لن تذهب معها بعيداً.
في الموضوع السوري، تعلم السعودية جيدا أن قريباً سيظهر دور لقطر مع المعارضة، هناك مدخل ما، لم تنقطع الامور مع الشعب السوري. وتلفت المصادر الى أن السعودية تواجه مشكلة كبيرة، فمجرّد إلقاء نظرة على كبار الصحافيين والمحللين السياسيين السعوديين، يتبين أن أياً منهم لم يمدح أو يعطي تبريراً للدولة في موضوع عودة الأسد، لا مقال واحداً أو حتى مقابلة تلفزيونية وهذا وضع ينسحب على النخب السياسية وصُنّاع الرأي وليس فقط كبار الاعلاميين. يتركون الأمر لدولتهم، لكن يجب الاعتراف بأن هناك أزمة عمقها سُنّي، تختم المصادر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|