الصحافة

كاد لبنان أن يغيب عن "إعلان جدة"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

اكثر ما تؤدي اليه المناورة العسكرية التي قام بها "حزب الله" في عرمتى هي اذية لبنان وفق مصادر ديبلوماسية وليس خدمته في الواقع من خلال توجيه رسائل تتطاول على وجود الدولة اللبنانية وتفخخ امكان نهوضها على نحو يدفع الى التساؤل اذا كان ثمة مصلحة حقيقية لدى الحزب في انجاز الاستحقاقات الدستورية.

اذ ان الحزب لا يحتاج في الواقع الى مناورة عسكرية لاظهار استعداداته انطلاقا من ان مفاخرة خطب امينه العام المهددة لاسرائيل بوحدة الساحات وبالجهوزية المستمرة لا تؤخذ على محمل الجد ما يفترض الحاجة الى التظهير الاعلامي العملاني لتهديداته.

وبات التحدي لوجود الدولة اللبنانية وليس لسلطتها هو الاساس في مرحلة تضمحل فيها المؤسسات اللبنانية وتتحلل. فالحزب يؤكد استمراريته ككيان عسكري وسياسي منفصل في البلد يتمتع بالحماية من دولة اقليمية وقدرته على تقويض السيادة الوطنية في ظل رسالة قوية بعدم تهاونه ازاء المحافظة على الوضع الراهن ايا تكن المتغيرات في المنطقة مع تعطيل البلد لابقائه بعيدا من هذه المتغيرات.

فلبنان بوضعه الراهن وفق اسقاطات الحزب عليه، وجد صعوبة في ان يجد اهتماما بين الدول العربية ابان القمة الاخيرة قبل ايام فيما أفادت معلومات ل" النهار" ان اعلان جدة في صيغته الاصلية ، وهو غير مقررات القمة ، لم يلحظ اي ذكر للبنان على الاطلاق وان الفريق الديبلوماسي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تنبه لذلك وجرى لفت القيمين على ذلك بحيث استدرك المسؤولون السعوديون هذا الامر بادراج بند من بضعة اسطر . وهو ما يثير اسئلة فعلية اذا كان الحزب يتطلع الى الامعان في اهمال لبنان عربيا وتركه على الهامش في مقابل مصالحه المباشرة ومصالح ايران . ومع اقتراب نهاية الشهر السابع على الشغور الرئاسي لم يوفر الحزب فرصة لتأكيد سيطرته على البلد ومن بينها الاصرار على دعم وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه والاستمرار في تعطيل جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس تارة بالورقة البيضاء ثم بدعم مرشح وحيد يرفض التفاوض على مرشح بديل منه، ، وهذه التطورات بالنسبة الى بعض الاوساط السياسية يفترض ان تعيد التذكير بقوة بما يعنيه التسليم للحزب بما يريده في موقع الرئاسة وانعكاس ذلك المحتمل على سيادة البلد لا سيما في ظل الاخذ في الاعتبار اولا ان جدول اعمال اي رئيس للجمهورية يشترط خارجيا الا يخلو من الاستراتيجية الدفاعية اي وضع سلاح الحزب على الطاولة لمناقشته . وثانيا : ان ثمة تطورات اقليمية متدحرجة يتم السعي الى تجييرها في اتجاه مصالح معينة كما هي حال اعادة الرئيس السوري بشار الاسد الى مقعد بلاده في الجامعة العربية والانفتاح عليه . فهذه الخطوة الاخيرة على تناقض ردود الفعل منها عربيا وخارجيا وحتى لبنانيا تراها مصادر سياسية مسؤولة سلفة كبيرة جدا قدمتها المملكة السعودية ما بعد الاتفاق السعودي الايراني . وذلك مع العلم ان البحث بين ايران والسعودية لم يصل الى مرحلته الثالثة بحيث تشمل سوريا على سبيل المثال انطلاقا من ان اللقاءات التي عقدت بين وزيري خارجية السعودية وايران فيصل بن فرحان وحسين امير عبد اللهيان تناولت في مرحلتها الاولى العلاقات الثنائية المباشرة بين البلدين والخطوات العملانية من اجل تطوير هذه العلاقات على مستويات عدة . وتناولت في مرحلتها الثانية البحث في ملفات دول الجوار المباشر لكلا الدولتين وهي شملت الى اليمن والبحرين كلا من العراق وافغانستان . وفيما ان الديبلوماسيين المعنيين اتفقا على ترك الامور في اليمن لان تجد طريقها على ايدي اليمنيين انفسهم ولم يجدا بالنسبة الى العراق خلافات كبيرة بينهما، استمر الخلاف في وجهات النظر بالنسبة الى البحرين واطلاق مجموعة من السجناء لدى المملكة وكذلك استمر النقاش عالقا بالنسبة الى افغانستان التي توليها طهران اهمية كبيرة ما ساهم في تأجيل استكمال البحث في التعاون في شأنها وكيفية المساعدة من السعودية الى المرحلة التالية مع البحرين . هذه المرحلة التالية هي المرحلة الثالثة التي يفترض البحث فيها متى عقدت في طهران او الرياض في موضوع سوريا ولبنان وملفات اخرى . وتاليا فان السعودية التي اقدمت على خطوة كبيرة في اتجاه التطبيع مع النظام السوري وسط اعتراضات معروفة لا بل فرضت ذلك تماشيا مع مقاربتها للامور او الملفات في المنطقة، تستطيع في المقابل لو شاءت ان تقوم بما يلزم من ضغوط من اجل انهاء التعطيل الرئاسي. فمن يفرض بشار الاسد في السياق الذي بات معروفا يمكنه حتما ان يضغط من اجل توافق حول ما يراه مناسبا في لبنان، اقله وفق رأي هذه المصادر .

هل هذا يعني ان الامور قد تسهل لانجاز الانتخابات الرئاسية مع خيارات غير خيار الذي يصر عليه الثنائي الشيعي ؟ ثمة اقتناع بان هناك دينامية معينة قد تساهم في تحريك الامور في الاسابيع القليلة المقبلة قد تظهر في اتصالات فرنسية مع السعودية وقطر او بالاحرى مجموعة الخمسة التي التأمت حول لبنان في باريس اخيرا لا سيما في ظل استمرار سعي الاخيرة وبقوة لايجاد الفرصة لتنفيذ معادلتها القائمة على سليمان فرنجيه رئيسا ونواف سلام رئيسا للحكومة على خلفية ان العاصمة الفرنسية لم تتراجع ولا تزال تعمل على الخط نفسه بمحاولة اقناع المعارضين لهذه المعادلة في ظل تساؤلات اذا كان ما يستمر يحصل في الجنوب سابقا باطلاق الصواريخ وراهنا بالمناورة العسكرية يساعدها لتأكيد وجهة نظرها او او لاضعاف المعادلة التي تطرحها والتي يرجح نجاحها خلال اسابيع معدودة او انتهائها .

"النهار"- روزانا بومنصف

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا