محمد علي الحسيني: "وجود قوات قسد ومستقبلها مرهون بالوجود الأميركي ومصالحه في سورية"
8 قتلى خلال أسبوعٍ فقط في لبنان... والسّبب واحد!
أن يرنّ هاتف المنزل منتصف اللّيل، لإخبار الأهل عن تعرّض ولدهم لحادث سير وأنّه نُقل إلى المستشفى، لهو خبرٌ ينزل كالصّاعقة عليهم، خاصّةً إذا لم يستطيعوا معرفة ما إن كان ابنهم على قيد الحياة أم لا.
منذ عام ونصف العام، عشتُ هذا السّيناريو. أتذكّر أدقّ تفاصيل تلك اللّيلة في 5 آذار، الّتي لا تزال تراودني كوابيسها لليوم: وردنا اتّصال منتصف اللّيل، تمّ إخبارنا أنّ أخي تعرّض لحادث سير مروّع على أوتوستراد جلّ الدّيب وهو في المستشفى، الوقت المُستغرق على الطّريق للوصول إلى المستشفى كان أشبه بدهر، وصلنا، أخبرنا الطّبيب أنّه لا يزال على قيد الحياة لكنّ إصاباته بليغة بالرّأس والرّئة، وهناك خطر على حياته لأيّام معدودة. وسأكتفي بهذه التّفاصيل.
حوادث السير... لبنان الأول عربيًّا والاسباب "غريبة" ومستجدة
حادث سير مروّع بين سيارة وشاحنة وسقوط جرحى... ماذا جرى على اوتوستراد البداوي باتجاه طرابلس (صور)
قد لا يعني هذا الكلام الكثر، لكنّ ما حصل هذا الأسبوع بالنّسبة لحوادث السّير في لبنان، ينذر بالخطر!
وفق إحصاءات غرفة التحكّم المروري، عبر حسابها على "تويتر"، خلال الأيّام القليلة الماضية، فقد سُجّل:
في 18 آب: 6 حوادث سير، قتيلان و10 جرحى
في 17 آب: حادثان، قتيل وجريح
في 16 آب: 7 حوادث، قتيلان و6 جرحى
15 آب: :3 حوادث، قتيل وجريحان
14 آب: 5 حوادث، قتيل و5 جرحى
13 آب: 4 حوادث، قتيل و3 جرحى
12 آب: 5 حوادث و6 جرحى.
وهنا يتبيّن حصول 32 حادث سير، وسقوط 8 قتلى/ ضحايا و33 جريحًا (المعلن عنهم فقط) في 7 أيّام، ما يعني أنّ 8 عائلات فقدت هذا الأسبوع فردًا منها، وأنّ 33 عائلة تقريبًا صُعقت باتّصال يخبرها عن تعرّض أحد أفرادها لحادث سير. هذا كلّه يُضاف إلى الحالة النّفسيّة الصّعبة بالأساس الّتي يعاني منها اللّبنانيّون.
وقال مؤسّس جمعيّة "يازا" زياد عقل، لـ"لبنان 24"، إنّ "الأرقام عن عدد حوادث السّير في لبنان ليست دقيقة، فمن الممكن أن يقع أيّ حادث في قرية أو شارع معيّن، ولا يتمّ تسجيله في هذه الأعداد"، لافتًا إلى أنّ "عدد القتلى الشّهري دقيق".
وذكر أنّ "في شهر تمّوز الماضي، تمّ تسجيل 40 حالة وفاة و210 جرحى"، معتبرًا أنّ "هذا رقمٌ كبيرٌ مقارنةً بنسبة حركة التّنقّل الخجولة نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات".
وانعكست أزمة المحروقات والبطالة على كميّة السّيّارات الّتي تتنقّل يوميًّا، ما يعني انخفاضًا بديهيًّا بعدد السّيّارات أيضًا. فخلال مثل هذه الفترة من العام الماضي، لم يكن يتخطّى سعر صفيحة البنزين الـ100 ألف ليرة لبنانيّة.
أسباب حوادث السّير
أسبابٌ عديدةٌ تلعب دورًا في وقوع الحوادث في لبنان، أبرزها "غياب واسع لتطبيق قانون السّير، توقّف المعاينة الميكانيكيّة، إشارات السّير المعطّلة على الطّرقات والتّقاطعات، الرّيغارات المفتوحة، غياب الإنارة ليلًا؛ وعدم صيانة الطّرقات"، بحسب عقل.
وعن وضع صيانة الطّرقات والجسور، أشار إلى أنّ "الفواصل الحديديّة مثلًا على الطّريق الدّولي من بيروت باتّجاه بعبدا فارغة، وعرض الفراغات قد يتخطّى في كثير من الحالات الـ40 سنتيمترًا، ما يشكّل خطرًا كبيرًا على السّلامة العامّة". وشدّد على أنّ "المواطنين يتحدّون يوميًّا الموت على الجسور المتصدّعة، الّتي تفتقر لأبسط معايير السّلامة، ويواجهون خطر سقوط إطارات السّيّارات والدرّاجات النّاريّة في فراغات الفواصل المتآكلة، بالإضافة إلى تعرّض المركبات للتّلف". وتكثر الأمثال.
بالمحصّلة، يبدو وكأنّ موضوع السّلامة المروريّة غير أساسي اليوم بالنّسبة للمعنيّين، ما يفرض على كلّ سائق التحلّي بالرّقابة الذّاتيّة والمسؤوليّة من أجل حماية نفسه وغيره. بناءً على ذلك، دعا عقل المواطنين إلى "الالتزام بقانون السّير، عدم القيادة تحت تأثير الكحول، والأهمّ عدم استعمال الهاتف خلال القيادة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|